إعصار ايك يضرب سواحل تكساس ويهدد عشرات آلاف السكان

mainThumb

13-09-2008 12:00 AM

ضربت عين الإعصار الخطر آيك صباح السبت سواحل تكساس (جنوب الولايات المتحدة) ورافقها ارتفاع كبير في منسوب المياه ورياح شديدة فيما رفض عشرات آلاف السكان مغادرة منازلهم رغم أوامر الأجلاء. وأعلن المركز الوطني الأمريكي للأعاصير الذي يتخذ من ميامي (فلوريدا) مقرا له في بيان أن "معلومات الرادار والمراقبة تشير إلى أن عين الإعصار ضربت غالفستون، تكساس" قرابة الساعة 07,10 ت.غ.

ورافقت الإعصار المصنف من الفئة الثانية (على سلم من خمس درجات) والذي تعادل مساحته تقريبا مساحة ولاية تكساس، رياح قوية صباح السبت بلغت سرعتها 175 كلم في الساعة، وكان يتجه نحو هيوستن رابع كبرى المدن الأمريكية التي تعد 2,2 مليون نسمة، وتعتبر مركزا نفطيا كبيرا على بعد 70 كلم من غالفستون.

وهذه المدينة الساحلية الأقرب إلى هيوستون محرومة منذ الجمعة من الكهرباء، فيما كانت مياه البحر الممزوجة بالوحل تجتاح الطرقات. وقد صنف المركز الوطني للأعاصير آيك بأنه "خطر" و"واسع النطاق". واستمرت الرياح العاتية فيما تجاوزت الأمواج التي بلغ ارتفاعها خمسة أمتار السد الذي يحمي جزيرة غالفستون.

ولم تتوافر أية حصيلة بضحايا محتملين حتى الساعة العاشرة ت.غ. ويجب على الأرجح انتظار حلول النهار بالتوقيت المحلي لتقييم حجم الأضرار. وحرم أربعة ملايين شخص من التيار الكهربائي في هيوستون ومنطقتها وفق محطات التلفزة الأمربكية، وتخشى السلطات ألا تصمد نوافذ ناطحات السحاب في وسط المدينة أمام قوة الإعصار.

وقال حاكم ولاية تكساس ريك بيري لمحطة "سي ان ان" التلفزيونية "أظن أنه تم إجلاء 1,2 مليون شخص"، داعيا السكان الذين لا يزالون في منازلهم إلى مغادرة المكان.

وأوضح بيري أن الإعصار قد يلحق أضرارا تقدر بمئة مليار دولار ليصبح بذلك أكثر الكوارث كلفة في تاريخ الولايات المتحدة. وحذر المركز الوطني للأعاصير من أن المياه ستغمر منطقة غالفستون بكاملها وأن الأشخاص "الذين لا يحترمون أوامر الإجلاء ويقيمون في منازل من طابق أو طابقين يواجهون موتا محققا".

كما حذر وزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف من أن مرور الإعصار آيك قد يكون "كارثيا". وتم إغلاق 13 مصفاة نفط تتولى معالجة إجمالي 3,7 ملايين برميل من النفط يوميا ما يشكل خمس قدرات التكرير في البلاد. ووضعت منطقة ساحلية تمتد على طول 640 كيلومترا في ولايتي تكساس ولويزيانا في حال طوارئ.

وفي خليج المسكيك علقت عمليات إنقاذ سفينة شحن ترفع العلم القبرصي وعلى متنها 22 شخصا بسبب الرياح التي تصل سرعتها إلى 150 كيلومترا في الساعة تقريبا، على ما قال الناطق باسم خفر السواحل الأمريكي. ورغم صدور أوامر بالإجلاء الإلزامي قرر الكثير من سكان منطقتي غالفستون وبرازوريا المجاورة البقاء وفق ما أكدت السلطات المحلية التي اتخذت إجراءات طوارئ.

وقالت ليدا آن تومس رئيسة بلدية غالفستون البالغ عدد سكانها 58 ألف نسمة "أمرت بحظر تجول لمدة ثماني ساعات من المساء حتى الساعة الخامسة صباحا، حتى يوم الإثنين" المقبل، وقد أقيم ملجأ في إحدى المدارس.

وأعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أعلن حال الطوارئ في تكساس الجمعة عن "قلقه الشديد". من جهته وجه المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية باراك أوباما نداء لجمع تبرعات معبرا عن "قلقه الشديد" الجمعة.

وقال بريان ويتمان الناطق باسم البنتاغون إن نحو 1500 جندي أمريكي جاهزين لمواجهة أي طارئ وأن سفينة الإنزال "يو اس اس ناسو" وعلى متنها 45 مروحية وأربع طائرات ستبحر إلى خليج المكسيك. وغادر هيوستون رابع مدن الولايات المتحدة، عدد كبير من سكانها.

ووجه فرانك ميشال من مكتب رئيس بلدية هيوستون نداء جاء فيه "إن كنتم في مناطق معرضة للفياضانات يجب أن ترحلوا الآن" داعيا سكان الأبنية إلى تخزين المؤن والمياه تحسبا لانقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.

وتوقف إنتاج النفط في خليج المكسيك بنسبة 97%، وأخلت شركات النفط منصاتها النفطية مع أن الإعصار آيك يفترض أن يوفر غالبية المنشآت والمنصات البحرية.

وتضم هيوستون مركز المراقبة التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الذي أغلق أبوابه الخميس، وقالت الناسا إن الإعصار آيك سيؤخر لعدة أيام التحام مركبة الشحن الروسية بروغرس بمحطة الفضاء الدولية، ويجعل من إطلاق المكوك المقرر في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر غير مؤكد./  ا ف ب /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد