زيارة العاهل الاسباني الى سبتة تثير جدلا

mainThumb

06-11-2007 12:00 AM

السوسنة - بدأ العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الاثنين زيارة الى مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين في شمال المغرب في اول زيارة منذ اعتلائه العرش عام 1975 مثيرا استياء المغرب الذي يطالب باستعادتهما. واكد رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي في رد فعل عنيف على الزيارة امام جلسة للبرلمان المغربي ان "على اسبانيا ان تعي ان عهد الاستعمار قد ولى دون رجعة".

واضاف الفاسي وهو ايضا زعيم حزب الاستقلال المغربي "ان سبتة ومليلية جزء لا يتجزأ من التراب المغربي ورجوعهما سيتم من خلال مفاوضات مباشرة كما تم بالنسبة لطرفاية وسيدي افني والصحراء المغربية".

وتابع الفاسي ان زيارة الملك الاسباني لسبتة ومليلية حيث استقبل بحفاوة "من شأنها ان تؤثر على العلاقات بين البلدين وعلى الامن والاستقرار في منطقة البحر الابيض المتوسط".

واوضح خوان كارلوس الذي استقبله عشرات الالاف من سكان سبتة مرددين "تحيا اسبانيا" و"سبتة اسبانية" "كان علي التزام لا بد من الوفاء به ازاء سبتة وسكان سبتة وسلطاتها". وفي خطاب القاه امام المجلس البلدي في المدينة التي تحظى بحكم ذاتي لم يلمح الملك الى التوتر الذي اثارته زيارته مع الرباط التي تعتبر المدينتين "سليبتين".

واضاف العاهل الاسباني "لم ارغب في مرور مزيد من الوقت دون ان آتي الى سبتة لاعبر لكم عن تعاطفنا ودعمنا كما فعلنا في العديد من مدن ومواقع اسبانيا" مشيدا "بروح الاندماج والتعايش" بين الثقافات والاديان في سبتة. واطلقت المدفعية 21 طلقة في حين دقت اجراس الكنائس المجاورة تحية لوصول العاهل وقرينته الملك صوفيا.

وحيا الملك من شرفة مقر البلدية الحشود المؤلفة في معظمها من الاسبان الكاثوليك الذين يمثلون تقريبا نصف عدد سكان المدينة الساحلية (518 كلم مربعا) البالغ عددهم الاجمالي 75 الفا. ويطالب المغرب منذ استقلاله عام 1956 باستعادة سبتة ومليلية.

وازدانت سبتة بالاعلام الاسبانية في حين اغلقت المدارس والادارات العمومية بمناسبة الزيارة الملكية. لكن الحدود مع المغرب بقيت مفتوحة في حين اقتصر دخول المدينة على المغاربة الحاملين تراخيص عمل في سبتة.

واعتبر المغرب الزيارة "مؤسفة" واستدعى العاهل المغربي الملك محمد السادس سفيره في اسبانيا للتشاور.

وعكرت هذه الزيارة العلاقات بين الرباط ومدريد بعد ان تحسنت كثيرا منذ تولي الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو السلطة عام 2004.

وتظاهر الف مغربي الاثنين امام معبر باب سبتة الحدودي المغربي احتجاجا على زيارة خوان كارلوس منددين "باحتلال" المدينتين وذلك تلبية لنداء المنظمة غير الحكومية "اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية".

ودعا مجلس النواب المغربي اثر جلسة الاثنين خصصها لبحث زيارة العاهل الاسباني سبتة ومليلية اسبانيا الى "حوار جاد ومسؤول" حول "احتلال" الاراضي المغربية.

وجاء في بيان "ان مجلس النواب يدعو الى فتح حوار جاد ومسؤول مع اسبانيا لطي صفحة الاحتلال الاستعماري للاراضي المغربية نهائيا" مضيفا ان المجلس "يدعو ايضا الى اعتماد سبل الدبلوماسية والحوار والتشاور".

وقال البيان ان زيارة خوان كارلوس لسبتة ومليلية تعرقل المطامح المغربية في "تسوية الارث الاستعماري وبناء شراكة للمستقبل" مع اسبانيا.

من جهة اخرى سلم 11 نائبا وسناتورا مغربيا من مختلف الاحزاب السياسية المغربية الاثنين السفير الاسباني في الرباط رسالة احتجاج على زيارة العاهل الاسباني لسبتة ومليلية.

وقالت لطيفة بناني سميرس رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الاستقلال ان هؤلاء البرلمانيين "قدموا للتعبير عن رفضهم التام لزيارة الملك خوان كارلوس للاراضي المغربية".

وفي باريس دعت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية بسكال اندرياني اسبانيا والمغرب "الدولتين السيدتين وصديقتي فرنسا" الى "مواصلة الحوار" حول سبتة ومليلية. واعرب وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الاحد عن الامل في ان تساهم العلاقات الجيدة بين مدريد والرباط في "تجاوز الحساسيات".

وغادر العاهل الاسباني عند الساعة 0017 (16,00 تغ) سبتة الى ملقة (جنوب اسبانيا) حيث يمضي ليلته على ان يقوم الثلاثاء حوالي الساعة 11,00 تغ بزيارة مليلية.

وتمارس اسبانيا سلطتها على سبتة منذ 1580 وعلى مليلية منذ 1496 اللتان كانتا "حصنين" متقدمين خلال استعادة الملوك الكاثوليك الاندلس من العرب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد