انت كالكلب في حفاظك للود

mainThumb

26-04-2025 05:23 PM

عندما حضر الشاعر على ابن الجهم من الصحراء ووقف ليمتدح الخليفة العباسي المتوكل وخاطبه بقصيدة جاء فيها:

انت كالكلب في حفاظك الود ؛
؛وكالتيس في قراع الخطوب؛
؛انت كالدلو ،لا عدمناك دلوا؛
؛لا عدمناك دلوا ،كثير الذنوب
واستغرب الحضور من قصيدة الأعرابي الذي حضر للتو من الصحراء والأكثر استغرابا ان الخليفة المتوكل لم يغضب بل اشار عليه ان يعيش في بغداد
وبعد شهور قليلة يستدعيه الخليفة و ينشده الشاعر قصيدة جديدة
وكانت المفاجأة ،قصيدة من أرقّ الشعر و أعذبه ويقول في مطلعها:
؛عيون المها بين الرُّصافة و الجسر:
؛جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري؛
يقول المتوكل: انظروا كيف تغيرت به الحال، والله خشيت عليه ان يذوب رقة و لطافة.
وهذا يثبت ان الانسان اسير بيئته فالشاعر علي ابن الجهم الذي كان في الصحراء ويتعامل مع الحيًوانات يوميا ولذلك جاءت ابياته في القصيدة الاولى عن الكلاب والتيوس التي يراها يوميا ويسمع العواء والنباح والنهيق من حوله في الليل والنهار

ولما عاش في بغداد وابتعد عن الكلاب والتيوس التي كان يراها يوميا حوله، جاءت قصيدته (عيون ألمها ) والتي اعتبرها النقاد من أروع وأرق قصائد الشعر والشاعر.

وفي نهاية المطاف بقيت الكلاب الوفية تحرس الارض والناس في الصحراء القاحلة ولم تلتحق بالشاعر الذي أبهرته عيون ألمها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد