العراق : زيارة مفاجئة لرايس .. وتوغل تركي في الشمال

mainThumb

18-12-2007 12:00 AM

السوسنة - حثت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس خلال زيارة مفاجئة للعراق الثلاثاء زعماءه على تسريع المصالحة الوطنية للحفاظ على المكاسب العسكرية الاخيرة التي حدت من العنف بدرجة كبيرة. وهذه هي أول زيارة لرايس للعراق منذ سبتمبر أيلول عندما رافقت الرئيس الامريكي جورج بوش في زيارة لمحافظة الانبار الغربية التي كانت معقلا للمقاتلين السنة ويسوقها المسؤولون الامريكيون الان كمثال للنجاح.

وهي ثامن زيارة تقوم بها منذ توليها منصب وزيرة الخارجية للعراق الغني بالنفط الذي غزته الولايات المتحدة عام 2003 . وتعتزم رايس تسليط الاضواء على التقدم الذي تحقق في الحد من العنف وتنشيط الاقتصاد.

وتجيء زيارة رايس للعراق في الوقت الذي أبدى فيه مسؤولون امريكيون نفاد صبرهم وحثوا الزعماء العراقيين على الاستفادة من تراجع العنف لتحقيق تقدم سياسي أكبر.

وقال ديفيد ساترفيلد منسق العراق في الخارجية الامريكية للصحفيين المرافقين لرايس "ما ينقص هنا.. وهو ضروري تماما على المدى الطويل لتأمين كل هذا.. هو التقدم السياسي. عليهم /العراقيون/ ان يتحركوا".

وانخفضت الهجمات في العراق بنسبة 60 في المئة منذ يونيو حزيران لكن حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تعاني من انقسامات اصابتها بالشلل لم تحقق تقدما يذكر في تمرير قوانين تهدف الى تحقيق المصالحة الوطنية بين الطوائف والاعراق.

وجاءت زيارة رايس للعراق بعد ساعات من قول مصدر عسكري عراقي كبير ان مجموعة تضم 300 جندي تركي دخلت المنطقة الكردية بشمال العراق الليلة الماضية وتوغلت بعمق كيلومترين أو ثلاثة صباح الثلاثاء. وأضاف المصدر أن الجنود الاتراك كانوا مسلحين تسليحا خفيفا وأنهم تحركوا في منطقة كلي رش الجبلية الحدودية وانه لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات.

وتقول تركيا انه يحق لها استخدام القوة العسكرية لملاحقة متمردين انفصاليين اكراد متمركزين في شمال العراق.

وفي مطلع الاسبوع قصفت طائرات حربية تركية قرى في شمال العراق. وقالت الولايات المتحدة ولها 155 ألف جندي في العراق ان تركيا اخطرتها مسبقا بالغارات الجوية التي وقعت في مطلع الاسبوع.

وحين زارت وزيرة الخارجية الامريكية العراق في فبراير شباط حثت الزعماء العراقيين على الاستفادة من اي تراجع في العنف لدفع المصالحة الوطنية قدما وحذرت من ان صبر الولايات المتحدة لن يستمر الى الابد. ويناضل الساسة للتغلب على خلافاتهم وانعدام الثقة المتبادل.

وصرح ساترفيلد بأن رايس ستلتقي مع القادة العراقيين في العاصمة بغداد للتأكيد على الحاجة الى المصالحة الوطنية. وقال "ستقول..انظروا لما تحقق... على الصعيد الامني والاقتصادي. انتم عليكم اللحاق...لتعزيز وترسيخ المكاسب الاخرى".

وتوجهت رايس بالطائرة مباشرة الى مدينة كركوك الشمالية المضطربة المختلطة عرقيا ويعيش فيها أكراد وعرب وتركمان. ورصد شاهد طائرتها وهي تهبط في قاعدة جوية قرب المدينة. وتعتبر كركوك من القضايا الصعبة في المأزق السياسي القائم بين قادة العراق المتناحرين.

والتقت رايس مع اعضاء مجلس محلي تعطل عمله بسبب مقاطعة جماعتين رئيسيتين.وانهى ممثلو العرب السنة مؤخرا مقاطعتهم وقال ساترفيلد ان التركمان "يتحركونبثبات أكبر صوب المشاركة". وقالت رايس وهي تجلس الى طاولة مع أكثر من 20 ممثلا في المجلس "تطلعت دوما للمجيء الى كركوك. انها محافظة هامة لمستقبل العراق..عراق ديمقراطي عراق لكل الشعوب".

وتنص فقرة في دستور العراق على اجراء استفتاء يقرر مصير المدينة وما اذا كانت ستنضم الى المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في الشمال لكن الاستفتاء تأخر بسبب الانقسامات العميقة بين العرب والاكراد. وتتعرض كركوك الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمالي بغداد لتفجيرات متكررة وحوادث اطلاق نار وحذر محللون من ان الخلاف حول وضع المدينة قد يفجر موجة عنف ما لم يعالج الامر بحرص.

وتعتبر الاقلية الكردية في العراق التي تهيمن على منطقة كردستان العراق التي تتمتع بقدر كبير من الحكم الذاتي كركوك عاصمتهم التاريخية لكن العرب الذين شجعوا على الانتقال الى المدينة خلال فترة حكم الرئيس السابق صدام حسين يخشون من التعرض للطرد في حالة اجراء الاستفتاء.

وصرح جون نيجروبونتي نائب رايس في وقت سابق من الشهر بأنه يستحيل اجراء الاستفتاء هذا العام لتحديد وضع المدينة. وكان من المقرر اجراء الاستفتاء في 31 ديسمبر كانون الاول لكن حكومة بغداد لم تقم بالاستعدادات المطلوبة وسط مخاوف من ان يفجر الاستفتاء موجة جديدة من  العنف في العراق اذا جاءت نتائجه مخالفة لرغبات العرب والتركمان.

ووصلت رايس الى العراق قادمة من العاصمة الفرنسية باريس حيث حضرت اجتماعا للجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط ومؤتمرا للمانحين الذي يهدف لتقديم مساعدات للفلسطينيين في اعقاب مؤتمر انابوليس يوم 27 نوفمبرتشرين الثاني الماضي الذي استؤنفت معه رسميا علمية السلام الفلسطينية الاسرائيلية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد