وزير خارجية فرنسا لا يمانع من الاعتذار لحكومة المالكي لتدخله في شؤون العراق الداخلية

mainThumb

27-08-2007 12:00 AM

قال وزير الخارجية الفرنسي بيرنارد كوشنير إنه على استعداد للاعتذار للحكومة العراقية "لتدخله في شؤون العراق الداخلية."  وجاء تصريح كوشنير بعد يوم واحد من مطالبة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي فرنسا بالاعتذار رسميا لحكومته عن الدعوة التي اصدرها كوشنير باقالته.

وقال كوشنير في مقابلة مع احدى الاذاعات الفرنسية: "اذا كان المالكي يريد مني الاعتذار لتدخلي في الشؤون الداخلية العراقية بطريقة مباشرة، فبالطبع سوف افعل ذلك، ولكن هذا لا يغير الوقائع ولست الوحيد الذي يوجه بعض الانتقادات للحكومة العراقية".

يذكر ان العلاقات الفرنسية العراقية شهدت تحسنا ملحوظا خلال السبعينيات من القرن الماضي ابان حكم نظام البعث في العراق، حيث قام رئيس الحكومة الفرنسية حينها جاك شيراك بزيارة الى بغداد، كما زار نائب الرئيس العراقي حينئذ صدام حسين باريس في احدى الزبارات القليلة التي قام بها الى دول اجنبية.

وتابع كوشنير: "ان ما ادليت به يعبر عن وجهة نظر شخصيات عراقية التقيتها، واذا تم تفسير ذلك بطريقة خاطئة فأنا طبعا اعتذر".

من جهة اخرى، تواصلت الانتقادات التي تتعرض لها حكومة المالكي من جانب السياسيين الامريكيين اذ قال السيناتور الجمهوري جون وورنر إنه في الوقت الذي تقوم به القوات الامريكية "بجهد متميز" في العراق، فإن المالكي وحكومته قد فشلوا كليا في اعادة بسط الامن في البلاد.   
من ناحية اخرى، قال كوشنير في مقال له نشر في صحيفة الحياة تحت عنوان "جزء من مستقبلنا يتحدّد في بغداد": "ذهبت الى العراق لأظهار عودة فرنسا إلى حيث يتحدّد مصير جزء من مستقبلنا ومستقبل أولادنا (...) بلادنا تتمتّع بمسؤوليات خاصّة كعضو دائم في مجلس الأمن. ولا يسعها أن تتجاهل هذه الأزمة الضخمة التي لا تطال العراق وحسب، وإنما تهدّد أيضاً استقرار المنطقة بأسرها وما يتعدّاها. إنها أزمة ترمز إلى جميع الأزمات التي تقلق العالم".

واعتبر كوشنير في مقاله ان "بمقدور فرنسا أن تقدّم نظرة جديدة، لا سيّما أنها لم تشترك في تدخّل 2003، ولكنها ظلّت، منذ ذلك الحين، إلى جانب الشعب العراقي، في المنطقة الحمراء ؟ حيث بقيت سفارتها مفتوحة. وما يسهّل الأمر عليها أن صداقة قديمة تربطها بالعراق وأنها تتمتّع في هذا البلد بأوسع طيف من الاتصالات مع مختلف الطوائف".

وختم كوشنير بالاشارة الى انه "يتعيّن أيضاً أن تخرج البلدان المجاورة من ازدواجيتها لتصبح عناصر فاعلة في الخروج من الأزمة العراقية. فلا يمكن أن يتحقّق شيء صلب من دونها. وعلى فرنسا أن تساهم في إقناعها بذلك".   
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في اول خطاب رئيسي له مكرس للسياسة الخارجية إن كوشنير كان محقا بالذهاب الى بغداد واصفا الجهود التي بذلها وزير خارجيته في العاصمة العراقية بالـ "مبهرة."

وقال ساركوزي إن العراقيين بحاجة الى جدول زمني واضح لانسحاب القوات الاجنبية من بلادهم، مضيفا انه فقط عند ذاك سيكون للمجتمع الدولي والدول الإقليمية دور اكثر نفعا في العراق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد