زعيم تنظيم فتح الاسلام .. من العلمانية الى الجهادية

mainThumb

12-06-2007 12:00 AM

تتعلق أنظار سكان مخيم الوحدات بأجهزة التلفاز لمتابعة أحداث وتطورات الاشتباكات المسلحة بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الاسلام التي يتزعمها شاكر العبسي الذي ينحدر من أصول فلسطينية وكان ذات يوم من سكان المخيم. وبالتحديد من قرية الدوايمة التي تقع بالقرب من مدينة الخليل، وكان يقيم في مخيم الوحدات (جنوب العاصمة عمان) الى سبعينيات القرن الماضي.
وقال عمه أبو صالح العبسي: أن شاكر العبسي هو ابن شقيقه يوسف، وهو من مواليد أريحا عام 1955، و تلقى تعليمه الاساسي في مخيم عين السلطان في المدينة، وفي أعقاب حرب 1967 واللجوء الى الأردن وبالتحديد في مخيم الوحدات، التحق بمدارس وكالة الغوث في المخيم التي درس فيها لغاية المرحلة الثانوية، وكان ذلك قبل التحاقه بمنظمة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبوعمار)، وسفره للجزائر لدراسة الطب في
الجزائر والتي لم يكملها.

 وتابع أبوصالح بعد ذلك دراسة الطيران في أوروبا وليبيا التي حمل جوازها فيما بعد، وكان قد خرج منها بعد أن قام الرئيس الليبي معمر القذافي بطرد الفلسطينيين من ليبيا عقب توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وبعد ذلك أقام في كل من سوريا ولبنان.
وأشار أبو صالح الى أن ابن شقيقه كان من بين الذين انشقوا عن فتح أبو عمار في العام 1983 وأسسوا فتح الانتفاضة التي أسسها العقيد أبو موسى. وقال عن شاكر أنه شخص متدين وملتزم وينحدر من أسرة محافظة تقيم هنا في المخيم منذ 1967، و هي تؤمن أشد الايمان بعدالة قضيتها الفلسطينية وضرورة
تحرير فلسطين، وكذلك زوجته التي هي ابنة أخي وابنة عمه التي قالت ذات مرة لي "أن شاكر و أنا وأبناءنا منذورون لخدمة القضية الفلسطينية. وفي معرض رده على سؤال حول رأيه في أحداث نهر البارد الدائرة حاليا شمال لبنان والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحي، اكتفى أبو صالح بالقول اللبنانيون ليسوا أعداء شاكر بل إن عدوه اللدود هو اسرائيل، وقال لقد رأيته آخر مرة في سوريا بعد خروجه من السجن قبل نحو عامين مع وفد يمثل أبناء العشيرة ودار بيننا حديث عام حول القضية الفلسطينية وضرورة تحرير فلسطين.
وقال أحد أبناء عمومة العبسي لقد فوجئنا أن شاكر لا يزال على قيد الحياة فنحن منذ فترة علمنا أنه قد مات.
ورفض التعليق على القتال الدائر في نهر البارد وقال لا دخل لي بالسياسة. بينما قال أحد وجهاء المخيم لم نكن نعلم أن العبسي كان يسكن في مخيمنا، نحن هنا نرفض قتال الأخوة سو اء كان قتالا فلسطينيا - فلسطينيا أم فلسطينيا - لبنانيا فعدونا واحد وهو العدو الاسرائيلي.
ورأى الخبير بالحركات الاسلامية محمد أبو رمان أن شاكر العبسي هو أحد تجليات ظاهرة سياسية جديدة تتمثل بانتشار وصعود التيارات السلفية الجهادية داخل المخيمات الفلسطينية وفي الأراضي المحتلة، اذ يلاحظ أن صعود شاكر العبسي يتزامن مع صعود ممتاز دغمش في غزة، قائد ما يسمى بجيش الاسلام، وظهور حركات أخرى كجند الشام وانصار الله في المخيمات الفلسطينية في لبنان. الا أن أبو رمان أشار الى أن العبسي يمثل نموذجا جديدا في السلفية الجهادية، اذ انه لا ينتمي الى خلفية سياسية اسلامية في الأصل، كما هو حال بن لادن والظواهري والزرقاوي وغيرهم من قادة القاعدة في العالم، فالعبسي ابن تيار قومي علماني (فتح الانتفاضة) ما يطرح سؤالا جوهريا فيما اذا كنا سنشهد تزاوجا بين النضال الفلسطيني والسلفية الجهادية في المستقبل كذلك التزاوج الذي تم في منتصف التسعينات بين الحركة السلفية
(بقيادة أسامة بن لادن) والجهاد المصري (الظواهري).
يشار الى ان العبسي يواجه في الأردن عقوبة الاعدام على خلفية ضلوعه بجريمة اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي في عمان عام 2002، وتتهمه السلطات الأردنية كذلك بالاشراف على تدريب وتجنيد متطوعين أردنيين وعرب في معسكرات خاصة في كل من سوريا ولبنان وارسالهم للقتال في العراق.

( نقلا عن : القبس الكويتية )



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد