الأردن أولاً .. قلعة صامدة في وجه الريح

mainThumb

15-04-2025 10:25 PM

في زمن تتوالى فيه الأزمات وتتفاقم التحديات، ويترنح فيه الإقليم تحت ضربات الفوضى والصراعات، ينهض الأردن ثابتًا كالجبل، متماسكًا كالسور، لا تهزه الرياح ولا تُغريه المساومات. وطنٌ عصيٌّ على الانكسار، لا يُقايَض أمنه، ولا يُساوَم على استقراره، ولا يُهادَن على سيادته. العملية الأمنية التي أحبطتها دائرة المخابرات العامة والأجهزة الأمنية الأردنية مؤخرًا لم تكن سوى دليل جديد – صارخ وقاطع – على يقظة هذه المؤسسة العريقة، وعلى أن من يظن الأردن رخوةً أو غافلاً، فقد أخطأ العنوان، وضلّ التقدير.

هذه الحادثة الأمنية، بكل تفاصيلها، تكشف حقيقة واحدة لا تقبل التشكيك: الأردن قوي بجبهته الداخلية، متين بمؤسساته، عميق بجذوره الوطنية، محصّن بقيادته الهاشمية، ومؤتمن بأبنائه الأوفياء. إن يقظة المخابرات الأردنية لم تأتِ من فراغ، بل من تراكم خبرات، وإيمان راسخ بأن حماية الوطن مسؤولية لا مساومة فيها، وأمانة لا تُخدَش.

وإذا كان الأمن هو الأساس الذي تُبنى عليه الدول وتنهض عليه الشعوب، فإن اللحظة الراهنة تتطلب أكثر من مجرد التصدي للمؤامرات الأمنية. إنها تتطلب إعادة تجديد العهد مع الوطن، والتمسك بالثوابت الوطنية، والانحياز الكامل للمصلحة العليا للأردن، فوق كل الانتماءات، وفوق كل الحسابات الضيقة.

لقد أثبت الأردنيون في كل المحطات المفصلية أنهم أبناء بررة لهذا الوطن، لم يترددوا يومًا في الدفاع عنه، ولا في شدّ أزر مؤسساته، بل كانوا الحصن الذي تتكسر عليه موجات المؤامرة، واليد التي تكتب تاريخ الصمود، والموقف الذي لا يتزعزع مهما اشتدت الرياح أو تعاظمت الضغوط. الانتماء الحقيقي لهذا الوطن لا يُقاس بالخطابات ولا بالشعارات، بل بالمواقف، وبالقدرة على الاصطفاف خلف الدولة في لحظات المحنة.

نحن اليوم أحوج ما نكون إلى وعي وطني صادق، وإلى خطاب عقلاني متماسك، يدرك حجم التحديات الخارجية، وفي مقدمتها محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، عبر مشاريع مشبوهة كالوطن البديل أو التهجير القسري. هذه المشاريع لن تمر، ما دام في الأردن رجالٌ ونساء أقسموا أن تبقى رايته خفاقة، وأمنه مصونًا، ووحدته صلبة كالصخر.

إن كل محاولة للمساس بأمن الأردن، أو تشويه صورته، أو بثّ الفتنة في نسيجه الاجتماعي، هي في الحقيقة عدوان على كل أردني وأردنية، وعلى كل بيت في هذا الوطن. الرد لا يكون فقط في بيانات الشجب، بل في التكاتف، والاصطفاف، وإعلاء الصوت الوطني فوق كل صوت مشبوه.

وسيبقى الأردن، كما عهدناه، قلعة شامخة في وجه العواصف، وواحة أمن واستقرار رغم الإقليم المشتعل. سيبقى الأردن أولًا، والأردن دائمًا، والأردن فوق الجميع.

وختامًا، لا بد من أن نؤكد أن سرّ صمود الأردن واستقراره وسط العواصف يعود إلى حنكة قيادته الهاشمية التي أثبتت على الدوام أنها صمام الأمان ومرتكز الشرعية. هذه القيادة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، تمضي بثبات في مسيرة البناء والتحديث، وتحمل الوطن على كتفيها رغم كل الصعاب. ونحن، أبناء هذا الوطن، متمسكون بها، ملتفون حولها، داعمون لها في كل المحطات، رافعين الأكف أن يحفظ الله مليكنا، وولي عهده الأمين، ويبارك في عمرهما، ويكلل جهودهما بالتوفيق والسداد، ليبقى الأردن عاليًا بشعبه وقيادته، منيعًا أمام كل المؤامرات، ومضيئًا في محيطٍ تكسوه العتمة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد