اسلام اباد : بوتو توفيت نتيجة ارتطام رأسها بفتحة سيارتها

mainThumb

28-12-2007 12:00 AM

السوسنة - قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية العميد جاويد اقبال شيما في مؤتمر صحفي الجمعة ان وفاة بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة كان نتيجة كسر في الجمجمة حدث عندما ارتطم راسها بغطاء الفتحة العلوية للسيارة المصفحة وليس نتيجة الجروح الناجمة عن ثلاث طلقات نارية. وأضاف انه وردت تحقيقات متضاربة حيث قالت السلطات المختصة انها لفظت انفاسها الاخيرة بسبب الاعيرة النارية التي اطلقها شاب في مقتبل العمر ثم فجر نفسه مسببا ايضا مقتل 20 شخصا بينما قال الجراح الذي حاول انقاذها انها فارقت الحياة بسبب شظية هشمت عظام جمجمتها.

واوضح شيما ان الطلقات النارية الثلاث لم تصبها وانها وفي اللحظة التي حاولت العودة الى مقعدها من الفتحة العلوية بعد تحية الجماهير ارتطم رأسها بالغطاء المصفح من شدة الانفجار.
كما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية أن الاستخبارات الباكستانية رصدت اتصالات تؤكد وقوف تنظيم القاعدة وراء اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب بينظير بوتو. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عرض فيه المتحدث أيضا شريط فيديو يصور اللحظات الأخيرة قبل اغتيال بوتو.

وقال المتحدث جاويد شيما إنه لا يوجد إجراءات حماية امنية طبقت مع زعيم سياسي مثلما جرى مع بوتو، مؤكدا على أنه تم توفير أربعة سيارات متنقلة ترافقها إضافة إلى أفراد الحماية الخاصة.

وقال المتحدث إن السلطات كررت مرارا تحذيراتها للزعماء السياسيين من التجمعات السياسية الحاشدة مشيرا إلى صعوبة السيطرة على الوضع الأمني بها. وأعرب عن أسفه لأن زعيمة حزب الشعب خرجت إلى مكان التجمع الحاشد، و أضاف أنها كانت تعرض نفسها للخطر في عدة مناسبات.

وقال المسؤول إنه عندما يكون هناك انتحاري في تجمع حاشد لا يمكن التصدي له، ولا يمكن لأي جهاز كشف قنابل أن يوقف عمل التفجير اليدوي لقنبلة في هجوم انتحاري. كما قال جاويد شما إن سبب وفاة بوتو كان تهشم جمجمتها بعد أن أدت قوة الانفجار الى ارتطام رأسها بسقف السيارة المصفح، مشيرا الى أن جسدها لم يصب بأية رصاصة أو شظية.

من جانبه أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الاستخبارات الأمريكية مازالت تتحقق من إمكانية تورط القاعدة في اغتيال زعيمة حزب الشعب. وقال المتحدث سكوت ستانزيل في تصريحات للصحفيين قرب مزرعة الرئيس بوش في تكساس" هناك إدعاءات كثيرة بالمسؤولية واستخباراتنا مازالت تدرسها".

الى ذلك هتف مئات الاف الباكستانيين "صرنا ايتاما" وهم يودعون بكثير من الالم بوتو التي كانوا يلقبونها بتودد "ب ب" غداة اغتيالها في عملية انتحارية. وتصاعدت الهتافات والنحيب عند وصول النعش مغلفا بعلم حزبها حزب الشعب الباكستاني الاسود والاخضر والاحمر. وتجمهر مئات الاف المناصرين حول مدفن العائلة الذي تعلوه ثلاث قبب في قرية جارهي خوده باكش بولاية السند الجنوبية.

واستغرق الامر ساعتين حتى تمكن موكب التشييع من شق طريقه بين الحشود الغفيرة لاجتياز الكيلومترات الخمسة المؤدية الى مدفن العائلة.واقيمت الصلاة داخل المدفن فيما رددت الحشود "الله اكبر".وتسلق البعض المدفن لرؤية المشهد وكان العديدون يلوحون باعلام حزب الشعب.

وحضر آصف زرداري زوج بنازير بوتو برفقة اولادهما الثلاثة ولم يتمالك نفسه عن البكاء عندما ووري الجثمان الثرى فيما وقف ابنهما بيلاول في حال صدمة شديدة.

واحتشد الالاف خارج المدفن وقد غمرهم الحزن وراحوا يلطمون صدورهم. وردد الكثيرون "اننا ايتام بمشيئة الله بنازير كانت بريئة". وسرعان ما طغى الغضب على الالم فهتف المحتشدون "اقضوا على مشرف لقد قتل زعيمتنا" متهمين الرئيس الباكستاني بالتسبب بكل ما يلحق بهم. وقال بشير علي "القاعدة لم تقتلها اننا لا نصدق ذلك الحكومة هي التي قتلتها".

وكانت وزارة الداخلية الباكستانية اعلنت في وقت سابق الجمعة ان بوتو كانت على "لائحة اهداف" تنظيم القاعدة الارهابي قبل ان يعلن وزير الداخلية انه حصل على "دليل دامغ" بان تنظيم القاعدة يسعى الى زعزعة استقرار بلاده. وترقد بوتو الان بين شقيقيها ووالدها ذو الفقار علي بوتو اول رئيس وزراء منتخب للبلاد الذي اطاحه الجيش عام 1977 قبل ان يعدم شنقا.

واعلن الحداد الوطني ثلاثة ايام تكريما لذكرى بوتو التي كانت عام 1988 اول امرأة تتولى قيادة بلد اسلامي.

وتوفيت بوتو في المستشفى بعد نقلها اثر عملية انتحارية نفذت عند انتهاء تجمع انتخابي عقدته في روالبندي قرب اسلام اباد.

وكان اغتيالها آخر حلقة في مسلسل من العمليات الانتحارية لم تشهد له باكستان مثيلا واوقع نحو 800 قتيل خلال العام الجاري. ووقع اعنف الاعتداءات في 18 تشرين الاول/اكتوبر حين فجر انتحاريان نفسيهما في كراتشي وسط موكب حاشد من مؤيدي بوتو كانوا يحتلفون بعودتها من المنفى حيث قضت ثماني سنوات. وقتل 139 شخصا في التفجير. ونجت بوتو من ذلك الاعتداء غير ان السلطات ضاعفت بعد ذلك تحذيراتها اليها مؤكدة ان معلومات "محددة" تبعث مخاوف من ان يكون ارهابيون اسلاميون يسعون لقتلها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد