الأردن بحاجة إلى مناصحة .. لا مباطحة
في كل مرحلة حرجة تمر بها الأوطان، تخرج بعض الأصوات تدّعي الغيرة على الدولة، وهي في الحقيقة لا تمارس إلا التحريض، ولا تُجيد سوى بث السمّ في العسل. أصواتٌ تصرخ باسم الولاء، وأقلامٌ مكسورة تتسلق على أكتاف الأزمات، تفتعل الفتن، وتشوه الحقائق، وتخوّن كل من يختلف معها وكأنها وحدها تملك مفاتيح الوطنية.
نرى اليوم من يُحاول تمزيق النسيج الوطني عبر قصة فتاة أخطأت في التعبير، فحوّلوا الموقف الفردي إلى قضية ضد فئة بأكملها، متناسين أن الأردن بُني على الوحدة لا على التفرقة، وعلى التنوع لا الإقصاء، وعلى الإنصاف لا الشيطنة.
الأردن ليس ملكًا لأحد دون أحد (الوطن للجميع.. وليس حكراً على أحد) فهو وطن لكل من انتمى إليه بصدق، سواء أكان من جذور شرق أردنية أو فلسطينية أو من أي خلفية أخرى. الأصل والمنبت لا يُحددان الولاء، بل السلوك والمواقف والمحبّة لهذا التراب.
استخدام حادثة واحدة لتخوين الأردنيين من أصل فلسطيني ليس من الوطنية بشيء، بل هو فتنة مرفوضة ومحاولة خبيثة لضرب وحدة الصف الوطني، ونشر خطاب الكراهية والتشكيك، تحت عباءة الدفاع عن الدولة.
من يرى المجازر تُرتكب في غزة ولا يغضب، فليس حيًا. وإن انفجر البعض بكلمات غاضبة في لحظة ألم، فهذا لا يعني أنهم تخلوا عن الوطن). فالغضب لا يُجرّم.. والنقد لا يُخَوَّن(النقد الصادق والمناصحة البناءة دليل على انتماء حقيقي، وليست خيانة كما يروّج أصحاب العقول الضيقة.
من يحب الدولة، يناصحها لا يهاجمها، يرفع صوته من أجلها لا ضدها، ينقدها ليستقوي بها لا عليها. أما من يُشيطن الغاضبين، ويخوّن المختلفين، فإنه يهدم الدولة من حيث يدّعي حمايتها، ويضعفها بجهله وسوء تقديره.
البعض يصر على تصوير الدولة وكأنها مهددة في كل انتقاد، متناسين أن النظام الأردني الراسخ لا تهزه الكلمات ولا تنال منه الآراء. النظام بخير، وقوي بشعبه، ولا يحتاج لمن يصنع له معارك وهمية. بل هو بحاجة إلى من يحفظ الود بينه وبين الناس، لا من يفتعل الفتن ويُخيف الدولة من شعبها.وتاريخ الهاشميين مشهود له بالحكمة، لا القمع). الهاشميون... حكموا بالحلم لا بالعقاب)
الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – قدم دروسًا في التسامح حين عفا عن من حاولوا الانقلاب عليه، واحتواهم، وأعادهم شركاء في الدولة لا أعداء لها. هكذا تُبنى الدول وتُحفظ استقرارها، لا بالصوت العالي والانتقام، بل بالحوار والاحتواء.
فهل نطلب اليوم أن يكون النظام أكثر قسوة من شعبه؟ هل ندفعه دفعًا نحو القطيعة بدل المصالحة؟ هذه ليست نصيحة، بل عثرة في طريق الوطن.
في الغرب، يخرج الناس في مظاهرات حاشدة، يرفعون علم فلسطين، ويهتفون ضد حكوماتهم، دون أن يُزج بهم في السجون أو يُتهموا بالخيانة. النقد هناك حق، والغضب موقف سياسي، والحرية لا تُواجه بالبطش. فهل نريد لأردننا أن يتخلّف عن هذا الرقي السياسي والإنساني؟
فلنحفظ الأردن بالحكمة لا بالصراخ ,الأردن اليوم بحاجة إلى شجاعة المناصحة لا غوغائية المباطحة، إلى أقلام تحب الوطن بصدق، لا إلى أصوات تصنع الفتنة من كل رأي مخالف. لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك، ولا تحاولوا تصفية الناس باسم الولاء. من يزرع الفتنة، لا يخدم الدولة، بل يهدّمها وهو يصفق.
دعونا نحمي هذا الوطن بالعقل، لا بالضجيج. بالإنصاف لا بالإقصاء. بالحوار لا بالشتائم. الأردن يستحق منا أن نرتقي بمستوى خطابنا، وأن نكون شركاء في حمايته، لا أدوات لهدمه.
اتفاق وشيك بين ترامب وابن سلمان يُعدّ الأخطر على إسرائيل
تحذير أمريكي من تفجيرات مفاجئة في سوريا
الخشاشنة يكتسح انتخابات الأطباء ويُبعد الإخوان
عندما تختفي اللغة الفرنسية من الجزائر
يا للهول الجميع صار يريد الديمقراطية للسوريين
الحل النهائي لقضية الصحراء يقترب
مصر تواصل دعمها الإنساني والسياسي لغزة
مستثمرون صينيون يتخارجون من السندات الأمريكية
الإمارات تؤكد رفضها لكل ما يتعرض له سكان غزة
حزب الله: لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح المقاومة
عراقجي: الاتفاق النووي ممكن إذا تحلت واشنطن بالواقعية
الكترونيا فقط .. الأحوال المدنية تُلغي الحضور الشخصي
قانون الأبنية والأراضي .. تعرّف على نسب الضريبة .. وأبو حسان:لن يثقل كاهل المواطن
الحكومة تحسم الجدل حول قانون ضريبة الأبنية والأراضي
رفع العلم الأردني في جميع المحافظات الأربعاء
الحبس أو غرامة تصل إلى 200 ألف دينار لمرتكب هذه المخالفة
إعفاء موظفين بالأردن من مستحقات الجمع بين راتبين .. وثيقة
إحالات إلى التقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
منتخبات ترفض اللعب ودياً أمام النشامى .. ما السبب
أسعار الذهب تتجه لـ 70 دينارا في الأردن
للأردنيين .. قرار من هيئة الاتصالات بخصوص الأجهزة المحمولة
الأردن .. حجب الخدمة عن هدايا الهواتف الذكية