حزن غزة تخيم على العيد في مصر

mainThumb
صورة تعبيرية

01-04-2025 09:23 PM

السوسنة- هيمنت تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة على أجواء عيد الفطر في مصر، وسط تصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب. ففي الوقت الذي طالب فيه الاحتلال مصر بتفكيك البنية التحتية التي أنشأها الجيش المصري في سيناء خلال السنوات الماضية، شهدت البلاد مظاهرات نظمتها أحزاب موالية عقب صلاة العيد، رفضاً لتهجير الفلسطينيين، ودعماً لموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه القضية الفلسطينية.

 

طلب إسرائيلي

وكشف مسؤول أمني إسرائيلي عن تقديم تل أبيب طلباً إلى القاهرة يتعلق بالجيش المصري. وبيّن أن إسرائيل طلبت من مصر وأمريكا تفكيك البنية التحتية العسكرية للجيش المصري في سيناء، وفق ما نقلت صحيفة «إسرائيل هيوم». كما وصف الإجراءات المصرية، بأنها انتهاك جسيم للملحق الأمني لاتفاق السلام بين البلدين.
وأكد أن تلك المسألة تحظى بأولوية قصوى على طاولة وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مشدداً على أن تل أبيب «لن تقبل بهذا الوضع» في إشارة إلى الوجود العسكري المصري المتزايد في سيناء.
وزعم بأن المشكلة لا تقتصر على دخول قوات عسكرية مصرية إلى سيناء بما يتجاوز الحصص المتفق عليها وفق الملحق العسكري لاتفاقية كامب ديفيد، وإنما تكمن في تعزيز البنية العسكرية المصرية بشكل مستمر، وهو ما تعتبره إسرائيل خطوة غير قابلة للتراجع بسهولة» على حد وصفه.
وكانت مصادر إسرائيلية أفادت سابقاً بأن كاتس أجرى مناقشات رفيعة المستوى حول ما وصفها بالخروقات المصرية للملحق العسكري لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل.
وشهدت الحدود المصرية خلال الأشهر الماضية، المزيد من التعزيزات العسكرية، عقب تنامي الحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الدول المجاورة. وخلال السنوات الماضية دفع الجيش المصري بتعزيزات عسكرية إلى سيناء.
ومصر، كانت وقعت مع إسرائيل في 26 مارس/ آذار 1979، معاهدة سلام، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، تضمنت أبرز بنودها وقف حالة الحرب، وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء، مع إبقاء المنطقة منزوعة السلاح.

كامب ديفيد

وأثار الطلب الإسرائيلي ردود فعل واسعة، وكتب رئيس حزب «الدستور» السابق علاء الخيام: «ننتظر من المسؤولين أن يردوا بشكل قاطع على هذا الطلب مؤكدين أن مصر لن تقبل بأي انتقاص من سيادتها الوطنية».
وطالب بـ«إلغاء اتفاقية كامب ديفيد بكافة بنودها، واستعادة السيادة الكاملة على كل شبر من أرضنا المقدسة في سيناء، بما في ذلك أم الرشراش المحتلة».
وأضاف: «لن نسمح باستمرار القيود التي فرضتها هذه الاتفاقية على قواتنا المسلحة في أرضنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام محاولات العدو الصهيوني فرض هيمنته أو تهديد أمننا القومي. مصر حرة، وأرضها مقدسة، ولن يقرر مصيرها إلا أبناؤها».

انتهاك للسيادة

وأعربت نقابة الصحافيين المصريين عن إدانتها واستنكارها للتصريحات الصادرة عن المسؤولين الصهاينة، حول سيناء. ووصفت في بيان التصريحات التي تطالب بتفكيك البنية التحتية للجيش في سيناء بالاستفزازية، وقالت إنها تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة المصرية وحق مصر الكامل والسيادي في تعزيز وجودها العسكري والدفاعي في كامل ترابها الوطني.
وزادت: هذه التصريحات محاولة بائسة لتحويل الأنظار عن الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، وخاصة في مدينة رفح.
وأدانت، الدعوات الصهيونية الأخيرة لإخلاء رفح قسرًا، وعودة دعوات التهجير القسري لسكان غزة التي تمثل استمراراً للعدوان الوحشي وتجرم المدنيين العزل تحت مزاعم كاذبة.
وشددت على أن هذه التصريحات والممارسات ليست سوى غطاء يحاول قادة الكيان الصهيوني من خلاله إخفاء فظائع جيش الاحتلال في غزة، وإفشال أي مساع لوقف إطلاق النار أو إيجاد حلول عادلة. وأكدت أن ما يحدث في غزة ليس حرباً مشروعة، بل إبادة ممنهجة بحق شعب أعزل، تستدعي تحركا عربيا ودوليا فوريا لوقف المجازر ومحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب. وجددت رفضها المطلق لمخططات التهجير، وحملت المجتمع الدولي، ولاسيما الولايات المتحدة وأوروبا، مسؤولية التواطؤ المخزي مع هذه الجرائم عبر الدعم السياسي والعسكري المستمر للكيان الصهيوني.
كما شددت على رفضها للصمت العربي المخزي، أمام ما يجري من فظائع من قبل جيش الاحتلال الصهيوني واستمرار مجازره بحق الشعب الفلسطيني والتي تمثل واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي في التاريخ الحديث.
وأعلنت تأييدها الكامل لكل خطوات مؤسسات الدولة المصرية في فرض سيادتها الوطنية على كامل حدودها في سيناء، والذي يأتي في إطار تمسكها المعلن برفض مخططات التهجير.
وطالبت بمراجعة شاملة وتجميد فوري لاتفاقية كامب ديفيد ردا على التصريحات المستفزة الأخيرة والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ومحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
كما طالبت بفتح كافة المعابر أمام المساعدات الإنسانية فورا ووقف الحصار الجائر، وحماية الصحافيين الفلسطينيين الذين يدفعون الثمن من دمائهم أثناء نقل الحقيقة، ومحاسبة إسرائيل على استهدافهم المتعمد والذي أدى لاستشهاد 206 زملاء بخلاف عشرات المصابين.
وحذرت النقابة من استمرار هذه الجرائم، مطالبة كل المؤسسات الإعلامية والحقوقية بفضح الممارسات الصهيونية وكشف زيف الرواية الإسرائيلية، ودعت إلى تحرك عاجل من مجلس الأمن والأمم المتحدة لفرض عقوبات دولية على إسرائيل، وإنهاء الصمت الدولي المشين الذي يشكل تواطؤًا يُغذي استمرار العدوان.
وختمت النقابة بيانها: آن الأوان لمواجهة هذا العار التاريخي، فالشعب الفلسطيني لن يُهجَّر، والدم لن يُهدر دون حساب! ولن نسمح بتمرير جرائم الحرب تحت سمع العالم وبصره.
وحددت اتفاقية كامب ديفيد، وجود القوات العسكرية في سيناء، وقسمت شبه الجزيرة إلى 3 مناطق، الأولى، بجوار قناة السويس، مسموح فيها بتواجد 22 ألف جندي مصري و230 دبابة، والمنطقة ب وعرضها 109 كيلومترات ومسموح فيها بـ 4 آلاف عسكري حرس حدود فقط، والمنطقة ج، عرضها 33 كيلومتراً بجوار فلسطين، وغير مسموح فيها إلا بقوات الشرطة فقط، بالإضافة إلى بعض القوات المصرية التي سمحت بها إسرائيل لمكافحة الإرهاب، في المقابل تنص الاتفاقية على شريط حدودي من الجانب الآخر عرضه 3 كيلومترات، وقيدت وجود إسرائيل العسكري بـ4 آلاف عسكري حرس حدود فقط ولا يجوز لإسرائيل وضع مدرعات في هذه المنطقة، ومحور فيلادلفيا يقع في هذا الشريط الحدودي.

وجبات ماكدونالدز

إلى ذلك، تسبب توزيع السيسي، وجبات ماكدونالدز على الأطفال من أبناء شهداء الجيش والشرطة في احتفالية عيد الفطر، في موجة من الجدل والانتقادات.
وماكدونالدز، تأتي على رأس قائمة الشركات المدرجة على قوائم مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال.
وتضمنت الاحتفالية، العديد من الفقرات الفنية قدّمها عدد من المطربين والفنانين، مثل حمادة هلال وحكيم وأحمد زاهر، كما كرّم السيسي أسر عدد من شهداء الجيش والشرطة.
وشارك أسر شهداء ومصابي العمليات الحربية والأمنية من القوات المسلحة والشرطة وكذا الأطفال من ذوي الهمم والأطفال الأيتام، الاحتفال بعيد الفطر المبارك.



اقرأ المزيد عن:






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد