السوسنة - صعدت روح جديدة من أرواح الفن إلى بارئها، تاركة ورائها إرثا فنيا مصريا وعربيا، لتبقى ذكراه خالدة ، وبالرغم من قوة الإرادة التي تحلى بها فاروق الفيشاوي أمام مرضه "السرطان" إلا أن الموت حق، ليسقط عد تدهور حالته الصحية وتوقف كل أجهزة الجسم الحيوية عن العمل .
الاسم بالكامل محمد فاروق فهيم الفيشاوي من مواليد 5 فبراير 1949 بمدينة سر الليان بمحافظة المنوفية، لأسرة ميسورة الحال، وكان الصغر بين 5 أشقاء آخرين، وعندما توفي والده وهو لم يتجاوز الـ 11 من عمره، تولى شقيقه الأكبر رعايته.
حصل فاروق الفيشاوي ليسانس الأداب من جامعة عين شمس وبعدها نال بكالوريوس معهد الفنون المسرحية.
لمع اسم فاروق الفيشاوي عندما شارك مع نخبة من النجوم الشباب وقتها والفنان الكبير عبد المنعم مدبولي في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا" ولكن بدأت مسيرته مع النجومية عام 1981 عندما شارك النجم عادل إمام والراحلة سعاد حسني بطولة فيلم "المشبوه".
قدم نحو 300 عمل فني ما بين أفلام سينمائية ومسلسلات ومسرحيات وسهرات إذاعية من أبرزها في السينما "المشبوه" و "الباطنية"، و"حنفى الأبهة"، "فتاة من إسرائيل"، و"القرداتى"، "الجاسوسة حكمت فهمي" "الشيطان يغني" و"وحوش في الميناء" و"المحظوظ" و"الأرملة والشيطان"، و"جبروت امرأة"، و"لعبة الكبار" وكان آخر ظهور له في فيلم "ليلة هنا وسرور" مع الفنان محمد عادل أمام.
كما قدم فاروق الفيشاوي عدة مسرحيات ناجحة منها البرنسيسة مع ليلى علوي، الدنيا مقلوبة مع نبيلة السيد، واختتم مسيرته الفنية بالمشاركة في بطولة مسرحية الملك لير مع الفنان يحيى الفخراني.
سجل فاروق الفيشاوي من المسلسلات يضم عدة أعمال وضعته ضمن مصاف الكبار ومن أشهرها ليلة القبض على فاطمة 1984علي الزيبق في دور علي الزيبق 1985أدهم وزبنات والتلات بنات 2003، الدم والنار 2004، المطعم شي توتو 2006، رجل وامرأتان 2006، ثورة الشك 2007، عفريت القرش 2007، أولاد الحلال 2009، قاتل بلا أجر 2009، شمس الانصاري 2012 واختتمها بمسلسل "الشارع اللي ورانا" عام 2018.
حصل النجم الراحل على العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية، ففي عام 2004كرمه مهرجان طنجة المغربي الدولي للفنون والموسيقى، وحرص المجلس القومي لحقوق الإنسان بجائزة أفضل الأعمال الفنية والإعلامية عام 2007 عن مسلسل “عفريت القرش”، وعام 2009 حصل على ثلاثة جوائز بسبب فيلمه “ألوان السما السبعة”، وهم أفضل ممثل من الأكاديمية الإفريقية السينمائية، ودرع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي من الملتقى العربي الرابع للمنتجين العرب، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الحادية والثلاثين.
كشف الفنان المصري فاروق الفيشاوي، تفاصيل إصابته بالسرطان، مشيرًا إلى أنه اكتشف المرض عن طريق الصدفة فبعد إجرائه تحاليل بسبب مشاكل في معدته، أخبره الطبيب بالإصابة بالمرض اللعين قبل موعد حفل تكريمه في مهرجان الاسكندرية بـ 5 أيام فقط، وبالرغم من ذلك صمم على المشاركة في المهرجان، وأضاف: لم أكن أنوي الإعلان عن مرضي في المهرجان، لكن في لحظة شعرت أنني يجب أن أقول للكل، ومظاهرات الحب التي قوبلت فيها من زملائي شجعتني على ذلك، ومنحتني طاقة إيجابية ليس لها حدود.
فاروق الفيشاوي عانى من سرطان العظام وخضع لعلاج تمت تجربته في مصر للمرة الأولى ويتميز بعدم عدم حدوث أي آثار جانبية مثل تساقط الشعر أو تغيير الشكل، ويعتمد على جرعات كيماوية إضافة إلى نظام غذائي خاص.
تزوج 3 مرات، أحداها من خارج الوسط الفني من السيدة نوران، وزيجتين فنيتين من سمية الألفي التي أنجب منها ولده أحمد الفيشاوي الذي سلك هو الآخر عالم التمثيل، ولكن انتهى زواجهما بالانفصال بعد عدة سنوات، وتزوج للمرة الثالثة من الممثلة سهير رمزي في زيجة استمرت خمس سنوات وصرح في احدى مقابلاته التلفزيونية، أنه نادم على عدم زواجه من ليلى علوي.
في نهاية الثمانينيات وهو بأوج نجوميته، مر الفنان الراحل بأزمة فارقة في حياته، وهي أزمة إدمانه للهيروين، وصرح الفيشاوي عن تفاصيل رحلة تلقيه العلاج من الإدمان في حوار صحفي لمجلة أكتوبر عام 1987، كاشفًا عن رحلته مع الإدمان ودور زوجته الفنانة سمية الألفي في مساعدته على الشفاء من هذا المرض المزمن.
قبل وفاته بأيام قليلة تعرض الفنان فاروق الفيشاوي لأزمة قاسية في حياته، بعد صدور قرار ضبط وإحضار من قبل نيابة التهرب الضريبي، وذلك لمطالبته بسداد باقي مستحقات الضريبة المقدرة بـ 160 ألف جنيه من أصل 380 ألف جنيه، ولم يتمكن من المثول أمام وكيل النيابة بسبب تدهور حالته الصحية.