أكاذيب الإعلام الصهيوغربي حول فلسطين
من أبرز الآثار التي ترتبت على معركة طوفان الأقصى، أنها نسفت كل ادعاءات الإعلام الغربي في التزام الموضوعية والحيادية والانتصار للإنسان، حيث قامت معظم وسائل الإعلام في الدول الداعمة للكيان الإسرائيلي بالترويج للرواية الصهيونية، وتعزيزها والانحياز لها، وعملت على خلق صورة ذهنية مغلوطة عن الأوضاع في فلسطين.
لكن تزول الدهشة عندما نستقرئ تاريخ الإعلام الصهيوني والإعلام الغربي المؤيد للصهيونية، في تزييف الحقائق عن الواقع الفلسطيني.
وعندما أتحدث هنا عن الإعلام الصهيوني، فلا يقتصر المعنى على الإعلام الإسرائيلي، وإنما الإعلام في الدول المؤيدة للاحتلال، التي يجمعها أيضا وصف الصهيونية. وكذلك عندما أتحدث عن الإعلام، فإنما يشمل صناعة السينما التي تعد وسيلة إعلام جماهيرية، وأداة سياسية تسيطر على عقول الشعوب، ومن هنا أدرك لينين قائد الثورة البلشفية مبكرا أهمية السينما، كأداة أيديولوجية للتأثير على الجماهير، وأنها الأكثر أهمية للقادة السياسيين.
بداية الأكاذيب التي روجها الإعلام الصهيوني، كانت مع تأسيس الصهيونية العالمية، في نهايات القرن العشرين، خلال مؤتمر بازل في سويسرا، عندما روّج المؤسس ثيودور هرتزل لأكذوبة «أرض الميعاد»، وعزّز الفكرة بصناعة أول فيلم دعائي يحمل العنوان نفسه «أرض الميعاد»، وكان الهدف هو ترسيخ فكرة الحق الإلهي لليهود في أرض فلسطين.
ومن خلال صناعة السينما التي سيطر عليها اليهود، كانت الدعاية الكاذبة لمفهوم «وطن بلا شعب لشعب بلا وطن» التي رددها أساطين الصهيونية، فخلقت هذه الدعاية واقعا وهميا في أذهان العالم، مفاده: أن فلسطين أرض الخير والثروات خالية إلا من بعض السكان البدو، وأن هناك من تنتظرهم هذه الأرض لإعمارها وهم، اليهود الأكثر تحضرا وتمدنا وتطورا واستطاعة، فنشطت السينما العالمية حول هذه الفكرة بدايات القرن العشرين، بالتوازي مع إظهار اليهود كأمة مضطهدة مظلومة مشتتة، عاشت القرون الطويلة في الشتات، وأنه آن الأوان لجمع هذا الشتات.
وعام 1903، أوفدت شركة أديسون الممولة من الوكالة اليهودية، أحد المصورين إلى فلسطين، بهدف إنتاج أفلام قصيرة، تعزز مفهوم «وطن بلا شعب لشعب بلا وطن»، فأظهرت العرب في فلسطين على أنهم مجموعات بدوية قدمت من الجزيرة، وأن عليهم العودة إليها، وبذلك أضحت السينما العالمية الأمريكية والأوروبية، رأس الحربة في توجيه الرأي العام تجاه الصراع الفلسطيني العربي/الإسرائيلي. مفهوم وطن بلا شعب لشعب بلا وطن، الذي نشطت فيه الدعاية الصهيونية تضمن أكثر من معنى مكذوب:
المعنى الأول: نفي الوجود التاريخي للفلسطينيين قبل أن يستوطنها الإسرائيليون، وهو ادعاء محض كذب، يدل عليه فشلهم الذريع بعد عقود طويلة من التنقيب عن آثار لهم في فلسطين سابقة على وجود الكنعانيين العرب، إذ الثابت تاريخيا ومن خلال الكشوفات الأثرية، أن اليبوسيين العرب (من الكنعانيين) هم أول من سكن فلسطين، في الألف الثالث قبل الميلاد، أي قبل وجود يعقوب (إسرائيل) بعدة قرون، بل قبل وجود الخليل إبراهيم نفسه. وأنا هنا لا أستدل بأقدمية السكنى لإثبات حق الفلسطينيين، وإنما أستدل بها لنفي مزاعم الحق التاريخي لليهود في فلسطين.
المعنى الثاني: زعم الصهاينة، أن فلسطين كانت خاوية من السكان الفلسطينيين إلا القليل، وهو تضليل مفضوح أيضا، فعدد السكان الفلسطينيين عام 1914 بلغ 634.633 نسمة. وفي عام 1948م وهو عام النكبة وقيام دولة إسرائيل المزعومة، كان عدد الفلسطينيين، قد بلغ 1.415 مليون نسمة، وهو عدد كبير بالنسبة لمساحة فلسطين التاريخية آنذاك، التي بلغت 27 ألف كيلومتر مربع، ما يعري هذه الدعوى الصهيونية ويكشف زيفها.
المعنى الثالث: إشارتهم إلى تخلّف سكان هذه الأرض عن ركب الحضارة وعدم استغلال هذه الأرض، وأن الإسرائيليين بعبقريتهم الفذة هم أولى بها من أولئك العرب الهمج. وهذا أيضا تدليس واضح، فقبل قيام الدولة المزعومة، كانت فلسطين تحت السيادة العثمانية، وكانت مُترعة بالمنشآت والإعمار والتنظيم الإداري والسكك الحديدية ومكاتب البريد والمدارس بمختلف مراحلها والجامعات، وما يعرف الآن بالنقابات، ونحوه، كدولة مؤسسات.
ومن أوضح الأكاذيب عن الفلسطينيين، التي روجها الإعلام الصهيوني، أنهم باعوا أرضهم لليهود بمحض إرادتهم، وبناء عليه فلا حق لهم في فلسطين. وهذه فرية عظيمة، ومع الأسف يرددها كثير من العرب، بفعل التأثير الإعلامي، بهدف التنصل من همّ القضية الفلسطينية وتسطيحها ونزعها من مركزيتها.
حجم الأراضي التي تملّكها اليهود إلى وقت انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين لم يتعد 7% من الأراضي، وسبعة أثمان هذه النسبة كان معظمها من العطايا البريطانية للصهاينة، وبعضها بيعت لهم من قِبل بعض العرب الذين كانوا يتملكون هذه الأراضي ثم سافروا، إذن لم يبع الفلسطينيون غير الثُمن من نسبة 7% منها. بعد صدور وعد بلفور البريطاني بإقامة وطن لليهود في فلسطين عام 1917، نشط الإعلام الغربي المنحاز للمسألة اليهودية، في تصوير الفلسطيني على أنه وحش لا يعير للقيم الإنسانية وزنا، وأنه يميل إلى العنف والقتل، وأن اليهود المتحضرين المظلومين هم الأولى بالهجرة إلى هذه الأرض، لجعلها صالحة للحياة، وأن ذلك بمثابة دفاع عن حقه في إقامة وطنه.
وبطبيعة الحال كان للسينما العالمية دور كبير في تعزيز هذه الصورة النمطية عن الفلسطينيين واليهود، ففي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، كانت هناك أفلام وثائقية وسينمائية تدفع بهذا الاتجاه، على سبيل المثال:
فيلم وثائقي بعنوان – «Land of Promise»عام 1935؛ أنتجه المجلس الوطني اليهودي في فلسطين، إبان الانتداب البريطاني، وهذا المجلس كان المؤسسة التنفيذية الوطنية الرئيسية للجالية اليهودية «يشوب»، المسؤولة عن التعليم والحكم المحلي والأمن والدفاع. هذا الفيلم صوّر المستوطنين اليهود على أنهم رواد، يبنون أرضا مهجورة، للترويج لفكرة أن الاستيطان اليهودي إعمار لفلسطين. وعام 1940، صدر فيلم «The Great Dictator» لشارلي شابلن، الذي تبنى مظلومية اليهود كمجتمعات مهمشة مضطهدة لهم الحق في الحياة بالوطن الأم. بشكل عام، نجح الإعلام الصهيوني والغربي المنحاز للصهيونية، في تغيير الصورة الذهنية للمجتمعات الغربية عن اليهودي، الذي ارتبط في أذهان الناس قديما بالمكر والجشع والكذب والخداع والدسائس والمؤامرات، ليغدو هو الإنسان المسالم الوديع الذي يرغب في حق الحياة شأنه شأن جميع البشر، بل وزرعت لدى الغرب عقدة الذنب تجاه اليهود، بينما أصّل الإعلام لدى شعوب الغرب صورة الفلسطيني الهمجي الدموي المغتصب للحق اليهودي، مع أنه صاحب الأرض الذي يطالب بحقه الطبيعي في أن تظل الأرض تحت سيادته.
ومنذ اندلاع الانتفاضة الأولى 1987ـ 1993، درج الإعلام الصهيوني والغربي على تصوير المقاومة على أنها إرهاب، ودأب على ترديد مصطلحات جديدة بهدف التأثير على الحالة العقلية والنفسية للجماهير، مثل: «موجة الإرهاب»، «موجة العنف»، «الهجوم الإرهابي»، «المخربون» وغيرها. عمل هذا الإعلام على نزع الحدث من سياقه، فينقل بالصوت والصورة تداعيات عمليات المقاومة، دون التعرض لخلفيته، فيتجاهل كون الأعمال التي يصفها بالإرهابية، ما هي إلا نتاج الاحتلال والإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ونتاج مشاريع الاستيطان، والانتهاكات المستمرة بحق الأقصى، وهذه تقنية إعلامية تسمى تقنية الحقيقة المبتورة والقوة التبريرية.
وتأسيسا على الرواية الإسرائيلية، تم توسيع دائرة الاشتباه للفلسطينيين، وتعبئة وشحن الجماهير الإسرائيلية باستهداف الفلسطينيين وإن لم يكن لهم علاقة بالمقاومة.
تلك بعض الإشارات في بيان تزييف الإعلام الصهيوني والغربي لواقع فلسطين قديما وحديثا، وهذا يقودنا إلى ضرورة تكثيف الجهود الإعلامية العربية والإسلامية والإعلام البديل المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي، لنقل الصورة على حقيقتها للأوضاع الفلسطينية، إلى كل شعوب العالم، واستثمار حالة التعاطف التي نشأت مع القضية الفلسطينية، للإسهام في تكوين رأي عام عالمي ضاغط على الحكومات والأنظمة للتعاطي المنصف مع القضية الفلسطينية، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية
الدَّمَرداشِية وألْبِير قٌصِيري
هام من التربية بخصوص دوام المدارس بعد رمضان
سيلفا أبطأ لاعب في الدوري الإنجليزي حسب أوبتا
ألمانيا تُقر ترحيل 4 مقيمين بسبب احتجاجات لفلسطين
الحوثيون يستهدفون حاملة الطائرات ترومان بصواريخ مجنحة .. فيديو
ياسمينا العلواني تعلن ارتداء الحجاب وتودع الفن
بالكوفية الفلسطينية .. نواب موريتانيون يتظاهرون ضد الإبادة بغزة
إصابات وسرقات تطال مشجعي الترجي التونسي
عالم فلك أردني يحسم الجدل حول رؤية الهلال وتحديد موعد العيد
هل دفعت السعودية 1.6 مليار ريال كفارة عن إفطار خاطئ
غرامة تصل إلى 500 دينار لمرتكبي هذه المخالفة .. تحذير رسمي
مواعيد صلاة العيد في مدن ألمانيا الكبرى
جريمة قتل تهزّ القويسمة عشية العيد: مقتل شاب وإصابة 3
جريمة قتل مروعة تهزّ الشونة الجنوبية في رمضان
الفوسفات تكسب قضية وتفوز برد دعوى بـ50 مليون
فلكي سعودي : رؤية هلال شوال تتحقق مساء السبت .. وعيد الفطر الأحد
الأمن يكشف تفاصيل جديدة في جريمة القويسمة
عودة الأمطار والرعد والغبار .. تفاصيل حالة الطقس
الكشف عن صفقة بملياري دولار لقادة حماس