مليونا مسلم ينطلقون الى منى لبدء شعائر الحج

mainThumb

17-12-2007 12:00 AM

السوسنة - انطلق حوالى مليوني مسلم ومسلمة  الاثنين من مكة المكرمة الى وادي منى لبدء شعائر الحج التي تحيطها السلطات السعودية بتدابير امنية مشددة. وفيما تقدم قسم من الحجاج الذين ارتدوا ملابس الاحرام سيرا على الاقدام، استقل القسم الآخر الحافلات للانتقال الى منى التي تبعد حوالى خمسة كيلومترات الى الشرق من مكة المكرمة.

وعلى وقع دعاء "لبيك اللهم لبيك"، سيمضي الحجيج يومهم بالصلاة والتامل في منى على ان يبيتوا الليل في خيم قبل ان يتوجهوا الثلاثاء جنوبا الى جبل عرفات. وشهدت منى في تموز 1990 حادثة تدافع دامية اسفرت عن مقتل 1426 شخصا معظمهم من الاسيويين، وغالبيتهم قضوا في نفق، وذلك بسبب عطل في نظام التهوية على ما يبدو.

وافادت وكالة الانباء السعودية ان قوى الامن ترافق وتوجه الحجاج فيما تم توفير امكانيات طبية ضخمة لمواجهة اي طارئ. والفترة الاهم في الحج هي الثلاثاء عندما يقضي الحجاج يومهم بالصلاة والدعاء لله بالوقوف في عرفات.

وبعد عرفات يعود الحجاج الى منى للتضحية اعلانا عن بداية عيد الاضحى.وتم تعزيز التدابير الامنية لتوجيه حركة الحجاج اذ تعمل السلطات السعودية جاهدة على عدم تكرار اي من الحوادث الدامية الاليمة التي شهدتها مواسم حج سابقة.

وفي 2006، قتل 364 شخصا في تدافع عند مدخل جسر الجمرات حيث يرمي الحجاج الجمرات. واضيفت هذه السنة طبقة ثالثة على جسر الجمرات لتسهيل انسيابية سير الحجيج.وتقول السلطات السعودية ان الجسر بشكله الجديد يستوعب مرور اكثر من مئتي الف حاج في الساعة.

ولا شك ان ابرز الحجاج هذه السنة هو الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي وصل الى السعودية لاداء فريضة الحاج ليصبح اول رئيس للجمهورية الاسلامية يشارك في  هذه المناسك.

ونقلت وسائل الاعلام الايرانية الرسمية عن احمدي نجاد قوله قبيل مغادرة ايران "اذا اقترفت اي خطأ في اي من خطاباتي او قلت شيئا تعارض مع مصلحة الامة وجرح الامة او لم يدافع عن حقوقها، اطلب من الشعب ان يسامحني".

وسيشارك احمدي نجاد الحجيج في سلسلة من الشعائر المقدسة بما في ذلك الطواف حول الكعبة. ويعتبر وجوده عاملا يساعد على تهدئة العلاقات التي يشوبها احيانا بعض  المخاوف بين ايران الشيعية والسعودية السنية.وقبل مغادرته طهران، قبل احمدي نجاد المصحف وقرأ بعض الايات القرآنية قبل ان يستقل الطائرة الى جدة .

وقال الرئيس الايراني للتلفزيون الرسمي "خلال هذه الزيارة ساجري اضافة الى فريضة الحج محادثات مع مسؤولين" واضاف "سألتقي ايضا جموع المسلمين الغفيرة المشاركة في الحج". وكان الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز وجه لاحمدي نجاد دعوة للمشاركة في الحج، وهي المرة الثالثة التي يزور فيها هذا البلد منذ توليه السلطة في العام 2005.

وتسعى ايران ذات الغالبية الشيعية والسعودية ذات الغالبية السنية منذ بضع سنوات لتعزيز علاقاتهما.وفي العام 1987 تأثرت هذه العلاقات كثيرا بكارثة مكة حيث قضى 402 حاج بينهم 275 ايرانيا بحسب حصيلة رسمية حين قمعت قوات الامن السعودية تظاهرة لحجاج ايرانيين ضد الولايات المتحدة واسرائيل. وتعتبر الرياض ان الحج يجب ان يبقى بمنأى عن التوظيف السياسي.

وكانت ايران حينها في حرب مع العراق كانت تحظى بدعم دول مجلس التعاون الخليجي وبينها السعودية. لكن منذ منتصف تسعينات القرن الماضي بدأ يحدث تقارب بين القوتين الاقليميتين وحاولتا في الاشهر الاخيرة تسوية الازمة اللبنانية والمساعدة على احلال الاستقرار في العراق. غير ان ذلك لم يمنع المسؤولين السعوديين من التعبير عن القلق من التأثير المتعاظم لايران في هذين البلدين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد