السوسنة - حصد الطالب المصري، حمد حسين زناتي، المركز الأول في مسابقة أفضل فكرة تعليمية إلكترونية في اليابان، بعد منافسة مع نحو 2500 طالب من المرحلتين الإعدادية والثانوية من مدارس يابانية مختلفة.
ووفقا لمراسل الجزيرة عبد الرحمن أحمد، فقد تفوقت فكرة مشروع حمد (15 عاما) على أكثر من 1122 مشروعا تم تقديمها ضمن فعاليات مسابقة "إنجيد سوميت 2020" (Enageed Summit 2020) التعليمية باليابان.
حمد تفوق على 2500 طالب في المسابقة اليابانية، وحصد جائزة أفضل فكرة تعليمية إلكترونية.
وتهدف المسابقة التي أجريت في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى مشاركة الطلاب في تقديم حلول لمشكلات التعليم، وابتكار أدوات تعليمية إلكترونية تواكب تحديات انتشار وباء كورونا.
واحتفت مدرسة أوتيماي اليابانية بحصول طالبها حمد على الجائزة، وذكرت عبر موقعها الإلكتروني أن مشروع الطالب المصري يتعلق بتطوير أجهزة إسقاط (بروجكتر) صغيرة جدا، وتطبيقات لحل مشكلة "الأمتعة الثقيلة"، وصعوبة نقلها.
وأشارت المدرسة إلى أن فكرة المشروع لقيت إشادة واسعة لما قدمته من تحديد دقيق للمشكلة، والصعوبات المحتملة، ووضع الحلول المناسبة للتغلب عليها.
وخلال مداخلة مع قناة "دي إم سي" (dmc) المصرية، رفض حمد الإفصاح عن تفاصيل فكرته في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه يتم تسجيلها حاليا للحصول على براءة اختراع، واكتفى بالإشارة إلى أن الفكرة صالحة للتطبيق في مصر.
صعيدي ياباني
رغم ملامحه اليابانية وسنوات عمره كلها التي عاشها في اليابان، يفتخر حمد دائما بأنه صعيدي، ينتمي إلى محافظة المنيا، مسقط رأس والده الخبير التعليمي حسين زناتي، الباحث الزائر بجامعة تشوكيو اليابانية، والمدير التنفيذي لجمعية الصداقة المصرية اليابانية.
ومنذ سنوات يساهم حمد في العديد من المبادرات التعليمية والأنشطة التعاونية مع طلاب مصريين من صعيد مصر، خاصة عبر مبادرة "أصحاب في الإنسانية والسلام"، التي أطلقها والده لتدريب الأطفال في محافظة المنيا.
كما يشارك حمد حاليا في التعاون مع أطفال مصر من خلال المنحة التعليمية لبرنامج "تان كيو" الياباني للتعليم الشيق والاستكشاف.
وأشار حمد، في لقاء سابق خلال زيارته لمصر عام 2018 لحضور مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم"، إلى أنه سيقوم بنقل بعض المهارات اليدوية التي تعلمها باليابان إلى أطفال المدارس بصعيد مصر، عبر ورش تعليمية هدفها تكوين كوادر فنية من هؤلاء التلاميذ ينقلون بدورهم ما تعلموه إلى زملائهم في المدارس الأخرى.
وظهر حرص حمد واهتمامه بأهل قريته في الصعيد خلال العام الماضي مع ظهور أول إصابة بفيروس كورونا، حيث قدم فيديو تعليمي مبسط يشرح فيه طريقة عمل الكمامة منزليا.
"سعادتين"
وسبق لحمد الحصول على جائزة التفوق بالمهرجان الآسيوي الدولي لأفلام الأطفال التربوية عام 2015 عن مشاركته بالفيلم القصير "سعادتين"، الذي قام بإعداده وإخراجه بنفسه، وكان ما زال في الصف الرابع الابتدائي.
والفيلم الذي لا تزيد مدته عن 3 دقائق يتناول قصة واقعية للطفل حمد وصديقته الببغاء حمدية خلال نزهة خلوية، يحاول من خلاله تقديم درس مفيد تعلمه من هذه الرحلة.
وفي عمر السادسة شارك حمد في أداء أوبريت "هم يا مصري"، والذي كتبه والده وبدأ بتنفيذه عام 2011، واستغرق الانتهاء منه عدة سنوات، وتدعو كلماته المصريين إلى بذل المزيد من الجهد والهمة للبناء والنهضة.
وظهر حمد في الأوبريت حاملا علم مصر في درجة حرارة 18 تحت الصفر.
وشارك في العمل -الذي وصفه والد حمد بأنه رسالة تربوية إنسانية- 320 يابانيا و60 من الجاليات الأجنبية المقيمة في جزيرة هوكايدو (شمالي اليابان)، منهم موسيقيون ومعلمون وعمال وكشافة وطلاب.
من شابه أباه
ويسير حمد على خطى والده الخبير التعليمي، حسين زناتي، صاحب المبادرات التعليمية المتميزة في اليابان، التي يعيش ويعمل بها منذ أكثر من 20 عاما.
ويتولى زناتي إدارة مشروع التعليم الشيق والاستكشاف الياباني في الشرق الأوسط، وهو مشروع تعليمي تنموي يهدف إلى تبادل الأنشطة المهارية والذهنية بين أطفال اليابان ومصر والعالم.
ويقوم الخبير المصري بتدريب المدرسين اليابانيين على طرقه المبتكرة للتدريس، التي أطلق عليها "زناتي ستايل".
وحصل زناتي في ديسمبر/كانون الأول 2020 على وسام أفضل أجنبي في العمل الاجتماعي والدولي باليابان من الجمعية الوطنية للأعمال الحسنة تحت رعاية الأسرة الحاكمة.
كما اختارته مؤسسة "تان كيو" اليابانية للتعليم والعلوم والاستكشاف شخصية العام 2020، نظرا لجهوده منذ انضمامه إلى المؤسسة.