النزاع الأخير

mainThumb

06-04-2025 11:50 AM

الموقف العربي الرسمي، تتنازعه قوتان، وهو مرهون بخياراتها، والنزاع بين القوتين وصل الآن إلى اللحظة الحرجة، في إدارة الصراع، سواء في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط، وخاصة (عقدة المنشار) في هذا الصراع وهي المقاومة في غزة..
والسؤال الذي يُطرح، هل أميركا ورجالاتها في المنطقة تستطيع الحسم السريع للصراع، وإنهاء المقاومة في غزة واليمن، بعد تراجع المقاومة في لبنان والعراق؟ أم أن المنافس لأميركا استوعب الصدمة وبدأ يلملم أوراقه ويتحرك فيما بقي له من أوراق؟.

طبعا الإجابة عن هذا السؤال تتطلب قراءة وتتبع تحركات الطرف الآخر من معادلة الصراع، وخاصة في دولة الاحتلال نفسها، فهي أيضاً يتنازعها التياران ذاتهما، فالمعارضة في دولة الاحتلال تضغط على النتن لإفشال المشروع الأميركي في غزة المُضِر بالطرف الآخر (الاتحاد الأوروبي) الذي تحاول أميركا تجريده من كل مكاسبه التي حصل عليها طوال تاريخه الاستعماري،
هذا النزاع بين القوى الاستعمارية سيوصل الكيان إلى مرحلة النزاع، جراء شدة التصادم ومحاولة أميركا الحسم وإنهاء الوجود الاستعماري الغربي في بلاد العرب، وبما أن الكيان هو القاعدة المتقدمة لكليهما فسيخسر على كل حال، إن حسمت أميركا الأمر، أو تراجعت وتقدم منافسها، أو بقي الحال على ما كان عليه.

لذلك الكيان الآن في حالة رعب ويتصرف بوحشية، ويحاول أن يصل مع أميركا إلى التغيير المطلوب في المنطقة وهو تحييد القوى الغربية وتفرد أميركا في المنطقة، وبالتالي تؤمر الكيان على العربان وتكون كمن استرعى الذئب على الغنم!! لكن هناك احتمال يصل إلى الخمسين في المئة أن لا تستطيع اميركا تنفيذ مخططها.. فهو يتعثر إلى الآن بسبب المقاومة في غزة واليمن، وكذلك تحركات أميركا وحليفتها النزقة في وسط عربي شديد الدقة وما زالت أميركا تجهله!! أما إذا فشل وهو مرشح لذلك، فسيدخل الكيان في (النزاع الأخير) والأسباب الكل يعرفها، تتعلق بطبيعة الكيان ومبررات وجوده..
اذا جاءت خطط ترمب الاقتصادية والعسكرية، بعكس ما كان يؤمل داخليا وخارجياً، فإن الكيان هو أول المتضررين، ولن تستطيع أميركا حمايته، وكذلك لن تضمه أوروبا في حضنها وتداوي جراحه وتعيدة إلى سريره لينام بهدوء، بعد البعثرة التي تسبب بها، ليتمكن من بلاد العرب المستباحة لكل طامع..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد