الحركات القصيرة والطويلة في اللغة العربية

mainThumb
الفرق بين الحركات القصيرة والطويلة في اللغة العربية

15-04-2025 10:00 PM

السوسنة - الحركات في اللغة العربية تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من بنيتها الصوتية، فهي تُشكّل الكلمات وتُحدد معانيها بدقة. بين الحركات القصيرة مثل الضمة والفتحة والكسرة، والحركات الطويلة التي ترتبط بحروف المد الثلاثة الألف والواو والياء، يكمن اختلاف جوهري ليس فقط في طريقة النطق بل أيضًا في تأثيرها على بنية الكلمات ومعانيها. هذا المقال يستعرض الفروقات بين النوعين، موضحًا تأثيرهما الصوتي والنحوي، ودورهما الحيوي في جمال اللغة ودقتها.
الفروقات بين الحركات القصيرة والطويلة
إنّ الحركات في اللّغة العربية هي جزءٌ مهمٌّ في الكلام، إذ يتوقّف فهم الكلام على معرفة نوع الحركة الظاهرة على الكلمة، فالحركات التي تُشكَل بها الكلمة لا تقلُّ أهميّتها عن الحروف التي تُشَكِّل الكلمة، وتُقسم الحركات في اللغة العربيّة إلى نوعين: حركات طويلة، وحركات قصيرة، ويكمن الفرق بينهما على النحو الآتي:
من حيث التعريف
تختلف الحركات القصيرة عن الحركات الطويلة من حيث التعريف على النحو الآتي:
الحركات القصيرة
هي الحركات الثلاث "الضمة، والفتحة، والكسرة" التي يُنطق بها تبعًا للأحرف، إذ إنّها الوحدات الصوتية التي تصاحب حروف العلة، وتتخذ الأعضاء الخاصّة بالنطق بكل حركة من هذه الحركات شكلًا مختلفًا عن الحركة الأخرى، فللسان موضعٌ محدّدٌ عند النطق في كلّ حركةٍ.
في ضوء ما سبق، إنّ الشفتين تتخذان شكلًا مختلفًا عند النطق بكل حركةٍ، فتُضم عند النطق بالضمة، ولا تُضم عند النطق بالكسرة والفتحة، والحركات تُزاد على المبنى الأصلي للكلمة، فالمبنى الأصلي قائم على السكون، والحركات تُضاف عليه، وهذه الحركات القصيرة هي "الفتحة، والضمّة، والكسرة" وتُحدّد بالاعتماد على نطقها أيّ طولها الزمنيّ، مثل: كَتَبَ، وكُتِبَ، فإنّ جميع الأحرف السّابقة قد شُكّلت بحركاتٍ قصيرة.
الحركات الطويلة
هي الحركة القصيرة التي يليها حركة طويلة من نفس جنسها، أيّ هي الحركات التي يليها أحرف المد الثلاث "الألف والواو والياء"، فكلّ حركةٍ لها حرف يُجانسها، ولذلك سُمّيت طويلة، إذ يمتدّ النطق بها فيطول بين حركة قصيرة وحركة طويلة، فيطول صوتها عن الحركة القصيرة، إذ يلي الفتحة حرف المدّ الألف، مثل: قَال.
في المثال السابق "قال" تتمثل الحركة الطويلة بحرف المد "الألف الساكنة" سبقها حركة قصيرة وهي الفتحة فجاء طويلًا، وذلك ينطبق أيضًا على الضمة التي يليها الواو، مثل: يقُول، فقد جاءت الحركة طويلةً متمثلة بحرف المد "الواو الساكنة" سبقها حركة قصيرة وهي الضمة، وأيضًا يتمثل ذلك بالكسرة التي تليها الياء، مثل: قِيل، فقد جاءت الياء مسبوقةً بكسرة.
تُقسم الحركات الطويلة إلى عدّة أقسام بحسب السّبب الذي نتجت عنه وهي كالآتي:
الحركات الطويلة الأصليّة هي ضمائر "ألف الاثنين، وواو الجماعة، وياء المخاطبة"، مثل: يكتبون، وتكتبون، ويكتبان، تكتبان، تكتبين.
الحركات الطويلة الناتجة عن إشباع الحركة القصيرة هي الحركات التي يُؤثر إشباعها بالمعنى وبُنية الكلمة الصرفية، أيّ يُؤدّي إلى تغييرٍ في المعنى، مثل: "كتب - كاتب"، فإنّ الحركة الطويلة "الألف" قد غيّرت في المعنى.
الحركات الطويلة التي تأتي من الإشباع هذا النوع لا يُرافقه تغيير في المعنى، ويرد في الشّعر لإتمام الوزن الشّعري، مثل: فبينا نحنُ نرقبه أتانا مُعلَّقَ وفضةٍ وزناد راعِ فكلمة "بينا" هي "بين" وقد مُدّت الحركة الطويلة وهي "الألف"؛ لإقامة الوزن الشّعري ولم يُؤثّر ذلك في المعنى.
الحركات الطويلة التي تتشكّل عن إسقاط شبه الحركة يأتي ذلك للتعويض عن الحركة الساقطة، مثل: أَوعد - مَوعد.
الحركات الطويلة التي تتشكّل بسبب اجتماع حركتين متجانستين مثل: قَالَ، فأصلها "قَولَ" تحوّلت الواو المفتوحة إلى حركة طويلة هي "الألف"؛ بسبب اجتماع حركتين متجانستين قبل وبعد "الواو" هما الفتحة.
سبب التسمية
إنّ تسمية الحركات جاء بالاعتماد على نُطقها، فقد سُمّيت كلّ حركة بالنظر إلى طريقة أدائها ومخرج هوائها، ولكلّ حركةٍ من الحركات موقعها وشكلها الخاص بها، فالفتحة تُرسم فوق الحرف بهذا الشكل: ــَـ، والكسرة تُرسم تحت الحرف بهذا الشكل: ــِـ، والضمّة تُرسم فوق الحرف بهذا الشكل: ــُـ.

أقرأ أيضًا:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد