الأحلام الجديدة: وقود التغيير وأمل الحياة
السوسنة- الحلم هو الشرارة التي تحفزنا على السعي للتغيير، وهو المحرك الداخلي الذي يدفعنا للاستيقاظ كل يوم بحافز جديد. تكمن قوة الأحلام في قدرتها على منحنا الأمل دون أن تضمن لنا شيئاً، وتعلمنا أن نؤمن بالاحتمالات رغم قسوة الواقع. الأحلام تدفعنا إلى المحاولة رغم خطر الفشل، ما يجعل تجربة مواجهة المجهول لذيذة. ففي تلك اللحظات التي نخرج فيها من منطقة الأمان، تصبح كل خطوة أكثر عمقاً ومعنى. بداية أي حلم تحمل إشراقة خاصة لأنه لم يختبر الفشل أو الخيبة بعد، لم يفقد بريقه أو يضيع في محاولات غير مكتملة. إنها فكرة نقية، لم تضعف بعد أمام تحديات الواقع.
رزان 29 عاما، تنظر للأحلام الجديدة على أنها دعوة للحياة، تقول: "هي تربطنا بالمستقبل تجعلنا نطمح إلى ما يمكن تحقيقه بدلا من الاكتفاء بالموجود"، مبينة أن هذه الأحلام رغم أنها غامضة إلا أنها تبقينا على قيد الحياة والسبب أن تمسكنا بها يولد لدينا الأمل وهذا ما يجعلنا نتحمل الألم ونكون قادرين على تجاوز الفشل وبناء أنفسنا بعد كل سقوط.
رزان تعلمت أن تصنع أحلامها من دون توقف لتظل متجددة بأفكارها.. لتستطيع أن تعيش الحياة التي تستحقها، التي تشبه كل ما تتوق إليه من قوة وسعادة.
تقول: "كل حلم جديد هو إعلان عن نسخة متجددة منا، فنحن حين نحلم لا نكتشف فقط ما نريد بل نكتشف أيضا من نحن وما الذي يمكننا أن نصبحه. إنه وعد خفي يخبرنا بأن الفرصة دائما موجودة لنكون شيئا آخر، شيئا ربما أكثر قربا إلى الحياة التي نتمنى أن نعيشها حتى لو كان الطريق إليها مجهولا ومن دون ضمانات".
حمزة هو أيضا يجد أن الحلم الجديد يشبه النجمة في السماء، ليس هناك وعا قاطع بتحقيقه، لكنه يصبح واقعا إذا امتزج بالجد والصبر. مشيرا إلى أن طبيعة الحلم تفرض عدم اليقين، وهذا ما يجعل المخاطرة أكبر، فلا يمكن لأحد أن يحصل على ضمان قبل أن يخوض في المجهول؛ لذا فالمخاطرة جزء أساسي من أي حلم والضمان الوحيد هو الإيمان العميق به.
هذا ويبين أن الأحلام لو كان لها ضمانات لفقدت قيمتها، لكن أساس الحلم يكمن في الرحلة في التحديات في الدروس التي نتعلمها على الطريق، وفي اللحظات التي نظن فيها أننا ضائعون ثم نجد أنفسنا أقوى مما كنا عليه.
يقول: "عندما نرسم لأنفسنا حلما جديدا، فإننا نرى أنفسنا بطريقة مختلفة نرى فينا إمكانات لم نكتشفها من قبل. وتبقى الأحلام الجديدة الضوء الذي يرشدنا في ظلمة الأيام ومن دونها لا معنى للحياة".
من جانبها، تبين الاختصاصية النفسية سارة ملحس، أن الخوف من الأحلام الجديدة يرتبط بعواملعدة، منها:
- الخوف من الفشل: عندما نحلم بشيء جديد، ندخل في منطقة غير مألوفة، وهذا قد يوقظ مخاوفنا القديمة، خاصة إن مررنا بتجارب خيبات أو فشل سابق.
- تهديد الاستقرار: الحلم الجديد قد يعني تغييرات جذرية في نمط حياتنا أو معتقداتنا أو علاقاتنا، وهذا يخلق توترًا نفسيًا، لأن العقل يفضل ما هو مألوف ومضمون.
تفعيل آليات الدفاع: أحيانا نفضل ألا نحلم لأننا نخشى أن نخذل، فنقنع أنفسنا أننا لا نريد شيئا أصلاً. أما كيف نحيي شعور الحلم في دواخلنا، فيكون عن طريق ما يأتي:
- الفضول الداخلي: الطفل في داخلنا هو من يحلم، وإذا استعدنا شعور الفضول، نُعيد إحياء القدرة على الحلم.
- التعرض للإلهام: كأن نقرأ، أو نسمع قصصًا ملهمة، أو نحاور أشخاصًا يعيشون أحلامهم، فهذا ينشط الخيال ويمنحنا شعورا بإمكانية التغيير.
- الاستماع للذات: غالبًا ما تأتي الأحلام في لحظات الصمت أو التأمل، عندما نُصغي لصوتنا الداخلي بلا ضجيج. وأحيانًا ننظر للأحلام كطوق نجاة لأننا في لحظات الانكسار أو التيه نحتاج معنىً نتمسك به. وتكمل الاختصاصية ملحس بقولها: "الحلم يعطينا اتجاهاً، وسببًا لننهض من جديد. وفي علم النفس، يرتبط هذا بالشعور بـ"الوكالة الذاتية" (Self-agency)، أي الشعور بأن لدينا قدرة على التأثير في مجرى حياتنا، وهو عنصر جوهري في مقاومة الاكتئاب والركود النفسي".
وأوضحت، من الناحية الواقعية، تكون الأحلام الجديدة خيارا، فيمكننا أن نختار أن نحلم أو لا. لكن من الناحية الوجودية والنفسية: الحلم ليس خيارًا بقدر ما هو تعبير عن الحياة بداخلنا. الحلم هو الطريقة التي يعبر بها العقل الباطن عن توقه للنمو والتجدد. فيغير الحلم فينا ويبقينا أحياء عن طريق الأمل والحافز فالحلم يخلق دافعًا للتحرك، يعطينا غاية، ما يجعل الحياة مليئة بالمعنى.
وكذلك عن طريق التجدد النفسي، وفق ملحس، لأن الحلم يوقظ مناطق خاملة فينا، يفتح أبوابًا للتجربة، للتطور، وللإبداع. وايضًا الاتصال بالذات، فعندما نحلم، نقترب أكثر من "نسختنا الحقيقية"، فنشعر بأننا نعيش لا فقط ننجو. في النهاية، الأحلام ليست رفاهية، بل هي جوهر الإنسان، وإحدى أكثر الطرق صدقًا لنقول إننا ما نزال على قيد الأمل.
وبدورها تقول خبيرة علم الاجتماع الدكتورة فاديا إبراهيم: "إن بعض الأحلام جزء من هوية الإنسان محفورة في كيانه وهويته وشعوره بالذات، لذلك بمجرد أن يتلاشى الحلم قد يبدأ الشخص بالخوف من المستقبل أو المجهول، وقد يشعر بالقلق أو الاكتئاب العميق عند عدم قدرته على الحلم بالشيء الذي كان يحبه، ولكن إعادة بناء أحلام جديدة للحياة، من الأمور التي يجب على كل شخص محاولة القيام بها رغم صعوبتها".
وتضيف الخبيرة إبراهيم، في المراجع الطبية الحديثة في علم النفس يصنف التوقف عن الأحلام ضمن باب فقدان الشغف وعلى أنه مرض نفسي تحت مسمى اللامبالاة، ومن الناحية الطبية يعد مرض اللامبالاة نقصا في النشاط الموجه نحو هدف ما، كما يظهر على أنه نقص في الاهتمام والتعبير العاطفي، لذلك نتوقف عن صناعة أحلام جديدة لنا.
وتتابع: "قد نتوقف عن الحلم نتيجة المرور بصدمة نفسية، أو التعرض لضغوط في المنزل والعمل أدت لانسحاب شديد أو نتيجة اضطرابات المزاج واضطراب ما بعد الصدمة قد تؤدي إلى فقدان الشغف". إذا شعرنا بأننا قد فقدنا القدرة على رسم أحلام جديدة لحياتنا ولا قيمة بعد الآن لأي حلم جديد، فيجب علينا أن نعلم بأننا مخطئون، ففقدان القدرة على الحلم يمكن أن يكون حدثًا عابرًا في حياتك، وهو أمر طبيعي في حياة كل إنسان.
ويمكننا أن نحاول صناعة أحلام جديدة للحياة التي نعيشها فلم يفت الأوان بعد. تقول إبراهيم: "إن إحياء الأحلام الجديدة في دواخلنا هو باختصار القوة الدافعة التي توصلنا إلى غايتنا، والمفتاح الأساسي لتحقيق النجاح في جميع المجالات. سواء أكان ذلك رفع قدراتنا الذهنية أو البدء بممارسة هواية جديدة أو غيرها".
وتبين إبراهيم، حينما نكسب مهارة رسم الأحلام بشكل صحيح، فإننا قد اكتسبنا مهارة صنع المستقبل، لأنها ستتيح لنا توسيع مداركنا وتحفيز أنفسنا للتغير على نحو لم يسبق لنا تخيله. فبناء الأحلام بشكل مستمر يضمن لنا تحقيق نجاحات صغيرة، تلعب دورا مهما للغاية في تحقيق النجاحات والإنجازات الكبيرة، ويضمن لنا التطور المستمر، وهذا بالضبط ما نحتاجه للشعور بالسعادة والرضا التام عن أنفسنا.
وتختم بقولها: "تحديد الأحلام وتجديدها أمر مهم وضروري في حياتنا، لأننا من دون أهداف وأحلام لن يدفعنا شيء لمواجهة الخسائر والعثرات في حياتنا، ولن نضطر إلى تحسين وتطوير مهاراتنا في الحياة، كذلك لن يدفعنا شيء للتعلم والتغيير من أنفسنا، إذا لم تكن لدينا نظرة مستقبلية وأحلام نسعى إليها، فما فائدة وجودنا".
اقرأ المزيد عن:
عوني الداود نائباً لنقيب الصحفيين .. صور
ألغى حفل زفافه بسبب أغنية ذكّرته بطليقته
مقتل الجنرال موسكاليك بانفجار سيارة قرب موسكو
الملك يغادر أرض الوطن للمشاركة بمراسم جنازة البابا السبت
طارق المومني نقيباً للصحفيين الأردنيين .. صور وفيديو
خبر زواج الفنانة ريم مصطفى من اللاعب محمد صلاح يضج المواقع
أكثر من 5 آلاف مشارك في انطلاقة أردننا جنة بنسخته الجديدة
الكنائس الكاثوليكيّة في الأردن تصلي لراحة نفس البابا فرنسيس
إغلاق صناديق الاقتراع بانتخابات الصحفيين وبدء عملية الفرز
أبو عبيدة: مجاهدونا ينفذون معجزات عسكرية
الذكرى الحادية والثلاثون لوفاة الملكة زين الشرف غداً
مهم للأردنيين: ارتدوا المعاطف الليلة
حجز حساب بنكي لمواطن بسبب عدم استكمال إقراره الضريبي
موعد استكشاف النفط والغاز في الأردن
مصادر حكومية: الأردن أكبر من الرد على بيانات فصائل فلسطينية
ترقيات في وزارة التربية والتعليم .. أسماء
التربية تحذر المتقدمين للإعلان المفتوح .. تفاصيل
ارتفاع أسعار القهوة .. مقاطعة وتهديدات بالطلاق .. فيديو
حالة الطقس في الأردن حتى الثلاثاء
الليمون يسجل أعلى سعر بالسوق المركزي اليوم
فنان أردني يناشد:أنا مهدد بإخلاء السكن والسجن
تركيا:شاب ووالدة خطيبته في علاقة صادمة
الأردن .. حالة الطقس من الخميس إلى الأحد