الألغام في العراق تغطي مساحة 300 ألف ملعب كرة قدم

mainThumb
تعبيرية

04-04-2025 03:37 PM

وكالات - السوسنة

كشفت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، الجمعة، عن امتداد الألغام الأرضية والمخلفات الحربية المتفجرة على مساحة تقدر بـ2,100 كيلومتر مربع، أي ما يعادل نحو 300,000 ملعب كرة قدم، مشيرة إلى أنها لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا لحياة المدنيين وتعرقل عودة النازحين واستخدام الأراضي الزراعية وتعيق جهود إعادة الإعمار.

وأفاد بيان صادر عن البعثة بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالألغام، أن هذه المخلفات المميتة تواصل التسبب في سقوط ضحايا، حيث تم تسجيل مقتل وإصابة 78 شخصًا بين عامي 2023 و2024، وكان من بينهم ثلاثة طلاب لقوا حتفهم مطلع عام 2025 إثر انفجار في قضاء أبي الخصيب بمحافظة البصرة.

وأوضح البيان أن الأطفال من أكثر الفئات عرضة لهذه المخاطر، مستشهدًا بحالة الطفل حسين من محافظة الديوانية، الذي أصيب عام 2021 أثناء لعبه مع أصدقائه بمخلف حربي انفجر، ما أدى إلى فقدانه ساقه فوق الركبة.

كما سلط البيان الضوء على قصة سندس من محافظة نينوى، التي فقدت ساقيها خلال محاولتها الفرار مع عائلتها أثناء النزاع بين عامي 2014 و2017، بعد أن داست على لغم أرضي، مما غيّر مجرى حياتها بالكامل.

وأكدت اللجنة أن الحرب تترك وراءها إرثًا مميتًا يستمر لعقود، حيث لا يقتصر الخطر على المدنيين فحسب، بل يشمل أيضًا فرق إزالة الألغام الذين يواجهون تهديدًا يوميًا خلال تنفيذ مهامهم. وفي هذا السياق، تحدثت نورا مراد، وهي مختصة بإزالة الألغام في قضاء سنجار، عن الصعوبات اليومية التي تواجهها قائلة: "الوضع ليس سهلًا. ابنتي تبكي كلما غادرت للعمل، لكننا نشعر بالفخر عندما نُحول أرضًا ملوثة إلى مدرسة أو مزرعة".

وأشار البيان إلى أن اللجنة كثّفت جهودها في مجال التوعية، حيث استفاد حوالي 6,000 شخص من جلسات ميدانية نظمت خلال عام 2024 في المناطق المتضررة. كما تم التبرع بـ2,440 قطعة من المعدات والمواد الخاصة بإزالة الألغام للجهات الوطنية المختصة ومديريات الدفاع المدني لدعم عمليات إزالة هذه المخاطر.

وتواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقديم الدعم لضحايا الألغام والمخلفات الحربية والعمل مع السلطات المحلية لتعزيز القوانين الوطنية الخاصة بحظر الألغام المضادة للأفراد والذخائر العنقودية، بما يتماشى مع الالتزامات الدولية للعراق.

وفي ختام البيان، شدد رئيس بعثة اللجنة في العراق، اختيار أصلانوف، على أهمية تضافر الجهود قائلاً: "نعمل مع السلطات المحلية وجمعية الهلال الأحمر العراقي من أجل خلق بيئة أكثر أمانًا للأطفال والعائلات". وأضاف: "الطريق نحو عراق خالٍ من الألغام ما زال طويلًا، وعلينا الاستمرار في تقديم الدعم المستدام للمجتمعات المتضررة وتكثيف الجهود للقضاء على هذا الإرث القاتل الذي يعيق التعافي والتنمية" .

إقرأ المزيد :      






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد