ندوة بآثار اليرموك برعاية الأميرة دانا

mainThumb
صورة جماعية

22-04-2025 06:55 PM

- سموها تؤكد أن مواقعنا التراثية رموز حية للإبداع الإنساني والصمود والتعايش
- مسّاد: آثار الأردن.. أداة أساسية من أدوات صياغة الهوية الوطنية
- النداف: تنظيم هذه الندوة يعكس اهتمام "اليرموك" بالتراث الحضاري الأردني

السوسنة- رعت سمو الأميرة دانا فراس، رئيس فرع الأردن للمجلس العالمي للمعالم والمواقع "إيكوموس" وسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، افتتاح فعاليات ندوة "المواقع الأردنية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي: نظرة مراجعة تقييم"، التي نظمتها كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، بحضور رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، والمدير العام لدائرة الآثار العامة أكثم العويدي.
وأكدت سموها أن مواقعنا التراثية رموز حية للإبداع الإنساني والصمود والتعايش، وأن هذه الأماكن تعد ملك للعالم بأسره ونحن أوصياء عليها وتقع على عاتقنا أمانة مقدسة لحمايتها ليس فقط لجمالها، وإنما لما تعلمنا إياه عن الهوية والاستمرارية والتجربة الإنسانية المشتركة.
وأوضحت سموها أن ادراج أي موقع على قائمة التراث العالمي هو التزام لاحترام تطبيق الاتفاقيات والقوانين والأنظمة التي تحكم إدارة هذه المواقع، مشددة على أن احترام هذه القوانين هو أمر جوهري تجاه منظمة التراث العالمية، ولا ينظر إليه كانتقاص للسيادة الوطنية أو الإدارة المحلية.
وأكدت سموها أننا نفتخر بمواقعنا السبعة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، مشيرة إلى أنه بين هذه المواقع البارزة تقع مساحات واسعة من التراث الحي، وتقاليد، وطبيعة، ومعالم مختلفة، وعادات ثقافية لم تحظ بعد بالاعتراف الدولي بشكل كاف ولكنها لا تقل أهمية عن تلك المدرجة على القائمة في تشكيل وجداننا المجتمعي.
وبينت سموها أن التراث في العالم يواجه تهديدات متزايدة ليس فقط على أثر الصراعات والتدمير المتعمد وتغير المناخ، بل الإهمال والتوسع العمراني السريع، وأحيانا من عمليات التنمية في المنطقة ذاتها، متسائلة: هل قمنا بما يكفي عبر السنوات لحماية مواقعنا وضمان سلامتها واستمراريتها؟
وقالت سموها إن إعادة النظر في التراث بالأردن لا يعني فقط إضافة أسماء جديدة إلى السجل الموجود بل إعادة تعريف القيم المتعلقة بالتراث كالقيم الاقتصادية، والثقافية التي تعبر عن القصص التي يتناقلها الناس ويستمعون اليها، والطبيعية التي تعلم احترام حدود الكوكب والطاقة المتوازنة بين الإنسان والطبيعة والقائمة على التكافل والرعاية، والقيم الأخلاقية التي تلهمنا دروس التنوع واحترام الاختلاف والتعايش، والقيمة الجمالية التي تعمق تقديرنا للجمال والجمالية، بالإضافة إلى ضرورة حماية القيم الأعظم وهي القيمة التاريخية التي تربط الناس بجذورهم وهويتهم.
وأوضحت سموها أن التراث ليس شيء ساكنا ولكنه حي يتطور ويتغير، لذلك على استراتيجيات الإدارة والحماية لهذه المواقع أن تتغير وتتطور وفق تطور الموقع.
وأكدت سموها على ضرورة وضع التراث في أجندات التنمية، وأن ندرك أنه ليس مكون من مكونات السياحة بل أساسا لبناء مجتمعات أكثر عدلا وسلاما ومساواة فالتراث أمر محوري لبناء مجتمعات متجذرة بعمق في تاريخها وهويتها ومؤهلة بشكل أفضل لمواجهة مستقبل متغير.
وخلال رعايتها لأعمال الندوة، ألقت سموها المحاضرة الرئيسية بالندوة بعنوان "التراث العالمي: نعمة أم نقمة"، أوضحت فيها الالتزامات التي تلتزم بها أي دولة عندما يدرج فيها موقع على قائمة التراث العالمي، وأهمها ان تلتزم بالقوانين والتعليمات التي أصدرتها منظمة "إيكوموس" ومنظمة "اليونسكو" ومنها ميثاق التراث العالمي الذي تم إصداره عام 1975، مبينة أنه في حال تم مخالفة هذه القوانين من الممكن إزالة الموقع عن القائمة من قبل منظمة اليونسكو.
وأشارت سموها إلى مميزات إدراج المواقع في قائمة التراث العالمي ومنها تعزيز شعور أهل المنطقة بالفخر والاعتزاز بهذا الموقع، وزيادة عدد السياح الزائرين للموقع، وزيادة فرص التمويل لهذا الموقع، وزيادة نسب التنمية والتشغيل في المناطق المحيطة بالموقع.
وتطرقت سموها إلى موقع "البترا" الأثري الذي أدرج على القائمة منذ أربعين عاما، حيث تم منذ عام 1965 حتى الآن وضع ست خطط لإدارة الموقع الأثري للبترا، وآخرها كان الخطة التي وضعت بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
واستعرضت سموها العوامل المؤثرة في تأثر الحركة السياحية لموقع "البترا" ومنها الظروف السياسية في المنطقة، والدعم المادي للموقع، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة على الموقع ومنها الظروف الطبيعية والتغيرات المناخية، والممارسات الخاطئة التي تؤثر في نزاهة وأصالة الموقع كالبناء الجائر الذي يغطي المساحات الخضراء المحيطة بالمدينة الأثرية ويقلل من قدرتها على امتصاص مياه الأمطار وبالتالي تعرضها لاحتمالية حدوث الفيضانات.
وأشارت سموها إلى التحديات التي تواجه التراث العالمي بشكل عام ومنها: أعداد الزيارات للموقع، والقرارات التي تؤخذ من قبل الجهات المسؤولة بتنمية المناطق المحيطة بالموقع دون الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثيرها على الموقع، وعدم العدالة في توزيع مكاسب السياحة، والتحديات في إدارة المواقع، وعدم التوازن في توزيع المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي، فضلا عن التحديات الاجتماعية والاستثمارية والتجارية.
من جهته، أكد مسّاد اهتمام "اليرموك" بالدراسات الأثرية انطلاقا من إيمانها بأن آثار الأردن ليست مصدرا للدخل السياحي وحسب، وإنما أداة أساسية من أدوات صياغة الهوية الوطنية.
وأضاف أن إدراج ستة مواقع أردنية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، هي شهادة نفخر بها جميعا، معتبرا إياها دليل صريح على تميز آثار المملكة، وعلى الجهود الاستثنائية المبذولة أردنيا لإبراز قيمتها الاستثنائية.
وثمن مسّاد رعاية سمو الأميرة دانا فراس، لفعاليات هذه الندوة الأمر الذي يعكس مدى اهتمامها بهذا المجال، مشيدا بجهود كلية الآثار والأنثروبولوجيا في الجامعة، التي أثبتت وتثبت منذ عقود مضت مدى تميزها وتحقيقها للمراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية عاما بعد عام، فضلا عن دورها في حماية التراث الحضاري ودراسته وتحليله من خلال الكفاءات العلمية المتميزة التي تضمها.
بدوره، لفت عميد الكلية الدكتور مصطفى النداف، إلى أن الأردن حقق في السنوات الماضية إنجازات كبيرة في رعاية مواقعه الأثرية، من خلال تسجيله لسبعة مواقع على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، الأمر الذي يجسد ميزة التراث الحضاري في الأردن.
وأشار إلى أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقا من الاهتمام الذي توليه جامعة اليرموك من خلال كلية الآثار والأنثروبولوجيا، بالتراث الحضاري الأردني، بحيث يقوم أهل الاختصاص والمعرفة بالتداول في أمر هذه التجربة، لتأكيد جوانب النجاح فيها، والتنبيه إلى ما ينبغي استدراكه في إدارة هذه المواقع اليوم.
وتضمنت الندوة، ثلاث جلسات عمل ناقشت مجموعة من أوراق العمل التي تناولت موضوعها، ففي الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور زياد السعد، عرض العويدي للاستراتيجية الوطنية لتعزيز الحضور الأردني على لائحة التراث العالمي، كرؤية طموحة وما تقوم عليه من إنجازات غير مسبوقة، فيما استعرض رئيس بلدية أم الجمال حسن الرحيبة، دور البلدية في ملف ترشيح موقع أم الجمال لقائمة التراث العالمي.
وفي ذات الجلسة، قدمت أستاذ علم الآثار والتاريخ في جامعة كالفن والمدير المشارك لمشروع أم الجمال الأثري الدكتورة داريل روهل ورقة عمل عرضت فيها بيانات ومعلومات عن موقع ام الجمال، فيما قدمت مدير مديرية سياحة محافظة إربد الدكتورة مشاعل الخصاونة، ورقة عمل حول تأثير ادارج المواقع الأردنية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في المجتمعات المحلية، فيما قدم رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الاردنية أحمد الشريدة في ورقته مبررات لإدراج مدينة جدارا "أم قيس" على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وفي الجلسة الثانية، التي ترأسها الدكتور معاوية إبراهيم، قدمت منسق ومدير برامج ومشاريع "إيكوموس" الأردن المهندسة لينا أبو سليم من بلدية السلط الكبرى، ورقة عمل حول السلط، كمدينة للتسامح والضيافة الحضرية - دراسة حالة في التحديات والحماية بعد التسجيل على قائمة التراث العالمي.
فيما تناول رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي السابق الدكتور سليمان الفرجات، التراث العالمي بين النظريات والواقع المحلي، من خلال واقع الحال الأردني من وجهة نظر عملية، فيما سلط الدكتور عبد القادر عبابنة من كلية السياحة والفنادق في جامعة اليرموك، الضوء في ورقته على إدارة التراث الأردني وإمكانية الوصول إلى مواقع التراث العالمي، كتحليل ميداني في البترا، فيما تناول الدكتور عاطف الشياب من كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، تأثير إدراج المواقع الأردنية الأثرية والتراثية على قائمة التراث العالمي في المجتمعات المحلية الأردنية، فيما عرض مدير وحدة التراث المعماري في بلدية أم الجمال المهندس أحمد العظمات، دور مؤسسات المجتمع المدني والبلديات في دمج المجتمعات مع ثقافاتها وتراثها كوحدة للتراث.
وفي الجلسة الثالثة، التي ترأسها الدكتور سليمان الفرجات، تناول الدكتور زياد السعد من كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، في ورقته مراقبة حالة مواقع التراث العالمي والتقارير المطلوبة كحالة لموقع البترا، فيما عرض الدكتور معاوية إبراهيم، نموذجان من الممتلكات الأردنية المسجلة على لائحة التراث العالمي وهما المغطس ووادي رم.
وفي ذات الجلسة، قدم الدكتور خالد البشايرة من كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، تشخيصا وتوثيقا وتقييما لأنماط الدمار الناتج عن الزلازل التاريخية لموقع أم الجمال الأثري "الكنيسة الغربية كدراسة حالة".
وفي نهاية الجلسات، دار نقاش موسع حول ما تناولته أوراق العمل من أفكار ووجهات نظر مختلفة.
كما وقامت سموها بحضور مسّاد، بتوزيع الشهادات على المشاركين في الندوة.

اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد