واشنطن ترفع السن القانونية لشراء السجائر

mainThumb

20-12-2019 05:02 PM

 السوسنة - أقر الكونغرس الأميركي الخميس قانونا يرفع العام المقبل من 18 عاما إلى 21 السن القانونية الدنيا لشراء التبغ والسجائر الإلكترونية في مجمل أنحاء الولايات المتحدة بعد الحملة الواسعة التي تشهدها البلاد ضد تدخين السجائر الإلكترونية إثر الطفرة في استخدام هذه المنتجات في المدارس.

 
 
وسينضم تاليا التبغ والسجائر الإلكترونية إلى الكحول والحشيشة (في الولايات التي تسمح ببيعها) على قائمة المنتجات المحصور بيعها بالبالغين في سن 21 عاما وما فوق. وحتى ما قبل إقرار القانون الجديد، كانت 19 من الولايات الأميركية الـ50 تفرض هذه السن الدنيا وأكثريتها بدأت اعتماد هذا التدبير خلال العام الجاري.
 
وينص القانون الفدرالي الجديد على اعتماد هذا القانون في سائر الأراضي الأميركية، من ألاسكا إلى فلوريدا، وسيدخل هذا التغيير حيز التنفيذ بعد حوالى تسعة أشهر وهي المدة اللازمة لنشر المراسيم التطبيقية التي توضح طبيعة العقوبات في حق المخالفين.
 
ويرمي هذا التدبير إلى التصدي للشعبية المتنامية للسجائر الإلكترونية لدى تلامذة الصفوف التكميلية والثانوية في المدارس في السنوات الأخيرة، فيما عدد الشباب المدخنين للسجائر التقليدية آخذ في الانحسار.
 
وبيّن التحقيق السنوي الذي أجرته الحكومة سنة 2019 أن 27,5 % من تلامذة المرحلة الأخيرة من الثانوية العامة قالوا إنهم دخنوا سجائر إلكترونية في الأيام الثلاثين الأخيرة، في مقابل 11,3 % في 2016.
 
كذلك أظهر تحقيق مرجعي آخر تشرت نتائجه هيئة "مونيترينغ ذي فيوتشر" الأربعاء أن 52 % من تلامذة المرحلة الأخيرة من التعليم الثانوي قالوا إنهم تناولوا الكحول العام الماضي، في مقابل 73 % سنة 2000. ولناحية سجائر التبغ، تراجعت نسبة تلامذة التعليم الثانوي الذين تناولوا هذا النوع من المنتجات إلى 5,7 % أي نصف النسبة المسجلة في 2016 تقريبا.
 
 
ولا يقتصر الازدياد على عدد الشباب من مدخني السجائر الإلكترونية فحسب بل يشمل أيضا عدد أفراد هذه الفئة الذين يدخنون الحشيشة مع هذه المنتجات، إذ قال 14 % من تلامذة التعليم الثانوي إنهم تناولوا هذه السجائر في الأيام الثلاثين السابقة للاستبيان.
 
غير أن القانون الذي أقر الخميس بعيد عما أعلنت حكومة دونالد ترامب سعيها بلوغه في أيلول/سبتمبر إذ كانت تنادي بمنع كامل وشامل للسجائر الإلكترونية المنكّهة والمحببة بشدة لدى الشباب.
 
وقد شهدت الولايات المتحدة خلال الصيف أزمة صحية كبيرة متصلة بتدخين السجائر الإلكترونية إذ أصيب عدد كبير من مدخني هذه المنتجات خصوصا في صفوف الشباب العشرينيين، بأمراض رئوية خطيرة. وبيّن تحقيق صحي واسع النطاق أن هذا الوباء يعود إلى مكوّن يضاف إلى بخاخات السجائر الإلكترونية يحمل اسم "أسيتات فيتامين إي" يضم مادة الحشيشة ويباع في السوق السوداء.
 
وأحصيت حتى اليوم 2409 إصابات أسفرت 52 منها عن وفيات.
 
- تراجع السجائر الإلكترونية المنكهة -
 
وبعدما كان مؤيدا في بادئ الأمر لمنع المنكهات المستخدمة في السجائر الإلكترونية، تراجع الرئيس الأميركي في نهاية المطاف بعدما اقتنع على ما يبدو من مستشاريه بأن هذا الأمر سيؤدي إلى خسارته أصواتا في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2020 الرئاسية. وكانت هيئات في القطاع وأصحاب محال لبيع السجائر الإلكترونية قد تظاهروا أمام البيت الأبيض تحت شعار "نحن ندخن السجائر الإلكترونية، نحن نصوّت".
 
وفي هذا الوقت، أوقفت شركة "جول" الأميركية الرائدة في سوق السجائر الإلكترونية الشريكة لمجموعة "التريا" العملاقة لمبيعات التبغ، بيع منكّهاتها بطعم الفواكه، من المانغا إلى الخيار، في الولايات المتحدة مبقية فقط على نكهتي التبغ والمنتول (فيما يستمر بيع منتجات هذه العلامة التجارية بنكهات أخرى في بلدان أخرى".
 
وقد أيد دونالد ترامب والعاملون في القطاع الحل القاضي برفع السن القانونية الدنيا إلى 21 عاما.
 
غير أن الناشطين ضد التدخين بأشكاله كافة أبدوا استياء كبيرا إزاء هذه التسوية.
 
وقال رئيس منظمة "كامباين فور توباكو فري كيدز" الناشطة ضد الشركات المصنعة للسجائر ماثيو مايرز "جول وألتريا سارتا بمسألة (رفع السن القانونية إلى 21 عاما) لأسبابهما الخاصة المقيتة لإخفاء معركتهما ضد منع السجائر الإلكترونية المنكهة".
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد