السوسنة – هبة خالد الفاخوري - علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني الأموي , ولد في مدينة أصبهان 284 هـ 897 م , هو شاعر ومؤرخ وأديب وكاتب من العصر العباسي .
وسافر إلى بغداد لأنها في تلك الفترة كانت قرارة العلم والعلماء ومثابة الأدب والأدباء , حيث أخذ العلم عن أعلامها , وروى وسمع عن علماء كثيرين وتأثر بهم ومنهم : ابن دريد ، والفضل بن الحباب الجمحي ، والأخفش ، والأنباري ، والطبري ، ومحمد بن خلف بن المرزبان ، وقدامة بن جعفر , وإسحاق الموصلي , وغيرهم .
ونبغ وتفوق في طلب العلم , وعرف شاب من بدايته يهيم بالمجد ويبتغي الوسيلة بالقوة في العلم والأدب ، وقال عنه القاضي التنوخي : ( ومن الرواة المتسعين الذين شاهدناهم أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني فإنه كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والحديث المسند والنسب ، ما لم أر قط من يحفظ مثله ! وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء ، ويحفظ دون ما يحفظ منها علوما أخر ، منها : اللغة ، والنحو ، والخرافات ، والسير ، والمغازي ، ومن آلة المنادمة شيئا كثيرا مثل : علم الجوارح والبيطرة ونتفا من الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك ) .
كان أديب عربي , ومن الأعلام في معرفة التاريخ والأنساب والسير والآثار واللغة والمغازي , وله القليل من الشعر فكان هجاء خبيث اللسان ويتقيه الناس .
وكان للأصفهاني العديد من المؤلفات وأشهرها : كتاب الأغاني الذي يعتبر كتاب من كتب فن الغناء والموسيقى في العصر العباسي , وجاء ضمن خمس وعشرين جزءاً هو بحد ذاته تاريخ فن الغناء العربي .
وكتاب مقاتل الطالبيين ويعتبر كنز من كنوز الأدب والتاريخ , حيث ترجم فيه للشهداء من ذرية أبي طالب منذ عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الوقت الذي شرع يؤلف فيه الكتاب .
وكتاب أخبار القيان , وكتاب أخبار الطفيليين , وكتاب أخبار جحظة البرمكي , وكتاب أيام العرب 1700 يوم , وكتاب الإماء الشواعر , وكتاب أدب الغرباء , وكتاب أدب السماع , وكتاب الأخبار والنوادر , وكتاب الفرق والمعيار في الأوغاد والأحرار , وكتاب المماليك الشعراء , وكتاب التعديل والانتصاف في أخبار القبائل وأنسابها , وكتاب تفضيل ذي الحجة , وكتاب تحف الوسائد في أخبار الولائد , ورسالة في الأغاني , وكتاب مجرد الأغاني , وكتاب مجموع الأخبار والآثار , وكتاب النغم , وكتاب نسب بني عبد شمس .
وتتلمذ على يده أبرز علماء عصره ومنهم : الدارقطني ، وإبراهيم بن أحمد الطبري ، وأبو الفتح بن أبي الفوارس ، وعلي بن أحمد بن داود الرزاز ، وغيرهم .
ولقد ذكره العديد من العلماء ومنهم : الحموي وقال : ( أبو الفرج الأصفهاني العلامة النساب الأخباري الحافظ الجامع بين سعة الرواية والحذق في الدراية : لا أعلم لأحد أحسن من تصانيفه في فنها وحسن استيعاب ما يتصدى لجمعه، وكان مع ذلك شاعر مجيد ) .
وابن خلدون قال : وقد ألف القاضي أبو الفرج الأصفهاني كتابه في الأغاني جمع فيه أخبار العرب وأشعارهم وأنسابهم وأيامهم ودولهم وجعل مبناه على الغناء في المائة صوتا التي اختارها المغنون للرشيد فاستوعب فيه ذلك أتم استيعاب وأوفاه ولعمري إنه ديوان العرب وجامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم في كل فن من فنون الشعر والتاريخ والغناء وسائر الأحوال ولا يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه وهو الغاية التي يسمو إليها الأديب ويقف عندها وأنى له به .
وابن النديم قال عنه : ( كان شاعراً مصنفاً أدبياً ، وله رواية يسيرة ، وأكثر تعويله كان في تصنيفه على الكتب المنسوبة الخطوط أو غيرها من الأصول الجياد ) .
وفي آخر حياته أصيب بالفالج وتوفي في العراق ببغداد 14 / ذي الحجة / 356 هـ الموافق 21 / نوفمبر / 967 م .
قطر تستأنف دور الوسيط لإنهاء الحرب في غزة