عمان - السوسنة - هبه خالد الفاخوري - شهيد الأمة وصفي مصطفى وهبي صالح المصطفى التل، ولد في كردستان العراق عام 1920 , وهو دبلوماسي وسياسي ورئيس وزراء أردني , ودرس في مدرسة السلط ثم أكمل دراسته في بيروت في الجامعة الأميركية بقسم العلوم الطبيعية , وينتمي لحزب مستقل , تزوج من سعدية الجابري , واستشهد في 28 تشرين ثاني 1971 .
والده الشاعر مصطفى وهبي التل " عرار" وهو من فحول الشعر العربي المعاصر , ولقب بشاعر الأردن , وقد حصل على وسام النهضة من الدرجة الثالثة , ووالدته منيفة إبراهيم بابان وهي من أصول كردية عراقية , وشقيقه سعيد التل هو سياسي وأكاديمي أردني بارز واستلم عدد من المناصب المهمة .
وشكل وصفي التل في حياته عدة حكومات وكانت حكومته الأولى في 28 / يناير / 1962 بعد حكومة المرحوم بهجت التلهوني الذي قدم استقالة حكومته في 27 / كانون الثاني / 1962 , وقدمت الوزارة استقالتها في 2 / ديسمبر / 1962 .
في عام 1965 حتى 1967 شكل حكومته الثانية , ثم شكل حكومته الثالثة حيث كانت من 28 / أكتوبر / 1970 حتى 28 / نوفمبر / 1971 .
وقد تولى وصفي التل مناصب كثيرة قبل اغتياله في القاهرة على أيدي أعضاء من منظمة أيلول الأسود عام 1971 المنبثقة عن حركة فتح الفلسطينية, حيث كان ثالث شخصية سياسية أردنية بارزة اغتيلت بين عامي 1951 و1971 , وكان أولهما الملك عبد الله المؤسس ورئيس الوزراء الشهيد هزاع المجالي .
وقد تبوأ التل العديد من المناصب والوظائف المهمة والبارزة وهي : عام 1942 عمل معلما ثم التحق بالكلية العسكرية البريطانية في فلسطين والتحق بالجيش البريطاني حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وشارك فيها وبلغ رتبة رئيس وعمل أيضاً في المكتب العربي في فلسطين , وعام 1948 اشترك في حرب فلسطين مع جيش الإنقاذ , وعام 1949 التحق بالجيش السوري برتبة مقدم , وعام 1949 التحق بخدمة الحكومة الأردنية موظفا في دائرة الإحصاءات ,وعام 1955 كان مدير دائرة المطبوعات , وعام 1956 عمل في السلك الخارجي , وعام 1957 عمل رئيس التشريفات الملكية , وعام 1958 كان قائم بالإعمال في إيران , وعام 1958 كان رئيس التوجيه الوطني , وعام 1961 كان سفير في بغداد , وعام 1965 كان رئيس الوزراء , وعام 1967 كان رئيس الديوان الملكي , وعام 1963 كان عضو مجلس الأعيان , وعام 1970 تسلم رئيس الوزراء ووزير الدفاع , وكان أيضاً عضو مجلس أمناء الجامعة الأردنية .
وقد حاز على أوسمة أجنبية عام 1965 من القائد الفخري الكبير في ماليزيا بصفة المدافع عن العالم .
وهو أول من أطلق شعار عمان هانوي العرب ، حيث جعل عمان عاصمة النضال الفلسطيني ، ولكن تدخلات إسرائيل والأنظمة العربية وشذوذ بعض المنظمات الفدائية شوه العمل الفدائي ما نجم عن مصادمات عنيفة وصلت إلى ما يعرف بأيلول الأسود في العام 1970 .
وكانت بدايته بالمشاركة في الحروب بعد عودته إلى الأردن , حيث تدرج في المناصب الإدارية والعسكرية وشارك بالعديد من الحروب ومنها : انضمامه إلى الجيش البريطاني ثم سرح من الخدمة بسبب ميوله إلى القومية العربية خلال الخدمة فيه , ثم التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي ، وشارك في حرب فلسطين في 1948 , وبعد ذلك استقر في القدس ليعمل في المركز العربي الذي كان يديره موسى العلمي , وبعدها التحق بوظيفة مأمور ضرائب في مأمورية ضريبة الدخل وموظفا في مديرية التوجيه الوطني التي كانت مسؤولة عن الإعلام في عام 1955 .
وفي حرب حزيران عام 1967 كان موقف وصفي التل واضح وصريح ومباشر , حيث كان مصر على عدم دخول الحرب مهما كانت الأسباب والمبررات والدوافع , لأن الظروف والمعطيات السياسية والعسكرية للدول العربية كانت تؤكد بوقوع الهزيمة , وبالنسبة للأردن كانت الكارثة باحتلال الضفة الغربية والقدس العربية , ولقد كان في ذلك الوقت رئيس الديوان الملكي الهاشمي ، وكان يردد باستمرار( أن الخطر الداهم يزحف نحو أمتنا العربية وأن الهزيمة قادمة وأن الكارثة مقبلة على الأردن ، ولا سبيل لدفع كل ذلك عن الأردن إلا بعدم دخول الحرب ) , وكان يجيب على الاستفسارات التي توجه إليه بقوله : " إذا دخلنا الحرب، فإن الهزيمة والكارثة قادمتان لا محالة " .
وحدثت مصادمات بين السلطات الأردنية و منظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر 1970 , وعرفت بأيلول الأسود , وبعد ذلك اغتيل وصفي التل من قبل عزت رباح ( عضو منظمة التحرير الفلسطينية ) في القاهرة في 28 / نوفمبر / 1971 ، حيث تم اغتياله في ردهة فندق الشيراتون , وهو يتجول فتقرب منه عزت رباح وأفرغ رصاصات مسدسه في جسده وسط حراسه والوزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء ، واعتقل الأمن المصري المنفذين وشرع في التحقيقات معهم ، ثم أعلنت منظمة أيلول الأسود مسؤوليتها عن العملية، وبعد ذلك توجهت أنظار الأمن المصري إلى أبو يوسف النجار وهو الأمر الذي نفاه التحقيق وأعلنت صحف القاهرة أن المتهم الأول والعقل المدبر لعملية الاغتيال وقائد المجموعة هو المتهم الفار فخري العمري .
وأصبح فخري العمري مطلوبا للنظام القضائي الأردني حتى وفاته عام 1991 ، وقامت السلطات المصرية بالإفراج عن المنفذين للعملية دون عقاب ولا محاكمة .
وفي 28 / نوفمبر / 1971 تم نقل جثمان وصفي التل إلى عمان , ودفن في 29 / نوفمبر في المقبرة الملكية في عمان .
رحم الله فقيد الوطن وأسكنه فسيح جنانه