السوسنة - اصدر المكتب الاقليمي للمجلس النرويجي للاجئين في الاردن بيانا صحفيا، الخميس، يشير إلى أن الشرق الأوسط خلال عام 2015 ضم أكثر من خمسين بالمئة من المجموع العالمي السكان النازحين داخليًا جراء النزاعات، و4.8 مليون شخص اجبروا على الفرار من منازلهم خلال السنة الماضية.
وبحسب البيان، فإن عدد النازحين بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية العام الماضي 8.6 مليون شخص، أكثر من نصفهم من سوريا والعراق واليمن، كما شهدت المنطقة 2,2 مليون نازح جديد في اليمن، و1.3 مليون في سوريا و1.1 مليون في العراق.
وقال المدير الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط كارستن هانسن، "فيما يركز العالم اهتمامه على تدفق اللاجئين خارج المنطقة، نزح ملايين الأشخاص داخليًا في الشرق الأوسط، وبنسبة أعلى من بقية مناطق العالم أجمع، ومع تخطيط البلدان الغنية والمستقرة لإبقاء طالبي اللجوء خارج حدودها وحرمانهم من الحماية، يبقى الملايين عالقين في بلادهم والموت ينتظرهم".
ونشر مركز مركز النزوح الداخلي التابع للمجلس النرويجي للاجئين اليوم الأرقام في التقرير العالمي بشأن النزوح الداخلي لعام 2016، حيث تتصدر كل من اليمن وسوريا والعراق قائمة حركات النزوح الجديدة جراء النزاعات وأعمال العنف حول العالم.
وشهدت اليمن خلال العام الماضي أسوأ عملية نزوح وأكبرها، حيث شكلت وحدها ربع النسبة العالمية للنزوح الناتج عن النزاعات (25 بالمئة)، أي 2.2 مليون شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم جراء الضربات الجوية التي تقودها السعودية، ما يشير إلى زيادة بنحو عشرين ضعفًا عن الأرقام المسجلة في عام 2014، ومع ذلك ما تزال هذه الأزمة منسية.
وفي سوريا، ازداد عدد النازحين بنسبة 18 بالمئة مقارنة بعام 2014، وهي زيادة تشير إلى الوضع الإنساني المتدهور بشكل عام والتدخل العسكري النشط لأربعة من أصل خمسة من أعضاء مجلس الأمن الدولي، كما هي نتيجة للتصعيد الحاد في الأعمال العدائية على أرض الميدان من قبل الحكومة والمجموعات المسلحة كافة.
وفي العراق، أدى وجود داعش والجماعات المسلحة الأخرى إلى نزوح أكثر من 1.1 مليون شخص خلال العام الماضي، وتستضيف كل من محافظات الأنبار وبغداد ودهوك نحو نصف عدد النازحين داخليًا، وكلما تدهور وضع الأزمة، ضاقت فرصة عودتهم.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، إن 27.8 مليون نازح "يعادلون مجموع سكان مدن نيويورك ولندن وباريس والقاهرة مجموعة، وهم يحملون ما يمكنهم، وفي الأغلب يعيشون حالة من الذعر، وينطلقون في رحلة يسودها عدم اليقين، أي بتعبير آخر، فر 66,000 شخص يوميًا من منازلهم خلال عام 2015".
ويغطي التقرير النزوح الداخلي الذي تسببت به النزاعات والكوارث المفاجئة، والذي كان مركز رصد النزوح الداخلي المرجع العالمي له لسنوات عدة، بالإضافة إلى ذلك، يستكشف التقرير النزوح خارج الضوء الذي تسلطه وسائل الإعلام، كالذي يسببه العنف الإجرامي وعنف العصابات، والكوارث بطيئة الظهور كالجفاف والمشاريع التنموية.
ويقدم التقرير قراءة واقعية، إذ تم تسجيل نحو 8.6 مليون من النازحين الجدد جراء النزاعات وأعمال العنف خلال عام 2015 وبلغ الرقم الإجمالي حتى نهاية العام 40.8 مليون شخص، بمن فيهم النازحون خلال السنوات السابقة.
ويضيف إيغلاند: "هذا أكبر رقم تم تسجيله حتى الآن ويبلغ ضعف عدد اللاجئين حول العالم".
ومن بين الدول العشر التي تضم العدد الأكبر من النازحين جراء النزاع، بقيت خمس منها: كولومبيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، العراق، جنوب السودان، والسودان على هذه اللائحة خلال كل سنة منذ عام 2003.
وقالت مديرة مركز رصد النزوح الداخلي أليكساندرا بيلاك، "هذا دليل إضافي على أنه، في غياب المساعدات التي يحتاجها النازحون، يميل النزوح للاستمرار لأعوام وحتى لعقود، وإن الأشخاص المجبرين على الفرار من منازلهم يفقدون كل شيء، كما تخلف التجربة وراءها جروحا نفسية وجسدية عميقة، ويوضح هذا التقرير التحديات العدة التي تواجه التصدي لهذه الأزمة العالمية للنزوح الداخلي، كما يسلط التقرير الضوء على الانعدام التام للحلول السياسية اللازمة لمعالجة مشكلة النزوح، ويشكل دعوة هامة لصحوة الحكومات الوطنية وصانعي السياسات العالمية على حد سواء".