السوسنة - أصدر البهائيون في الأردن بيانا يستنكرون فيه حكم الاعدام الصادر بحق المواطن اليمني حامد بن حيدرة، حيث صدر الحكم في الثاني من شهر كانون الثاني الجاري 2018، من قبل محكمة الجنايات المتخصصة في صنعاء باليمن حكمًا جائرا يعتبر سابقة في عملية اضطهاد البهائيين باليمن. وهو الحكم بالإعدام بسبب عقيدته الدينية، كما أمر القاضي بإيقاف وحلّ كافة المؤسسات البهائية في البلاد.
ويعاني البهائيون اليمنيون منذ سنوات من اضطهاد ممنهج على يد جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بسبب معتقدهم الديني لا غير. فقد تمّ احتجاز مئات المواطنين البهائيين بشكل تعسّفي بتهم زائفة ودون أدلّة دامغة في تجاهل واضح للقانون الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والدينية للإنسان أينما كان.
وكما جاء في البيان الذي استلمت ( السوسنة) نسخة منه بانه تمّ احتجاز المواطن اليمني حامد بن حيدرة قبل 4 سنوات، وأُبقي في الاختفاء القسري تسعة أشهر، تعرّض خلالها للمعاملة السيئة والحبس الانفرادي لفترات طويلة سبّبت له إعاقة في الحركة وفقدًا للسمع وحاجة ماسة لأكثر من عملية لعلاج الإصابات والأمراض الناجمة عن التعذيب والصعق الكهربائي وحقن جسمه بمواد غير معروفة بقصد توقيعه على اعترافات لتهم ملفقة يجهلها وهو معصوب العينين، إلى جانب حرمانه من التواصل مع محاميه خلال عملية التحقيق، والمماطلة غير المبرّرة والتأجيل المستمر لجلسات محاكمته، إلى أن انتهت بصدور حكم الإعدام تعزيرًا بحقّه في الثاني من كانون الثاني 2018
وأخيرًا عقدت المحكمة جلستها، دون حضور المُدّعَى عليه حامد بن حيدرة الذي منع من الحضور عمدًا، أصدر فيها القاضي "عبده إسماعيل حسن راجح" حكمه بإعدام بن حيدرة ومصادرة كافة ممتلكاته بذريعة أنه كان على اتصال مع "بيت العدل الأعظم"، أعلى مرجع إداري وديني للبهائيين في العالم ومقرّه في حيفا. وقد تضمّن الحكم تنفيذ عقوبة الإعدام في مكان عام، وهو ما يُعتبر صورة مستنسخة عن الاضطهاد الديني الذي تمارسه السلطات الإيرانية بحق البهائيين هناك منذ ثمانينيات القرن الماضي. هذا، وقدّم محامي الدفاع طلب استئناف للحكم فور صدوره.
ويضيف البيان : " إن ما زاد في صدمتنا علمُنا بأن تلاعبًا قد حدث في ملف القضية بعد صدور الحكم، وأن أوراقًا جوهرية قد اختفت من ملف القضية، مع وجود مؤشرات لمحاولة تعديل وتغيير مسببات الحكم بعد ردّة الفعل القوية من كافة المؤسسات الحقوقية ضد هذا الحكم الجائر. بل إن عددًا ممن يُحسبون على النظام الحاكم في صنعاء كانوا من أوائل من استنكروا التلاعب المفضوح في هذه القضية. فالحكم الجائر، ثم ما تبع ذلك من أحداث قد أكدت حقيقة أن هذه المحاكمة ما هي إلا عملية طائفية منهجية تستهدف أقلّية كاملة بسبب معتقد ابنائها، وبأن حكم الإعدام المشين ليس إلا سعيًا وراء قتل إنسان بريء ترهيبًا لغيره من البهائيين الذين أصبحوا يتلقّون التهديد والوعيد. فالبهائيون مواطنون صالحون ومكوِّنٌ أصيل في المجتمعات العربية يتمتعون بحرية العبادة ومعروفون بالإخلاص والتسامح واحترام الأنظمة وإطاعه الحكومة والقوانين وقائمون على نشر قيَم التعايش والسلام والحضّ على خدمة المجتمع وازدهاره. فحقوق البهائيين المسلوبة في اليمن ستبقى منقوصة حتى لو رجعت إليهم، ما لم يرجع السلام وتعمّ العدالة الاجتماعية جميع أفراد هذا المجتمع الحبيب الذي أنهكته الحروب الدامية والانقسامات المدمّرة.
إن المواثيق الدولية، التي وقّعت عليها اليمن وتنصّ على الحق في حرية الضمير والفكر والدين والمعتقد على أنه من الحقوق المشروعة لكل إنسان وغير قابلة للتقييد في ظل أي ظرف، تقضي بأنه لا يجوز توقيف أي فرد توقيفًا تعسّفيًا بسبب ممارسته حريّته الدينية والتعبّدية أو انتمائه لأي أقلّية دينية. لذا، ترى الجامعة البهائية في الأردن أن ما يتم من تدابير قمعية في اليمن غير مسبوقة في عالمنا العربي، وهي إذ تناشد ذوي النفوس الخيرة من إخوانهم في الإنسانية وأبناء الأردن الشرفاء، المؤمنين بالقيم الإنسانية والوطنية النبيلة ومن ذوي الاقلام الحرة والشريفة، ألاّ يدّخروا جهدًا في شجب كافة أشكال الظلم التي يقوم بها جماعة أنصار الله (الحوثيين) ضد الأقلية البهائية في اليمن. وتناشد المجتمع الدولي والحكومات العربية للدفاع عن هؤلاء المظلومين.
وأهاب البهائيون في الأردن بالمسؤولين المعنيين في اليمن وهيئات القضاء الأجلاء أن يعيدوا النظر في وضع هذه الأقلية الدينية والتمعّن طويلاً في تاريخها ناصع البياض الذي يمتد إلى أكثر من قرن زاخر بخدمة المجتمع والدولة بكل وفاء وإخلاص، وأن نرى حامد بن حيدرة ومن معه من المعتقلين البهائيين خارج أبواب السجن حتى يمارسوا قِيَم دينهم في المحبة والتسامح والإخاء والولاء.
واختتم البيان :" إن ما يحزننا حقًا ويحزّ في قلب كل بهائي في العالم أن تتحوّل أرض اليمن السعيد إلى ساحة للاقتتال والسجن والتعذيب والتشريد في ظروف نرجو الله تعالى أن يقصّر أيامها رأفة بعباده. هذا ما تلهج به قلوب وألسنة كل بهائي في العالم في دعائهم اليومي."