الذكاء الاصطناعي يحدث تحولاً في العلاقات الرومانسية
السوسنة- يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً سريعاً في طرق تواصلنا، بما في ذلك في مجال العلاقات الرومانسية. حيث تزايد الاهتمام بعشاق الذكاء الاصطناعي، وهم برامج حاسوبية تهدف إلى محاكاة العلاقات العاطفية، بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
وقد بلغت قيمة السوق العالمية للعلاقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي 2.8 مليار دولار أميركي في 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 9.5 مليار دولار أميركي بحلول عام 2028. كما شهدت عمليات البحث على «غوغل» عن مصطلحات مثل «صديقة الذكاء الاصطناعي» ارتفاعاً بنسبة 2400% بين عامي 2022 و2024.
وبحسب موقع «سايكولوجي توداي»، تضم منصات مثل «Character AI» ملايين المستخدمين شهرياً، ويمثل الرجال غالبية هذه التفاعلات. ومع تدفق أموال الإعلانات على هذه الصناعة، من الواضح أن العلاقات الافتراضية أصبحت خياراً شائعاً لكثيرين.
فبينما يَعِدُنا هؤلاء الرفاق الرقميون بصحبةٍ خاليةٍ من الصراعات، وألفةٍ خاليةٍ من الضعف، يعدّ ذلك مقلقاً جداً فيما يخص ما يعنيه ذلك لمستقبل التواصل البشري، وما إذا كنا مستعدين للتنازلات التي يتطلبونها.
الدافع
لآلاف السنين، دفعنا السعي وراء شركاء رومانسيين إلى تطوير أنفسنا، لنصبح أكثر ثقةً، وتعاطفاً، وإنجازاً لجذب شريك. هذا الدافع التطوري لزيادة «قيمة شريكنا» لم يُشكِّل الأفراد فحسب، بل المجتمعات كلها.
لكن، يغير عشاق الذكاء الاصطناعي هذه الديناميكية بتقديمهم رفقةً دون الحاجة إلى جهدٍ أو تطويرٍ للذات.
توقعاتٌ غير واقعية للعلاقات الإنسانية
صُمِّم عشاق الذكاء الاصطناعي ليكونوا شركاءً مثاليين: صبورين بلا حدود،و داعمين تماماً، ومُصمَّمين خصيصاً لتلبية جميع احتياجاتك. مع أن هذا قد يبدو جذاباً، فإنه يضع معايير عالية جداً للعلاقات الواقعية. فالشركاء البشريون غير كاملين، ولديهم احتياجاتهم ومشاعرهم وحدودهم الخاصة.
تآكل التعاطف
العلاقات الرومانسية من أقوى ركائز التعاطف في الحياة، فالضعف المشترك يُساعدنا على التواصل ليس مع شركائنا فقط، بل مع الآخرين في العالم من حولنا.
ولا يستطيع مُحبو الذكاء الاصطناعي تقليد هذه التجربة تماماً لافتقارهم إلى المشاعر الحقيقية أو التجارب المُعاشة. ومع ذلك، تُبرمج روبوتات الدردشة بشكل متزايد لمحاكاة تحديات الحياة بشكل مُقنع، فقد «تُخبرك» عن يومها الصعب أو «مُعاناتها». وفي حين أن هذا قد يُثير تعاطف المستخدمين، إلا أننا لا نعرف بعد ما إذا كان هذا التعاطف سينتقل إلى الأشخاص الحقيقيين. إذا أصبحت قدرتنا على التعاطف مُوجهة نحو الآلات بدلاً من البشر، فأي نوع من المُجتمع سنُنشئ؟
العلاقات الافتراضية لا تتطلب نمواً عاطفياً
العلاقات الإنسانية تحتاج لمجهود، وهذا يجعلها قيّمة للغاية. إنها تتطلب منا تطوير مهارات عاطفية أساسية مثل التنازل والصبر واحترام وجهات النظر الأخرى. هذه المهارات لا تُساعدنا على إدارة العلاقات العاطفية فقط؛ بل هي ضرورية للتواصل في العائلات وأماكن العمل والمجتمعات.
وعلى الصعيد الآخر، لا يُطالب مُحبو الذكاء الاصطناعي بأي من هذا منا. لقد صُممت لتتكيف تماماً مع احتياجاتنا وتفضيلاتنا، ما يعني أنه لا داعي لمراعاة وجهة نظرهم. مع مرور الوقت، قد يُضعف هذا قدرتنا أو رغبتنا في الانخراط في الأخذ والعطاء الذي تتطلبه العلاقات الإنسانية.
أهمية اللمسة الإنسانية
أحد الأمور التي لا يستطيع عشاق الذكاء الاصطناعي توفيرها هو التلامس الجسدي. وقد أظهرت الأبحاث أن التلامس الجسدي يُفرز هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الترابط)، ويُقلل من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ويُعزز الشعور بالأمان والراحة.
الآثار على الصحة النفسية
لقد حسّنت التكنولوجيا حياتنا بطرق عديدة، لكنها لم تُثبت بعد أنها مفيدة لصحتنا النفسية. لا يزال التأثير النفسي لعشاق الذكاء الاصطناعي مجالاً بحثياً ناشئاً، إلا أن النتائج الأولية تشير إلى مخاطر محتملة، بما في ذلك زيادة العزلة الاجتماعية، والاعتماد العاطفي، ومعايير العلاقات غير الواقعية. وتتوافق هذه المخاوف مع أبحاث أوسع نطاقاً حول تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية. فقد ربطت الدراسات التفاعل المفرط مع المنصات الرقمية بالاكتئاب والقلق وانخفاض تقدير الذات. وبالنظر إلى مدى شمولية رفقاء الذكاء الاصطناعي، تبدو هذه المخاطر معقولة جداً.
اقرأ المزيد عن:
التسعيرة الثانية .. انخفاض أسعار الذهب محلياً
انطلاق فعاليات الأيام العلمية الدولية في الجامعة الأردنية
موعد انحسار الأجواء المغبرة عن شمال ووسط المملكة
مهم بشأن تأجيل دفتر خدمة العلم
الحسين إربد يشعل الدوري بالتعادل أمام الجزيرة
إعدام فلسطينية وتدمير منازل في الضفة الغربية
رحيل الفنانة رناد ثلجي بعد صراع طويل مع المرض
القانون يلاحق سعد الصغير في قضية جديدة
اتفاق إسرائيلي أمريكي لمنع البرنامج النووي الإيراني
اغتصاب طفلة في مستشفى حكومي .. واقعة تصدم المغاربة
ماذا بعد تغيير واشنطن الوضع القانوني لبعثة سوريا في الأمم المتحدة؟
إردوغان: الهجمات الإسرائيلية في غزة جرائم حرب
بينها الأردن .. السعودية تقيّد إصدار التأشيرات لـ14 دولة
محل أحذية في مادبا:أسعارنا أرخص من إيدي كوهين
طاهر المصري يخرج عن صمته ويطلق نداءً مدوياً وغير مسبوقٍ
فيصل القاسم: الأسد كان محقًا وتصريحه صائب ..
تصدرت الأخبار .. من هي ابتهال أبو سعد وماذا فعلت .. فيديو
بسبب الاشتعال المفاجئ .. تحذير لأصحاب سيارات فورد
10 محطات شحن كهربائي مجاناً في عمّان .. أسماء
توضيح بشأن الفاقد الكهربائي بسبب السرقة
الأردن .. عطاء لحفر 80 بئر غاز في حقل الريشة
الحالة الجوية المتوقعة للأيام الثلاثة القادمة
موجة خماسينية تضرب المملكة بهذا الموعد .. تفاصيل