السوسنة - فائده الزاملي - من منا لم يسمع عن شعر كتب من وسط الظلمة والحرب والثورة ! من منا لم يقرأ عن عشق الوطن من حبر قلم الشاعر محمود درويش .
ذاك الطفل الثوري والرجل الشاعر الذي عبر عن قلقه وخوفه وتمزقه وتأملاته من خلال كلماته ليخاطب بها قلب القارئ ويحتل بها أذن السامع بإلقائه .
لقد أجمع على جمال شعره الكبار والصغار وأصبحوا يرددون شعره بكثرة ويكتبون أقواله الى الآن بشتى الوسائل والطرق ، يكتبونها على كتبهم ويقتبسون خواطره وأشعاره على وسائل التواصل الاجتماعي لينشروها بينهم .
ولد الشاعر محمود درويش 13 / مارس / 1941 في قرية البروه الفلسطينية .
تنقل محمود درويش خلال حياته الى العديد من الدول ، وبسبب النكبة الفلسطينية هاجر الى لبنان ثم عاد مع أسرته الى الوطن بعد عام من رحيله ، وبعدها أنهى درويش تعليمه الثانوي وعمل في صحافة الحزب ليصبح محررا لها .
لم يكتف درويش بذلك بل استمر بالنهوض لتحقيق تطلعاته وذاته حيث اكمل دراسته في الإتحاد السوفيتي آنذاك أي روسيا حاليا ، لقد كانت مسيرة درويش وتنقلاته كثيرة خلال حياته ليصل الى مايريد كما يريد .
قام الشاعر محمود درويش بتأليف العديد من المؤلفات التي يشهد لها الكثير بالإتقان والتميز ، حيث اجتازت اشعاره وقصائده أسلاك الحدود الشائكة .
اول ديوان طبع للشاعر محمود درويش هو "عصافير بلا أجنحة" عام 1960 وكان عمره آنذاك 18 عاما .
واستمر درويش بالكتابه لينشر ديوانه الآخر بعد 4 سنوات عام 1964 الذي أسماه "اوراق الزيتون" وهذه نبذه عما كتبه بهذا الديوان .
وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى وقالوا : انت قاتل!
اخذوا طعامه، والملابس، والبيارق
ورموه في زنزانة الموتى
وقالوا: انت سارق!
ردوه عن كل المرافئ
اخذوا حبيبته الصغيرة
ثم قالوا: أنت لاجئ!
يا دامي القدمين والعينين
ان الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل
فحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي .. سنابل!
كلماته التي ذكرها بمؤلفاته داعبت مشاعر الكثير من الناس ذلك الوقت ، لقد لامس القلب بشعره وحروف كلماته التي توغلت الى عقول الكثير من السامعين له .
استمر درويش بنشر مؤلفاته لتصل الى أبعد الحدود لتصل الى حاضرنا وكأنها اليوم كتبت.
في عام 1966 كتب محمود درويش ديوانه الذي أسماه "عاشق من فلسطين" وبعام 1967 كتب ديوانه اﻻخر "آخر الليل" واستمر بالكتابة على مر السنوات ولم يكتف ليكتب عام 1970 ديوانه "حبيبتي تنهض من نومها"
وبقي درويش ينشر مؤلفاته الكثيرة، واستمر بكتابتها ليعبر عما يجول بنفسه وخاطرة .
هكذا كتب محمود درويش اسمه على مر التاريخ والسنوات ، خاطبنا بأفكاره وعبر عنها بحبر قلمه .
وبهذه الحياة لكل بداية نهاية يمكن للإنسان أن يكون له بداية نشأه ليخطو أول خطواته نحو الحياة ويرسم ذاته ، وحلمه وتأملاته ، وهكذا خلد اسمه حتى بعد وفاته . انتهى عمر درويش وتوفي في التاسع من أغسطس عام 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بعد إجرائه عملية القلب المفتوح في المركز الطبي المتخصص في وﻻية هيوستن، بعد العملية دخل محمود درويش في غيبوبة ليتم بعدها الإعلان عن وفاته فور نزع أجهزة الإنعاش عنه ، وهكذا انتهت مسيرة شاعر كبير كرس نفسه بكتابة شوقه وحنينه وألمه ومقتبساته داخل صفحات كتابه .