صحيفة السوسنة الأردنية

دعا النائب بالبرلمان الهولندي جيرت فيلدرز  الأربعاء 8-8-2007 إلى فرض حظر على القرآن في هولندا، ووصفه بأنه "كتاب فاشي" مماثل لكتاب "كفاحي" للزعيم النازي الراحل أدولف هتلر الذي يضفي فيه كاتبه شرعية على أعمال العنف.

ورد اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا بالدعوة إلى تجاهل تعليقات السياسي الهولندي المعروف بمناهضته للهجرة.

وفي مقال نشره بصحيفة "دي فولكسكرانت" اليومية، كتب فيلدرز: "احظروا هذا الكتاب الكريه مثلما تم حظر كتاب كفاحي، ابعثوا بإشارة.. إلى الإسلاميين بأن القرآن لا يمكن على الإطلاق أن يستخدم في بلادنا ذريعة أو مصدر إلهام للعنف". وأضاف فيلدرز أنه "يجب حظر بيع القرآن أو استخدامه في المساجد أو في المنازل".

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تحظر السلطات الهولندية بيع كتاب "كفاحي" الذي نشر في عام 1925، ويوضح الفكر العنصري لدى الديكتاتور النازي هتلر الذي انتهجه فيما بعد.

وحول سبب كتابة المقال، قال فيلدرز: إن ما دعاه إلى ذلك هو هجوم شنه اثنان من المغاربة وصومالي مطلع الأسبوع ضد السياسي الهولندي الإيراني المولد علي إحسان جامع (22 عامًا) الذي يرأس جماعة "المسلمين السابقين (المرتدين)".

وردًّا على تعليقات السياسي الهولندي، قال إيهان تونكا رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في هولندا "سي. إم. أو": إن أفضل شيء هو تجاهل تصريحاته.

وقال تونكا: "هذا هو فيلدرز.. إنها فكرة مثيرة للسخرية". وأضاف: "لا توجد أحداث كثيرة في الوقت الراهن؛ لذلك هو يحاول اختلاق بعضها".

ويشتهر فيلدرز الذي فاز حزبه الجديد بتسعة مقاعد من بين 150 مقعدًا في البرلمان في الانتخابات التي جرت في نوفمبر الماضي، بتصريحاته المثيرة للقلاقل بشأن الإسلام، ففي وقت سابق من العام الحالي، دعا فيلدرز المسلمين في هولندا إلى تمزيق القرآن إذا أرادوا العيش فيها، وأصر على تصريحاته على الرغم من مطالبة المملكة العربية السعودية له بالاعتذار عنها، كما شنّ حملة من أجل فرض حظر على النقاب وحظر بناء مساجد جديدة ووقف الهجرة أمام جميع المسلمين.

ويعيش فيلدرز في ظل حماية شديدة منذ أن تلقى تهديدات بالقتل من متشددين إسلاميين في عام 2004.

وتتعرض الأقلية المسلمة في هولندا لتوترات اجتماعية منذ اغتيال المخرج ثيو فان جوخ في عام 2004، حيث تم اغتياله بيد متشدد من أصل مغربي على خلفية إخراجه فيلم "الاستسلام" المسيء للإسلام، ويعيش في هولندا نحو مليون مسلم من بين إجمالي عدد السكان البالغ نحو 16 مليونًا ونصف المليون نسمة، وينحدر 80% من الأقلية المسلمة من أصول تركية ومغربية، أما الـ20% الباقية، فلهم أصول قومية وعرقية وطائفية مختلفة.