عمان - السوسنة - هبه خالد الفاخوري - تقع البتراء في محافظة معان على بعد 225 كيلومتر جنوب المملكة الأردنية الهاشمية , وإلى الغرب من الطريق الصحراوي , وتبلغ مساحتها 900 كم2 , وتبلغ مساحة المحمية الأثرية 264 كم2 .
وهي مدينة محفورة في الحجر الرملي الملون في صخور جبال وادي موسى الوردي، ولهذا سميت بـالمدينة الوردية نسبة لألوان صخورها الملتوية , وأيضاً مختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي يسهل اختراقه يسمى السيق .
وتسمى البتراء أو البترا هي عبارة عن مدينة أثرية وتاريخية , وتشتهر بعمارتها المنحوتة بالصخور ونظام قنوات جر المياه القديمة , وكان يطلق عليها اسم سلع .
أسست في عام 312 ق.م عاصمة لمملكة الأنباط , ولقد احتلت موقع مرموق لوقوعها على طريق الحرير المتوسط لحضارات بلاد ما بين النهرين وفلسطين ومصر ، مما جعل لها دور كبير وجعلها تتمسك بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها .
وكان موقعها غير مكتشف للغرب طوال الفترة العثمانية ، حتى اكتشفها عام 1812 المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت .
وتقع أيضاً بين مجموعة من الجبال الصخرية الشاهقة على منحدرات جبل المذبح، وتشكل حلقة الوصل الشمالية الغربية لشبه الجزيرة العربية ، وبالتحديد وادي عربة الممتد من البحر الميت إلى خليج العقبة .
وفي عام 1985 أدرجت على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو , وعام 2007 تم اختيارها من عجائب الدنيا السبع الجديدة .
وفيها العديد من المظاهر الجيولوجية وأهمها : التكشفات الصخرية والتي تبين الفترات والعصور والأعمار على السلم الجيولوجي والتي تعود إلى فترات ما قبل الكامبري , وتكشفات الصخور الرسوبية والرمال التي تتكون من فتات معادن الفلدسبار وغيرها والتي تعود لعصري الكامبري والأوردوفيشي ، وتكشفات صخور العصر الكريتاسي .
كما توجد تراكيب جيولوجية ومنها : الصدوع والطيات ، والمقاطع الجيولوجية التي تتكون بألوان زاهية ، والينابيع والكهوف الطبيعية ، والأحافير , ومن أهم التراكيب الجيولوجية صدع وادي موسى .
وتنتشر فيها الحياة البرية ومن هذه الاشجار : شجر العرعر الفينيقي وهو نوع نباتي شجري من جنس العرعر ويرجع لفصيلة سروية , وبعض الأنواع العشبية الحولية والمعمرة , والأنواع البصيلية والدرنية ( العنصل والبلفية ) .
تتميز المنطقة ببعض الأنواع التي تعد امتداداً للغطاء النباتي في إفريقيا , من هذه الأنواع العشار الباسق وأربعة أنواع من السنط ( السنط الملتوي ) ، وتوجد أجناس نباتية من البيئات الشامية ( السوسن ) , والقنطريون ( الفصيلة النجمية ) , ويعيش فيها العديد من الحيوانات وهي : الجمال والخيول والماعز والحمير بسبب تحملها حرارة الأجواء ولتكيفها مع البيئة الجافة
ويوجد فيها ما يقارب 3,000 معلم أثري ، حيث تشكل منها المعالم المعروفة أهمها : السيق , والخزنة , والدير , ومسرح البتراء , وقصر البنت , والمحكمة , والمعبد الكبير , والمذبح , والكثير من المعالم الأخرى ومنها : ضريح الجندي الروماني , وقاعة الاحتفالات الجنائزية ( قبر المسلات , مدفن الحرير , مدفن سكستوس فلورنتينوس , قبر الرينيسانس , القبر الكورنثي , قبر القصر ) , وتحتوي على عدد من المعابد الصغيرة منها : معبد الأسود المجنحة ، ومعبد البستان .
وتعتبر البتراء اليوم رمزاً للأردن , ومن أهم المعالم الأثرية ، وأكثر الأماكن التي تجذب السياح على مستوى المملكة , وأهم الوجهات السياحية لزعماء العالم .