الكنترول الأردني والفتاة الأجنبية

mainThumb

23-02-2021 09:34 PM

 المرأة الغربية المتعثرة التي تجلس الى جانبي في مقعد باص صويلح/اربد المُزدوج تكادُ تسقُط أرضاً لشدة انحناءِ ظهرها ووجهها خجلاً، ترتدي حجاباً كاملاً وثوب نظيف لا يخلو من القسوة، لها عينان بنيتان وجسد أشقر ، تحملُ بين يديها كيساً اسودا متوسط الحجم لا تستطيع تخمين ما بداخله، وهموماً بحجم وطن! وكنترول الباص الشاب ذو بنطال مُهترئ وقليل من القروش، سال لُعابه مُحاولاً اصطيادها لتحقيق حلم طال انتظاره!

 

ينظُرُ لها بشراسةٍ وخبث والكثير من البراءة، يتكلم بصوتٍ فحيح ولُغة لم أستطع فهمها رغمَ إنصاتي الشديد، تذكرة.. مصاري.. هون.. هناك.. بعضُ الكلمات المفهومة ترتدي جُملاً غريبة لم أستطِع تركيبها، كُل ما استطعتُ استنتاجه أنّه يريد السفر معها إلى بلادها التي همهم أنها روسيا، ههه مسكين، علّهُ ينتظرُ مالاً هناك أو جنّة النعيم، لكن سُرعان ما انتهى حُلُمه واستفاق وحلّقت ابتسامتهُ سريعاً وعادَ إلى هيئة الكنترول محطم الاحلام بعدَ أن نزلت فرصته الحالمة في مُنتصف الطريق!
 
حالُه حال الكثيرون في بلد قد استنزف فيه الشباب كامل قِواهم في التفكير لا في العمل، واقعٌ بات ميؤوس منه ولا مفر من التعب، أخي يبحث عن عمل وأبي يبكي رغيف الخبز بلا أمل وأمي بلا حول ولا قوّة الا بالله.
 
أذكُر قول رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عمر الرزاز حين نصح أحد الشبان المفكر بالهجرة "شيل الهجرة من راسك يا قتيبة"، ورحل الرزاز وحلّ مجلسه الخصاونة وبقي الكثير من قتيبة اليوم على حالهم يبكون الوطن وشبابهم ويلعنون يومهم ويدعون اللهم هجرة اللهم خلاص!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد