مفاوضات جس النبض
ما كشفته رسالة التهديد والوعيد التي أرسلها الرئيس الأمريكي ترامب إلى المرشد الإيراني الشهر الماضي(13مارس 2025) للتوصل لاتفاق حول برنامجها النووي خلال شهرين، «وإلا ستواجه إيران أموراً سيئة للغاية إذا لم يتم التوصل لاتفاق نووي». والهدف منع إيران من امتلاك السلاح النووي بأي طريقة! مع التلويح باستخدام القوة العسكرية. ما يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية. لذلك يكتسب الاجتماع «المباشر أو غير المباشر، اليوم في مسقط أهمية بالغة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2015 للتوصل للاتفاق الشامل المشترك-برعاية إدارة الرئيس أوباما ومجموعة (5+1) وتجميد برنامج إيران النووي لعشر سنوات وخفض نسبة تخفيض اليورانيوم إلى 3.67 في المئة بدلا من خرقه إلى 60 في المئة اليوم والاقتراب من عسكرة برنامج إيران النووي. وقد انسحب ترامب من الاتفاق النووي بضغط وتحريض إسرائيلي، وفرض نظام أقصى العقوبات في مايو 2018.
رد المرشد برسالة بوساطة سلطنة عمان(في 26 مارس الماضي)-وإصرار الطرف الإيراني أن الاجتماعات التمهيدية لرسم الخطوط العريضة بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي في مسقط السبت 12 أبريل.-مع رفض إيران إجراء مفاوضات مباشرة طالما «تستمر إدارة ترامب بممارسة نظام أقصى العقوبات». ويرى الإيرانيون أن المفاوضات «فرصة واختبار» يعكس انفتاحهم المتحفظ وبناء الثقة. فيما يصر الطرف الأمريكي أن المباحثات ستكون مباشرة وفي قاعة مشتركة بقيادة ستيف ويتكوف-رجل العقارات، ومبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، بوساطة واستضافة سلطنة عمان ممثلة بوزير الدولة العماني للشؤون الخارجية بدر البوسعيدي، لا شك ستحدد المباحثات مسار ومآلات موقف الطرفين.
والأهم فرص التوصل لاتفاق حول برنامج إيران النووي يخفض فرص التصعيد والمواجهة بتحريض وتصعيد إسرائيلي والتلويح بعمل عسكري يشير ترامب أنه سيكون بمشاركة عسكرية مع إسرائيل وقصف غير مسبوق لإيران. ما سيُدخل المنطقة في متاهات وتهديدات أمنية تعمّق التصعيد والمواجهات. خاصة بوجود سقف أعلى من المطالب الأمريكية-الإسرائيلية بمنع امتلاك إيران السلاح النووي. لا بل وصل الأمر إلى المطالبة بصفر تخصيب اليورانيوم وبتفكيك برنامج إيران النووي كليا-وتطبيق كما يطالب نتنياهو في اجتماعه الأخير مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض بتطبيق النموذج الليبي وتسليم مكونات البرنامج النووي بشكل كلي.
والسؤال اليوم مع انطلاق مباحثات النووي الإيراني في سلطنة عمان ما هي فرص نجاح أو فشل مخرجات المفاوضات، والأهم انعكاسات وتأثير السيناريوهات على أمن منطقة دولنا؟!
تهدف إدارة ترامب للتوصل لاتفاق نووي جديد ومستدام يقيد برنامج إيران النووي، وبرنامجها الصاروخي ودورها عبر وكلائها الذين تعرضوا جميعهم لضربات هي الأقسى بتاريخ حلفاء إيران في سوريا ولبنان والعراق واليمن. مقابل رفع العقوبات المرتبطة ببرنامج إيران النووي مع الإبقاء على العقوبات المتعلقة بأنشطة إيران خارج البرنامج النووي.
بينما تصر إيران أن «المفاوضات» كما كانت في الاتفاق النووي عام 2015 ـ تقتصر على البرنامج النووي فقط، ورفع العقوبات كاملة وكذلك رفع تصنيف الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الخارجية-التي صنفها ترامب عام 2019 في إدارته الأولى. كما يرى الطرف الإيراني أن المباحثات فرصة لاختبار نوايا وجدية إدارة ترامب ولبناء الثقة. وخاصة أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يؤكد «هدفنا من المفاوضات التوصل إلى اتفاق مشرف وعادل من موقع متكافئ».
لكن إذا أصرت إدارة ترامب على موقفها المتشدد بتفكيك وإنهاء برنامج إيران النووي بإصرار وتحريض إسرائيلي، وهو ما ترفضه إيران كليا، فهذا سيدفع المنطقة إلى تصعيد مكلف ويُدخلنا في سياسة حافة الهاوية!
لكن سيبقى ماثلا أمام الإيرانيين معضلة غياب الثقة في التعامل مع إدارة ترامب التي اكتوت من نيران انسحابها من الاتفاق النووي الأول عام 2018-وفرض أقصى العقوبات. وما هي ضمانات عدم انسحاب ترامب ثانية من أي اتفاق يتم التوصل إليه نتيجة اجتماعات جس النبض التي بدأت في سلطنة عمان.
في المقابل صعّدت إدارة ترامب الحرب النفسية ضد إيران بزيادة ترسانتها العسكرية بإرسال حاملة طائرات ثانية «فنسون» والبوارج والفرقاطات المصاحبة. وعززت عديد القوات ومقاتلات B-2-الشبح إلى قاعدة دياغو غارسيا جنوب المحيط الهندي، والتلويح بجدية الخيار العسكري لاحتواء إيران ومنع استعادة نفوذها عبر حلفائها وأذرعها. فيما سارعت دول مجلس التعاون الخليجي بإرسال رسائل إلى القيادة الإيرانية بأنها لن تكون طرفاً في أي مواجهة وتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، ولن تسمح باستخدام أراضيها في أي عمل عسكري. مع أمل دول مجلس التعاون الخليجي التوصل لتعزيز الثقة وصولا لاتفاق نووي ينزع فتيل التصعيد والمواجهة ويحفظ أمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية.
واضح أن كلا من إيران ودول مجلس التعاون الخليجي تسعيان إلى خفض التصعيد وفرص عمليات عسكرية وانتقام إيراني باستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة والأخطر إغلاق مضيق هرمز. لذلك تلعب كل من الإمارات وسلطنة عمان وقبلهما قطر دور الوساطة الفاعلة بين الطرفين. كما ترغب دول مجلس التعاون لنزع نفوذ إيران وتدخلاتها ونفوذ حلفائها في المنطقة.
ويبقى هدف إيران جدية التفاوض للتوصل لاتفاق لتجنب ضربة عسكرية أمريكية ـ إسرائيلية لقناعتهما بأن إيران في وضع أمني وسياسي واقتصادي صعب بارتفاع التضخم إلى 40 في المئة. وخاصة بعد الضربات التي تعرضت لها وحلفاؤها العام الماضي. لذلك استبقت إيران مباحثات مسقط مع الأمريكيين بإجراءات بناء الثقة، فسحبت مستشاريها العسكريين وابتعدت عن الحوثيين، وأبدت تعاونا مع وكالة الطاقة الذرية وحتى لوّحت إيران إلى فرص استثمارات إيرانية في الولايات المتحدة لفهم الإيرانيين الأهمية التي يوليها ترامب لجذب الاستثمارات إلى أمريكا.
ويبقى التحدي هل ستقبل إيران المتراجعة والمصممة على استعادة قدراتها الردعية، لا شك أننا أمام مشهد مضطرب وصراع إرادات، لكننا جميعا أمام فرصة لخفض التصعيد وترامب يحلم بجائزة نوبل للسلام!.
أستاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت
اعتقال ضابط بالشاباك لتسريب معلومات أمنية حساسة
حسام حبيب ينفي ارتباطه بفتاة من الأردن ويهدد بالقضاء
دالبدا عياش ترد بصراحة على أسئلة خاصة بحياتها الزوجية
زيادة إقبال الأردنيين على شراء الذهب بنسبة 65%
خصم 10% الأربعاء في أسواق المؤسسة المدنية الأردنية
الكهرباء الوطنية: المرحلة الثانية للربط الأردني العراقي تكتمل قريباً
الإعلام الإيراني ينفي مزاعم فيديو قرب السفارة بواشنطن
أزمة نقص الأدوية في قطاع غزة تعيق عمل الطواقم الطبية
اليونيسف: انتهاكات حقوق الطفل بالسودان ترتفع 1000%
تجارة عمان تدعو لرفع العلم على مؤسسات القطاع التجاري
مئات المستوطنين المتطرفين يقتحمون باحات الأقصى
حماس تدرس مقترحًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار مقابل تبادل رهائن وسجناء
كم بلغ سعر الذهب في السوق المحلي الثلاثاء
كنعان: العلم الأردني عنوان التضحيات والنهج المدافع عن الوطن والأمة
مخالفة بــ ٥٠ دينارا في هذا المكان
الأردن .. رفع العلم بشكل موحَّد في جميع محافظات المملكة
الأردن .. رحلات سياحية عبر القطار إلى مدينة درعا السورية
استدعاء طالبة جامعية شتمت الأجهزة الأمنية .. تفاصيل
سبب وفاة الممثلة الأردنية رناد ثلجي يهز القلوب
تنويه هام من الإفتاء للأردنيين ..
الكترونيا فقط .. الأحوال المدنية تُلغي الحضور الشخصي
قانون الأبنية والأراضي .. تعرّف على نسب الضريبة .. وأبو حسان:لن يثقل كاهل المواطن
إيران تلوح بطرد مفتشي الوكالة النووية ونقل اليورانيوم المخصب
الأردن .. شقة بمليون ونصف المليون في عمّان
سوريا .. قوات أحمد العودة تهاجم عناصر من الدفاع السورية .. فيديو
الحكومة تحسم الجدل حول قانون ضريبة الأبنية والأراضي