اعلام الغش الفكري - د. محمد كامل القرعان

mainThumb

25-12-2016 11:32 AM

ان لمؤسسة الاعلام دور كبير في تربية الاجيال، فقد تكون اداة بناء، كما يمكن ان تكون اداة هدم وفساد، كما نشاهد في حياتنا المعاصرة. وينبغي للاعلام ان يبتعد عن الغش الفكري ويتبني منهج الحقيقة والقول الفصل عند معالجته للقضايا الوطنية وخير ما يستهل بأخباره الحقيقة والموضوعية والحياد بطرح القضايا لا سيما بعض من وسائل الاعلام تمارس مهنة الغش الفكري ونتيجة الاخيرة وخيمة اذا ما تم اكتشاف الحقيقة.
 
وقد اصبحت المؤسسات الاعلامية في عصرنا الحاضر تؤدي دورا بارزا في حياتنا اليومية واجل وارفع ما تؤديه هو اللعب على قضية تنمية الوعي الفكري وتحصين الافراد ضد الفكر المتطرف ووقايته ودفعه باتجاه الفكر المعتدل والتسامح وخصوصا تميز هذه المؤسسات بتوافر الامكانات البشرية والقدرات والتقنيات الفنية الفائقة التي تستطيع لو شاءت من خلالها تبني استراتيجيةاعلامية فكرية بناءة للمجتمع تقطف ثمارها بعد فترة وجيزة منالزمن وابرزها اعداد جيل واع منتم مقدر للأوضاع العالمية والاقليمية.
تحصين الفكر البشري مهمة صعبة ومعقدة وسهلة اذا ما اشتغل عليها بتشبيك مؤسسي وطني بين قطاعات اعلامية ونفسية واجتماعية، فالفكر غاية بالغة الاهمية ويضع الامر في نصابه.
 
 وينبغي ان توضع المؤسسات الاعلامية امام مسؤولياتها الوطنية في مواجهة هذه الازمة الفكرية كما لها ادوار اخرى تستطيع القيام بها بالمجتمع. وتولدت حاجتنا لمنظومة الامن الفكري بتعرضنا مملكتنا الحبيبة للإرهاب حيث ابرزت الحادثة الاليمة وبشكل واضح حاجتنا الماسة لمنظومة اعلام فكرية تتشابك فيه المؤسسات الاعلامية الوطنية الرسمية والاهلية لمواجهة الفكر المتطرف والارهاب باعتبارها وجهان لعملة واحدة. 
 
ان معظم عصابات الظلام والكفر تتبنى بمنهجها عملية غسل العقول لتزرع مكانها معتقدات اجرامية ظلامية ضد المجتمعات واشاعة ثقافة جز الرؤوس بين افرادها القتلة المجرمين وامام هذا ينبغي التصدي لمثل هذه المعتقدات الخارجة عن كل قيم الانسانية بالاقناع بما هو خير وانفع للبشرية جمعاء وهي وظيفية اعلامية رئيسة واساسية تضاف الى وظائف اخرى جمة.اذا يجب ان تشرع مؤسساتنا الاعلامية والدينية والتربوية والتعليمة لاعادة اعتبارها بالوسط المجتمعي وتبني برامج هادفة تحصينية وقائية للافراد لزيادة مناعة اشخاصنا والاخرين ضد سرطان التطرف والارهاب.
 
والخلد للشهداء والخزي والعار للقتلة 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد