برلمان يدعو للاحتراب الداخلي

mainThumb

22-04-2025 11:19 PM

لقد بكيت على الوطن اثناء استماعي للخطب الرنانة الجوفاء تحت قبة البرلمان ولم اسمع من قبل برلماناً يبث الفرقة ويجيش ضد جماعة حزبية لها وزنها في البرلمان كما سمعت في الجلسة الاخيرة فالخطاب السياسي في مثل هذه القضايا الحساسة يجب أن يكون مسؤولًاً وموجهًا نحو تعزيز الوحدة الوطنية، وليس إثارة الفرقة أو التحريض. عندما يتحدث النواب، يُفترض أن يكون هدفهم الأساسي هو حماية مصالح الوطن والمواطنين، وليس خلق انقسامات أو توجيه اتهامات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
كانت كلمات النواب تعبر عن خكم قضائي مسبق بحق المتهمين وحق جبهة العمل الاسلامي ويتجاوز دور القضاء والفصل بين السلطات مما اثار قلقًا مشروعًا حول تأثير تصريحات النواب على سير العدالة وعلى صورة جبهة العمل الإسلامي. ومن المهم أن تكون التصريحات السياسية متوازنة، بحيث لا تؤثر على حقوق المتهمين في محاكمة عادلة أو تُستخدم كأداة لتوجيه الرأي العام ضد أي جهة سياسية.
فيما يتعلق بجبهة العمل الإسلامي، هناك نقاشات قانونية وسياسية جارية حول دورها وموقفها في هذه القضية. الحزب أكد في بياناته التزامه بالقوانين ورفضه لأي أعمال تهدد أمن الوطن، مشددًا على أن حمل السلاح هو حق حصري للدولة.
ان ما سمعته في جلسة البرلمان الاخيرة يدلل على ان الاحزاب السياسية لا تملك رؤيا ولا تهج فكري او اقتصادي ولا تملك القدرة الفكرية والثقافية واستراتيجية داخلية وخارجية واغلب ما قيل من كلمات كانت في الاتجاه المعاكس لمتطلبات الوحدة الوطنية
فتحقيق التوازن بين المسؤولية السياسية وحرية التعبير يتطلب من الأحزاب الممثلة في البرلمان أن تتبنى نهجًا شفافًا ومسؤولًا في خطابها وأفعالها. ويمكنها تحقيق ذلك من خلال:
تعزيز الحوار الوطني: فتح قنوات تواصل مع مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك المعارضة، لضمان تمثيل جميع الأصوات بشكل عادل.

الالتزام بالقوانين: احترام القوانين التي تنظم حرية التعبير، مع العمل على تعديل أي قوانين قد تحد من هذه الحرية بشكل غير مبرر.

التثقيف السياسي: توعية أعضائها ومؤيديها بأهمية التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية، لتجنب التصريحات التي قد تؤدي إلى التحريض أو الانقسام.

الشفافية والمساءلة: تقديم تقارير دورية عن أنشطتها ومواقفها السياسية، مما يعزز الثقة بينها وبين المواطنين.

التركيز على القضايا الوطنية: الابتعاد عن الخطابات التي تثير الجدل والتركيز على القضايا التي تهم المواطنين وتخدم المصلحة العامة.

أن كلمات النواب كانت تهدف إلى تعزيز الثقة بالمؤسسات الوطنية مثل الملك والمخابرات والجيش، وهذا لا خلاف فيه بين كل الشرائح المجتمعية ولكن في الوقت نفسه، قد يكون من المهم أن تُترك الأمور القانونية والقضائية لتأخذ مجراها دون إصدار أحكام مسبقة.
ومع ذلك، فإن التعامل مع مثل هذه القضايا يتطلب توازنًا دقيقًا بين حماية الأمن الوطني واحترام حقوق الأفراد المتهمين.
اخيراً ان المطلبة بشطب جلسة البرلمان كاملة من محاضر مجلس النواب يُعتبر خطوة غير مسبوقة، وقد يثير ذلك جدلاً واسعًا حول مدى تأثير ذلك على الشفافية والمساءلة في العمل البرلماني. ولكنه سيدفع الاحزاب والمستقلين الى دراسة القضايا الداخلية والخارجية بروية ولا بد من مرجعيات ثقافية وسياسية ومراكز دراسات وابحاث تعين الاحزاب والنواب توجيه البوصلة لخدمة الوطن واستراتيجيته ودمتم سالمين






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد