ام مجد تجمع عبوات الكرتون لتعيش !

mainThumb

30-11-2010 01:01 PM

وفاء مطالقة - صبيحة كل يوم تبدأ ام امجد بجمع عبوات الكرتون الفارغة من مخلفات الاسواق التجارية لتؤمن عيشا كريما لاسرتها المكونة من اثني عشر فردا . تقول ام امجد البالغة من العمر اربعين عاما لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) انها تحصل من عملها في جمع الكرتون وبيعه على دخل اسبوعي يصل احيانا الى اكثر من ثلاثمئة دينار مشيرة الى انها استطاعت من خلال عملها هذا تأمين اسرتها بجميع احتياجاتها .

وتشير الى انها بدأت عملها هذا منذ اكثر من عشر سنوات متحملة برد ومطر الشتاء وحرارة واشعة شمس الصيف الشديدة بهدف تحسين وضع اسرتها اذ ان راتب زوجها وحده لا يكفي اجرة المنزل البالغة مئة دينار .


لم تتمكن ام امجد بحسب قولها من اقناع ابنائها الذكور باكمال تعليمهم اذ اتجهوا الى العمل بالمهنة ذاتها باستثناء احدهم الذي يدرس تخصص الفندقة في احدى الكليات , ولا تزال بناتها الخمس على مقاعد الدراسة اكبرهن في الصف العاشر .


وتضيف ان العديد من بائعي الجملة يوفرون لها صناديق الكرتون لتكون جاهزة في وقت معين وان سعر الطن الواحد الذي تبيعه للمصانع يصل الى خمسين دينارا . لم تأبه ام امجد لانتقادت البعض لعملها الذي يهدف الى تامين العيش الكريم لاسرتها ورفع مستوى معيشتها بحسب قولها .
 

المدير الاداري في شركة مصانع الورق والكرتون الاردنية امجد سلاّم يقول ان الشركة تشجع المواطنين على جمع الورق والكرتون لاعادة استخدامه في مصانعها وانتاج كميات جديدة من الكرتون بنيّ اللون .


ويضيف ان الشركة خاطبت العديد من المؤسسات والدوائر الرسمية لتزويدها بالاوراق المستعملة لاعادة تدويرها لتدخل في انتاج الكرتون بنيّ اللون مشيرا الى ان انتاج طن الكرتون الواحد يحتاج الى 800 طن من الكرتون البني وحوالي 350 طنا من الورق الابيض ليتم صنع العجينة التي تنتج الواح كرتون جديدة .


ويشير الى استعداد الشركة لشراء اي كميات من الكرتون المستعمل بسعر خمسين دينارا للطن الواحد في حين يصل سعر الطن الواحد من الورق المستعمل الى 15 دينارا . ويبين انه تمت مخاطبة البلديات وامانة عمان الكبرى لتخصيص ضاغطة لجمع وضغط الكرتون المستعمل موضحا ان وجود ضاغطة واحدة على الاقل لدى البلدية من شأنه توفير دخل شهري لها جراء بيع الكرتون والورق المستعمل لمصانع الشركة قد يصل الى خمسة الاف دينار شهريا .


المدير التنفيذي لجمعية البيئة الاردنية المهندس احمد الكوفحي يقول ان الجمعية تتبنى برنامجا لاعادة تدوير الاوراق والكرتون لتعزيز عملية إعادة التدوير في المملكة مدعما بحملة توعية شاملة وتدريب وتعليم للمجموعات المستهدفة بالإضافة إلى إجراء الدراسات والبحوث للمساعدة في دعم المجتمعات المحلية الأقل حظا والحفاظ على البيئة .


ويشير الى اهتمام الجمعية ببرنامج إعادة التدوير خاصة بين طلبة المدارس وربات البيوت وأعضاء المنظمات غير الحكومية البيئية موضحا ان البرنامج بدأ عمله كمشروع تجريبي لإعادة تدوير الورق في بداية عام 1995، وبعد دراسة المشكلات والعقبات تبين أهمية إطلاق برنامج توعية لإدخال مفهوم جمع وفرز النفايات الصلبة لهذه الفئات .


ويشير الى لجنة إعادة التدوير في الجمعية التي تعنى بادارة البرنامج وحملات التوعية بأسلوب (التعليم من خلال الممارسة ) حيث تم تحفيز وتشجيع الشركات والمدارس والأفراد على جمع الورق والبلاستيك ووضعها في مراكز الجمع التي خصصها البرنامج لهذه الغاية مبينا انه تم تخصيص ثلاثة مراكز للجمع .


ويستعرض الكوفحي أهداف برنامج التدوير المتمثلة بالحفاظ على الموارد الطبيعية من أجل تعزيز التنمية المستدامة والحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري اضافة الى الترويج لمفهوم إعادة التدوير من خلال برامج التوعية الموجهة للمدارس والمنازل والمصانع والمؤسسات وأعضاء المنظمات غير الحكومية والتدريب على مفهوم الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة من خلال حلقات العمل والزيارات الميدانية وتعزيز الممارسات الايجابية للفئات المستهدفة والتي تسهم في تغيير السلوكيات والنمط الاستهلاكي من خلال إشراكها في عملية إعادة التدوير.


ويهدف البرنامج كذلك الى انتاج منتجات من مواد معاد تدويرها لتشجيع المستثمرين على البدء في صناعات إعادة التدوير. وعن ابرز نتائج البرنامج يقول انه تم توفير فرص عمل لتحسين مستوى المعيشة للمجتمع المحلي خاصة النساء اضافة الى المساهمة في التقليل من مشكلة النفايات الصلبة ودعم الصناعات المحلية الصديقة للبيئة مثل إنتاج الورق المعاد تدويره لاستخدامه في المطبوعات والاستخدامات الأخرى. //( بترا ) 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد