صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الثلاثاء على بدء مناقشات حول المسائل الاساسية اثناء لقاء بينهما عشية زيارة للرئيس الاميركي جورج بوش الى المنطقة في مسعى لتنشيط عملية السلام المتعثرة.

وقبل اربع وعشرين ساعة من وصول الرئيس الاميركي التقى عباس واولمرت مجددا بعيد ظهر الثلاثاء في المقر الرسمي لاولمرت في القدس. وذكر مسؤولون من الجانبين ان اولمرت وعباس قررا ان يناقش المفاوضون اهم قضايا النزاع وان يواصلا اللقاءات بانتظام لحل اية مشاكل.

ويشارك رئيسا الوفدين المفاوضين احمد قريع من الجانب الفلسطيني ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن الجانب الاسرائيلي في محادثات الثلاثاء. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس ان المفاوضين سيناقشون عددا من القضايا من بينها المستوطنات والقدس واللاجئين.

واضاف ان "اهم المواضيع التي سيتم التركيز عليها هو جعل 2008 عام التوصل الى معاهدة سلام وانهاء الاحتلال وتحقيق رؤية الدولتين". وذكر مسؤول كبير في الحكومة الاسرائيلية للصحافيين ان ليفني وقريع "مخولان البحث في القضايا الاساسية واجراء مفاوضات مباشرة بشان هذه القضية من اجل التوصل الى اتفاق سلام".

واضاف انه "عندما تظهر اية مشاكل او صعوبات خلال هذه المحادثات فسيتم احالتها الى اولمرت وعباس لحلها" مشيرا الى ان الزعيمين سيخططان لعقد لقاء كل اسبوعين.

وقال عريقات ان "البحث سيدور ايضا حول استمرار الاستيطان والاعتداءات الاسرائيلية على غزة وعلى الضفة الغربية". وتتسبب هاتان القضيتان في خلاف بين الجانبين منذ اعادة احياء عملية السلام المتوقفة منذ سبع سنوات في مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني/يناير السابق ويتوقع ان يتم التركيز عليهما اثناء زيارة بوش.

وشن الجيش الاسرائيلي من الخميس الى السبت عملية تمشيط واسعة النطاق في نابلس شمال الضفة الغربية. واضاف عريقات "نرى العملية الاسرائيلية في نابلس محاولة لتخريب الجهود التي بذلتها السلطة الفلسطينية خلال الاشهر الخمسة الاخيرة لفرض الامن وسيادة القانون" في هذه المدينة.

ودعا عريقات الرئيس الاميركي الذي يقوم باول زيارة لرئيس اميركي الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية منذ 1998 الى "احياء" لجنة ثلاثية اسرائيلية فلسطينية اميركية مكلفة الاشراف على تطبيق بنود خارطة الطريق خطة السلام الدولية لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

ويطالب الفلسطينيون بوقف الاستيطان اذا ارادت اسرائيل نجاح محادثات السلام ووصف بوش تلك المسالة بانها "مشكلة"ودعت السلطة الفلسطينية بوش الاثنين الى التدخل لدى اسرائيل من اجل وقف الاستيطان. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس لوكالة فرانس برس "نتوقع من الرئيس بوش الزام الجانب الاسرائيلي بتجميد الاستيطان والتاكيد على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية الذي وقع عام 1967 وذلك تمهيدا لحل الدولتين الذي اكد عليه الرئيس بوش مرات عديدة".

وشكل عدة الاف من النشطاء الاسرائيليين اليمينيين سلسلة بشرية في اجواء باردة وممطرة حول اسوار مدينة القدس الثلاثاء في احتجاج على اية مشاركة للسيادة على المدينة مع الفلسطينيين بموجب اي اتفاق سلام نهائي.

كما جرت تظاهرة الثلاثاء لدعم تواصل الاستيطان الاسرائيلي في القدس الشرقية. وقوضت المشاريع الاسرائيلية لبناء مساكن جديدة في مستوطنات منطقة القدس حتى الآن مفاوضات السلام التي احياها في 27 تشرين الثاني/نوفمبر مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط عقد برعاية الرئيس بوش في انابوليس قرب واشنطن.

وتصاعد التوتر بين الجانبين مؤخرا بسبب العمليات الاسرائيلية العسكرية ضد مسلحين في غزة والضفة الغربية.

وتقوض التوغلات الاسرائيلية في الضفة الغربية جهود الحكومة الفلسطينية لفرض سلطتها على اراضيها وفرض القانون والنظام. وخلال مؤتمر انابوليس وعد اولمرت وعباس بمحاولة التوصل الى اتفاق سلام في 2008 بينما دعا بوش الجانبين الى التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية ولايته الرئاسية في كانون الثاني/يناير 2009.