صواريخ القسّام المُباركة

mainThumb

08-04-2025 03:37 AM

أنْ تُطلق كتائب القسّام الأحد عشرة صواريخ من قلب دمار قطاع غزة المُحاصَر المُجوّع وتقصف المُستوطنات الإسرائيليّة في أسدود وعسقلان وسديروت، وتفشل الدّفاعات والقبب الحديديّة الإسرائيليّة في اعتراض مُعظمها، وتُؤدّي إلى إصابة 12 شخصًا، فهذا يعني أنّ مُعجزة المُقاومة مُستمرّة رُغم المجازر، وحرب الإبادة والتّجويع للمدنيين في مُختلف أنحاء القطاع التي يسقط ضحيّتها أكثر من 150 شهيدًا يوميًّا مُعظمهم من الأطفال والمُسنّين.
تزامنت هذه الصّواريخ مع الإضراب الشّامل الذي انخرط فيه الأحرار الشّرفاء في مُختلف أنحاء العالم تضامُنًا مع الصّامدين في فِلسطين المُحتلّة يُؤكّد أنّ أهل غزة ليسوا وحدهم رُغم تخلّي المُجتمع الدولي عنهم، وكُل الجُيوش العربيّة التي كلّفت تسليحها الأُمّة مِئات المِليارات لتسمين جِنرالاتها المُتكرّشين.
الجيش الإسرائيلي أعاد احتلال أكثر من 65 بالمئة من قطاع غزة، ومنع دُخول أبناء القطاع إليها بحُجّة تحويلها إلى مناطقٍ عازلة، وهذا يعني تكدّس أكثر من مِليونيّ إنسان في العراء وفي مساحةٍ لا تزيد عن بضعة كيلومترات فقط استِعدادًا لإبادتهم، فكُل أراضي القطاع لا تزيد عن 150 ميلًا مُربّعًا.
فشل مشروع التّهجير لأبناء القطاع إلى مناطق خارجه، وبدعمٍ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لالتِفافها حول مُقاومتهم، وتمسّكهم بالبقاء في أرضهم، ومُواجهة الموت على الرّحيل، وعدم تكرار مأساة نكبة عام 1948، دفع قوّات الاحتلال إلى الإقدام على جرائم التّهجير الدّاخلي، وإلحاق أكبر قدر مُمكن من الأذى والقتل والّتشريد من هذا الصّمود الأُسطوري غير المسبوق في التّاريخ الحديث.
قطاع غزة تحوّل إلى مقبرةٍ جماعيّة، بعد أن كان سِجنًا مفتوحًا طِوال فترة الحِصار المُمتدّة لسنوات، ولا نستبعد أن يكون تجميع أبناء القطاع، وفقًا للمُخطّطات الإسرائيليّة التي بدأت عمليّة تنفيذها حاليًّا مُقدّمة لإعدامهم دُفعةً واحدة، استنادًا إلى هذا الصّمت العالمي الإجرامي والدّعم الأمريكي.
إسرائيل أغلقت جميع المعابر، ومنعت وصول كُل أنواع المُساعدات الإنسانيّة من أغذية وأدوية، وقطعت الماء والكهرباء عن أهلنا في القطاع، وهذا يعني الشّهادة جُوعًا وعطشًا، والقادة العرب، يقفون في خندق المُتفرّجين، وكأنّ هؤلاء الذين يُواجهون الموت ليسُوا بشرًا، وليسُوا عربًا ومُسلمين.
إسرائيل، ونقولها بكُلّ مرارة، باتت تحكم العالم بأسره، وتفرض أجنداتها بحرب الإبادة على الشعب الفِلسطيني، وأبرزها تحويل القطاع إلى مُعسكرات عزل، ومحارق نازيّة، واستبدال أفران الغاز، بالقتل البطيء جُوعًا وعطشًا، جنبًا إلى جنب بالقتل بالرّصاص الحي، والقنابل والصّواريخ.
لم نعد نرى في القطاع العزيز الكريم الصّامد إلّا جثامين الأطفال ملفوفة بأكفانها البيضاء المُرصّعة بدمائهم الطّاهرة، وصلوات الجنازة من قِبَل ذويهم وأقاربهم وجيرانهم أو من تبقّى منهم على قيد الحياة، بملابسهم البسيطة الطّاهرة، وقُلوبهم العامرة بالإيمان.
إنّها صُورةٌ مأساويّة بكُل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولكنّنا على ثقةٍ بأنّ هؤلاء القتلة والمُجرمين لن يهربوا من العدالة الإنسانيّة والربّانيّة معًا، لأنّ الشُّرفاء في الوطنين الفِلسطيني والعربي، بل والعالم، سيكونون لهُم بالمِرصاد، ومثلما تحرّرت كُل شُعوب العالم من الاستعمار، وطردوه من أرضهم، سيتحرّر الشعب الفِلسطيني، ويستعيد حُقوقه دون نُقصان.
ختامًا نقول: لن ننسى هذه المجازر، ولن نغفر للقتلة، فهؤلاء الرّجال الرّجال الذين خطّطوا ونفّذوا “أُسطورة طُوفان الأقصى”، ونقلوا المعركة إلى العُمُق الصّهيوني، وصمدوا عامًا ونصف العام في مُواجهة عدو لا يعرف الإنسانيّة ولا يُؤمن إلّا بالقتل والتّجويع، هؤلاء لن يركعوا، ولن يتنازلوا عن سِلاحهم، مهما تعاظمت الخسائر، فكُلّما كبرت الشّهادة كبر مفعولها.. والأيّام بيننا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد