صحيفة السوسنة الأردنية

الخرطوم - السوسنة - تختلف عادات الشعوب وتتنوع بالغرابة والجمال، فمنها المقبول ،وبعضها مستغرب مثير للاهتمام، لكنها سُنة الحياة في التنوع،الذي خلقهُ الله ليكون جميلا.

 

في السودان،عادة تمارسها كل امراة متزوجة، تنفرد بها عن كل نساء الأرض،من خلال تدخين الجسد،خاصة منطقة المهبل،الذي يعيد المرأة الى أشبه ما تكون بِكراَ،في عملية مدهشة ومثيرة للاهتمام.

 

وتشرح السيدة فاطمة بائعة عطور في سوق امدرمان الشعبي عملية الدخان في حديث  لـ " السوسنة " بالقول :" أولاً يتم إنشاء حفرة بطول 50سم في المنزل، توضع فيها "رحالة " وهي عبارة عن فخارة بحجم الحفرة،ويوضع فيها حطب " الطلح " والبخور يسمى " الشاف "، ويتم إشعالها، وعندما يتصاعد الدخان من الحفرة ويهدأ الطلح بتحوله الى جمر أحمر ملتهب،تجلس المرأة على مقعد مشبك بارتفاع 10 سم فوق الحفرة أو الرحالة ،لافَة جسمها العاري تماما بقطعة قماش تسمى " الشملة" لفترة زمنية ما بين 30 الى 50 دقيقة، ليتصاعد الدخان ويلف ثنايا جسدها حرارة ووهجاً" .

 

وتتابع فاطمة وهي سيدة متزوجة،شرحها العملية للسوسنة بالقول :"ان السيدة "المُدخّنة"، تدهن جسدها العاري  بنوع من الزيوت لزيادة لمعانه وإزالة الشوائب، ليصبح ناعم الملمس وطري،مشيرة الى أن عملية الدخان تؤدي الى الى تضييق المهبل بشكل لافت،نتيجة الانقباضات التي يسببها الدخان لعضلات المهبل،مما يساهم في تقلصه .

 

وتضيف السيدة فاطمة أنه بعد انقضاء المدة الزمنية من الجلوس فوق الحفرة، يدهن جسم المرأة مباشرة بمادة " الدلكا" المصنوعة من الذرة وبذور مختلفة وزيوت معطرة وبخور،ويتم تدليك جسم المرأة بتلك المادة جيدا، وبعد الانتهاء يتم تحميم جسم المرأة كاملا، وهنا تحصل على جسم رشيق وناعم وجذاب، وتبدو وكأنها فتاة بِكر جذابة جداً.

 

وبعد انتهاء عملية الدخان،ترسم المرأة المتزوجة، أشكالاً مختلفة من الحناء على قدميها وساقيها ويديها،مما يزيدها جمالاً وجاذبية وفق السيدة فاطمة .

 

ويقول إبراهيم عبد الرحيم صاحب محل بيع أدوات الدخان في حديث لـ " السوسنة" أن هناك إقبالا كبيراً من المرأة السودانية على شراء الطلح "الحطب" والرحالة " الفخارة التي توضع بالحفرة، والشملة "البطانية التي تلف جسد المرأة" والدلكا والشاف " نوع من البخور" ، مشيراً الى أن  جميع نساء السودان  يمارسن هذه العادة الجمالية، التي تمتد الى تاريخ قديم.

 

وأكد أن عملية الدخان وتزيين جسم المرأة بالحناء يقتصر على السيدات المتزوجات، ولا يجوز لغير المتزوجة اجراء ذلك وفق عادات وتقاليد السودان .

 

ويقول محمد عثمان - متزوج - أن الدخان نعمة من نعم الله على السودانيين،لأنه يعطي المرأة رائحة جميلة،وينشط الجسم،ويحيلها الى أشبه ما تكون بكراً.

 

ويضيف عثمان أن المرأة بعد إجراء عملية الدخان تبدو أكثر لمعاناً ونعومة وإثارة،مما يزيدها أنوثة،داعياً المرأة العربية الى ضرورة الاستفادة من تجربة المرأة السودانية، لمساهمتها في تعميق العلاقة الرومانسية بين الأزواج .

 

ويقول عبد الرحمن محمد - متزوج - أن كثير من النساء في السودان، تمارس عادة الدخان يومياً أو مرتين على الأقل في الاسبوع،مشيراً الى أن المرأة التي لا تستطيع حفر حُفرة ان كانت تسكن في شقة،بامكانها ان تشتري  " رحالة "  فخارة خاصة للشقق، للاستمتاع بفوائد الدخان .

 

وأشار الى ان المرأة بعد عملية الدخان تتحول الى وردة تفوح منها الروائح الزكية الأمر الذي ينعكس إيجابا على العلاقة الزوجية والأسرة بشكل عام، ويجعل الرجل لا يفكر بالزواج الثاني! .