نحن مولوعون جداً باختراع التعبيرات التي تعبر عن حالة شعبية متفردة بالاردن في كل مرة تجتاح بها الوطن مجموعة من الاحتجاجات الداخلية حول قضية ما؛ فبدأنا ب(ذبحتونا)، وبعدها (قبّعت) وكنا نظنها ختمت بالتعبير المشهور (والله لنكيّف). لكن ما رأيكم دام فضلكم أن يكون لنا السبق بإضافة هذا التعبير التراثي الذي ورثناه عن الأجداد والآباء (والله لنفنch)؟ فما هو المقصود بالفنCHان ومتى يحق للأردني أن يفنch ؟ .
اعتقد أن هذا التعبير جاء من كلمة الفك والذي يقال بالعامية (الفِch) والفنchان تعني فتح الفك على مصراعيه انبساطاً أو اندهاشاً أو حيرة أو قهراً من عدم فهم سبب الحالة التي هي موضوع الساعة، فيوشك أن يفتح فكَّيه للكلام بما لا يجب أن يقال دون حسيب أو رقيب فيقال فلان افنتش، وعند الوعد بحالة كتلك يقال (والله غير نفنch). ربما كان جيل الشباب لم يسمع ىهذا التعبير أو أن منطقة أربد فقط اختصت به؛ هذا هو الشعور الأولي ولكن هذه الحيرة لن تدوم طويلا وسيستعوبها الشباب كما استوعبوا مفرادات أجدادهم من زمان مثل كلمة فياعة.
وهناك أكثر من سبب للأردني أن يشعر بأنه سيفنch إذا بقيت الأمور سائرة على الطريق؛ فهو لم يفق بعد من صدمة نفي الحكومة لإشاعة رفع سعر الخبز؛ فقد اعتاد أن يفهم النفي بالصورة الصحيحة بأنه استعداد للأثبات؛ استفاق بعدها على خبر جمعية المثليين كما جاء بالمواقع؛ فعندما يصبح الرعاية للمثليين بدولة ما زالت متمسكة بعادات وتقاليد تعتز بها ولم ترمي بها وراء ظهر التاريخ بعد، ويُطلب منه أن يفهم المتغيرات الحديثة باستيعاب هذه الفئة من الناس عندها حُق له أن يصيح بأعلى صوته "والله لنفنch".
لماذا لا يفنchالأردني وهو يرى أن الرعاية لهذه الجمعية أصبحت رسمية حيث تقول الأخبار بأنها جمعية مرخصة؛ ولا ندري هل منحت هذه الفئة الترخيص كما تناقلها الناس لتعمل (أشكرة خبر وعلى عينك يا تاجر)، أم أنها جمعية خيرية في ظاهرها وباطنها هي المطالبة بحقوقهم المنقوصة التي استقوي بها على مجتمع فلاحين طيب مازال يتحدث عن العيب والخجل، ويتحدث عن حلال وحرام.
وبمناسبة الحقوق المنقوصة فحق للأردني أن يفنch لأنه الوحيد على أرضه الذي يتمتع بحقوق كاملة؛ فأصحاب الأصول المختلفة قد تحدثوا صراحة وبدون ورقة التوت عن حقوقهم المنقوصة ووجدوا أن هناك من يسمع لهم دولياً ويفزع لهم صائحاً " الله أكبر" بأننا أكلنا حقوقهم. الوحيد الذي لم يتحدث أحد عن نقصان حقوقه هو الأردني (على الحِل)؛ فعندما يتذمر من ارتفاع شيء ما يقال له أحمد ربك يا مواطن واشكر فضله. الحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ولأن أصحاب الجمعية المذكورة هم فعلاً على ما يبدو من جماعة الحقوق المنقوصة فقد انتفضت لهم السفيرة الأمريكية لتحضر اجتماعهم لتشد من أزرهم؛ ولما لا؟ وهي تمثل أكبر دولة مُصدِّرة للديمقراطية إلى هذا الجزء من العالم بدءاً بافغانستان ولن تكون سوريا آخرها.
وبالمناسبة أنا لست ضد هذه الفئة من الأردنية أصحاب الجمعية أعلاه؛ فهم مواطنون أردنيون رغم كل شيء؛ وأرى أن قضيتهم تحتاج إلى علاج أكثر من محاربة؛ فهم مبتلون بهذه الصفة وإن زين لهم المجتمع الدولي والشيطان أعمالهم. ولم أكن لأستغرب هذا الإعلان عن الجمعية لو كان الأمر بدولة غير الأردن. لكن أن يتم هذا بدولة كالأردن فهذا يعني أن هناك إصرار دولي على نزع عرق الحياء من جبين الأردنيين ليحولوهم إلى جماعة طنش تعش لتنتعش.
وهذا الاستنتاج يقودنا لوضع علامات استفهام أيضاً على الكثير من الجمعيات المنادية بأصحاب الحقوق المنقوصة مدنياً، لنعرف أهدافها ومن وراءها. هذه الجمعيات التي عبثت بالكثير من المجتمعات وقوضت أركانها بأن كانت عوناً لإعدائها عليها، لينتهي الأمر بخراب المجتمعات وبقاء أصحاب الحقوق إياها مكانك سر. ومن هنا أيضا أجدني متفقاً مع كل الأنظمة (وأخرها بوتين روسيا) التي بدأت تفكر بوضع القيود على مثل هذه الجمعيات ذات العلاقة الخارجية للبحث عن مصادر تمويلها وأهدافها المبطنة وليس فقط الظاهرة. وأطالب الأردن بأن يبحث في ملفات هذه الجمعيات. أما إن بقيت الأمور على حالها عندها يحق لنا أن نضيف إلى قاموسنا العبارة الجديدة (والله لنفنch). فهل أضفناها فعلاً؟
بعد الانتهاء من هذا المقال ظهر لنا مدى حب العرب لنا بانتخابات الفيفا... هنا فقط استشعرت أهمية هذا التعبير الذي استحق بجدارة أن يحل محل والله لنكيف. نعم والله لَنِفْنِch لو صوتوا معنا.