صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة- تعتبر أمراض القلب وتصلّب الشرايين وارتفاع ضغط أو سكر الدم أبرز مسببات الوفاة في العالم. ولكن يعتبر تأثير الضغط النفسي على صحة جسم الإنسان بشكل عام، والقلب بشكل خاص، من العوامل الخطيرة التي قد تؤدي إلى الجلطات القلبية، وفي بعض الحالات تؤدي إلى انكسار عضلة القلب.

وقد أكد أستاذ أمراض القلب والباطنية بمستشفى جامعة ديوك في الولايات المتحدة الأميركية وخبير فحوصات القلب على المستوى الاكلينيكي والفيزيائي والبحث العلمي البروفيسور الدكتور فواز العنزي، أنه عندما يتعرّض الشخص للتوتر والضغط العصبي، تنتج عن ذلك عدة اضطرابات، منها:

• زيادة إفراز هرمونات في الجسم (مثل هرمون الأدرينالين وهرمون الكورتيزول).

• زيادة نشاط الجهاز العصبي.

• ارتفاع في مستوى ضغط وسكر الدم.

• زيادة في كوليسترول الدم وارتفاع نسب تجلّط الدم.

وهذه العوامل مشتركة تزيد من تصلّب وانسداد الشرايين القلبية.

اقرأ المزيد: بطلة مسلسل تعترف بممارسة الجنس 3 مرات أثناء التصوير

ولفت العنزي إلى وجود دراسات تشير إلى أن زيادة التهاب الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب نتيجة تأثير الضغط النفسي، قد تكون أحد أسباب زيادة الجلطات القلبية لدى الأشخاص الذين يتعرضون للضغط النفسي بشكل متكرر.

3 أنواع للضغط النفسي هناك ثلاثة أنواع من الضغط النفسي تؤثر على القلب:

1 ــ الضغط والتوتر النفسي المزمن: أوضح الدكتور العنزي أنه يحدث نتيجة التعرّض للكثير من الضغوطات اليوّمية سواء المعنوية أو الجسديّة، والتي تؤدي إلى زيادة حالات الاكتئاب والقلق والحزن الشديد. ومن الأعراض التي قد تظهر على المريض:

• ضيق أو صعوبة في التنفس.

• الشعور بعدم الراحة التي تترافق مع آلام الصدر.

• زيادة في ضربات وخفقان القلب.

• ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم.

2 ــ الضغط النفسي الحاد: يحدث عند سماع الشخص لخبر صادم بشكل مفاجئ، ويؤدي إلى ارتفاع حاد في هرمون الأدرينالين في الدم بكميات عالية جداً، فتؤدي إلى تقلص وانقباض حاد في شرايين القلب لفترة طويلة، وبالتالي انقطاع الدم عن جزء من عضلة القلب، وقد يحدث تشنج في عضلة القلب، وهذا يفقد العضلة القلبية وظيفتها في ضخ الدم بشكل مناسب، وتصاب بترهل وتصبح شبيهة بشكل البالون.

اقرأ المزيد: لجين عمران تستعرض مفاتن جسدها بمايوه شفاف وتشعل أنستجرام

وقال الدكتور العنزي: "تعرف هذه الحالة طبياً بمتلازمة القلب المكسور"، وتكون الشرايين القلبية في هذه الحالة سليمة إلى حد كبير، ولكنها متقلصة فقط، وتعود من حالة التقلص إلى شكلها الطبيعي بعد دقائق، ولكن عضلة القلب قد تبقى لأشهر بشكل البالون ومترهلة وفاقدة لوظيفتها نتيجة لهذه الصدمة. وأشار إلى أبحاث تؤكد تأثير المخ على القلب نتيجة سماع هذه الأخبار الصادمة.

وقال: "لا يوجد حتى الآن علاج محدد لمتلازمة القلب المكسور، غير أن المصاب بحاجة إلى رعاية طبية بأحد المستشفيات، فقد يكون العلاج مشابهاً للعلاج المستخدم في حالات النوبة القلبية".

3 - القلق النفسي وضربات القلب القلق والتوتر النفسي يؤديان إلى اضطراب في نظم كهرباء القلب وتسارع في معدل ضربات القلب، والتي قد تتصاحب مع ضيق في النفس وآلام قلبية على شكل نغزات في منطقة الصدر، خصوصاً عند صغار السن، كما أن من أهم أضرار التوتر على القلب أنه قد يتصاحب مع ارتفاع ضغط الدم وعدم ثبات قياس الضغط، مع تبدل حالة المريض النفسية، وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية مراقبة ضغط المريض وعدم الاكتفاء بالتشخيص بناء على قراءة واحدة للضغط.

كيف يمكن وقاية القلب من الضغوط النفسية؟

لتفادي جلطات القلب والاضطرابات القلبية، ذكر البروفيسور العنزي أنه من الضروري تجنّب التوتر والابتعاد عن الانفعالات والإجهاد الذهني والعصبي. كذلك ينصح بتغيير نمط الحياة، والتمتّع بالهدوء والاسترخاء. واعتبر الرياضة من أهم العوامل التي تقلل من التوتر النفسي، وينصح بممارسة الرياضة من ثلاث إلى خمس مرات يومياً بمعدل ثلاثين دقيقة يومياً، كما أن النوم الكافي لمدة ثماني ساعات يومياً أمر مهم لتقليل الجهد على الجسم وتقليل ارتفاع ضغط الدم.

ونصح بتقليل شرب المنبهات، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية التي تحتوي على مادة الكافيين، كما يجب توصيل الأخبار الصادمة بشكل تدريجي وعلى مراحل لتفادي تحطم وانكسار القلب.

اقرأ المزيد: خلعت ملابسها أمامه.. فنانة شهيرة طلقها زوجها بسبب عادل إمام

متى تجب مراجعة الطبيب؟

إذا كانت الأمور في مراحل يصعب على الشخص التعامل معها حتى بعد اتباع طرق الحياة الصحية أو ظهور أعراض الاكتئاب، مثل: مشاعر الحزن، التي يُمكن أن تَشمل نوبات من البكاء من دون سبب أو مشاعر الغضب، حتى في ما يتعلّق بالأمور الصغيرة، والشعور باليأس أو الفراغ والمزاج العصبي أو المتهيج وفقدان الاهتمام وتراجع الثقة بالنفس أو الشعور بالذنب، وصعوبة التفكير والتركيز أو أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار، في هذه الحالات ينصح المريض بمراجعة الأطباء الاختصاصيين في الأمراض النفسية، ومن الممكن أن يلجأ الشخص إلى تناول بعض المهدئات تحت الإشراف الطبي.

وهنا شدد الدكتور العنزي على ضرورة الدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء، لما لذلك من تأثير إيجابي ومباشر في التخفيف من أضرار الضغوط النفسية على صحة القلب.