واشنطن تشدد عقوباتها على السودان

mainThumb

31-12-2007 12:00 AM

السوسنة - وقع الرئيس الأمريكي جورج بوش قانونا بتشديد العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان بسبب ازمة إقلم دارفور.  ويسمح القانون الجديد الذي أقره الكونجرس للولايات الأمريكية بتخفيض استثماراتها في السودان.

ويتيح ذلك للمقاطعات والولايات والبلديات الأمريكية اتخاذ إجراءات بوقف استثماراتها في الشركات التي لها انشطة في أربع مجالات حيوية للاقتصاد السوداني وهي النفط والطاقة والتعدين والمعدات العسكرية.  وقال بوش لدى توقيع القانون في مزرعته بتكساس إن إدارته "تشارك الكونجرس قلقه من استمرار العنف الذي تقوم به الحكومة وجماعات المتمردين"

وأضاف أن إدارته ستواصل جهودها لتحقيق تحسن حقيقي في الوضع الأمني بدارفور من خلال فرض العقوبات على الحكومة السودانية ودعم نشر قوات حفظ السلام في الإقليم.  لكن الرئيس الأمريكي قال إن بعض بنود القانون الجديد قد تتعارض مع أسلوب إدارة السياسية الخارجية، وأوضح رغم ذلك أنه سيسعى لتطبيق القانون بما لايتعارض مع سلطة الخارجية الأمريكية.

وجاء توقيع القانون بعد أن تسلمت القوات المشتركة الجديدة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي مهام حفظ السلام في إقليم دارفور المضطرب غربي السلام.  وسلمت قيادة قوات الاتحاد الأفريقي مهمتها في احتفال بمقر قيادة القوات الجديدة خارج مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.  ويأمل المجتمع الدولي في أن تسهم القوات الأممية الأفريقية في الحد من اعمال بالعنف بالإقليم وتعويض ما اعتبر فشلا في مهمة القوة السابقة التي كانت تضم 7 آلاف جندي وعانت نقصا في المعدات وضعفا في مستوى التدريب اثر على قدرتها في إرسال الأمن.

كانت الحكومة السودانية تعرضت لضغوط دولية مكثفة للموافقة على نشر القوة الجديدة وتسليمها تفويض حفظ السلام.  ووافق الرئيس السوداني عمر البشير في يونيو/حزيران الماضي على القوات المشتركة ، لكن الغرب اتهم الخرطوم بوضع عقبات بيروقراطية امام إجراءات نشر القوات.  وبموجب إجراءات تسليم التفويض للمنظمة الدولية استبدل جنود الاتحاد الأفريقي القبعات الزرق بقبعات الاتحاد الخضراء.

لكن المراقبين يتوقعون أن تواجه المهمة صعوبات في بدايتها قد تؤثر على قدرتها في إرساء الأمن بشكل فوري.ومن هذه المشكلات عدم توفير المعدات اللازمة حتى الآن من الدول المشاركة . وتحت مسمى( مهمة الأمم المتحدة في دارفور) "UNAMID " ستقوم المنظمة الدولية بأكبر مهمة لها حاليا في العالم ويشارك فيها 20 ألف جندي وستة آلاف شرطي وموظفي مدني.

وحتى الآن تم نشر تسعة آلاف جندي فقط من القوات المشتركة معظمهم من قوات الاتحاد الموجودة على الأرض منذ نحو ثلاث سنوات.  وكانت القوات الافريقية ضعيفة التجهيز تعرضت لسلسلة هجمات على قواعدها ودورياتها أسفرت عن مقتل 50 من جنودها 12 منهم في هجوم استهدف قاعدة في الحسكنيتة في سبتمبر/أيلول الماضي ألقي باللوم فيه على متمدري دارفور.

وأغلبية القوات الموجودة على الأرض حاليا من رواندا وجنوب افريقيا ونيجيريا والسنغال تدعمها شركات هندسية من الصين وكينيا وجامبيا وألف شرطي من 25 دولة.  وخلال الشهرين القادمين سترسل مصر وباكستان ونيبال وإثيوبيا قوات للمساهمة في عملية حفظ السلام. ووقعت الحكومة اتفاق سلام في أبوجا عم 2006 مع وجناح مني أركو مناوي في حركة تحرير السودان، لكن الوضع مازال مضطربا حيث مازالت بقية فصائل التمرد ترفض الانضمام للاتفاق.

كما تسبب النزاع في تصاعد التوتر بين السودان وتشاد فقد اتهمت الخرطوم منذ أيام الجيش التشادي بالتوغل في الأرضي السودانية والقصف الجوي لمنطقتين في درافور.  و تفجرت أزمة دارفور في فبراير/شباط 2003 حينما حمل المتمردون السلاح ضد الحكومة السودانية، وأشارت تقديرات دولية إلى ان الصراع تسبب حتى الان في مقتل نحو 200 ألف شخص وتشريد مليونين آخرين.

كما تحقق المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم التي ارتكبت في الإقليم ووجهت اتهامات رسمية إلى وزير الشؤون الإنسانية السوداني أحمد هارون واحد قادة ميليشيات الجنجويد بالتورط في ارتكاب جرائم حرب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد