عيد غزة: أكفان الأطفال بدلاً من الملابس الجديدة

mainThumb
غزة

30-03-2025 04:50 PM

وكالات - السوسنة

في أجواء مرعبة، احتفلت غزة بعيد الفطر، لكن بعيدًا عن الأجواء المعتادة من ملابس جديدة وزيارات الأهل، وجد الأطفال والنساء والرجال أنفسهم في أكفان بيضاء بدلًا من ملابس العيد، وذلك بعد أن استشهدوا في هجمات إسرائيلية. في الوقت الذي كان فيه من المفترض أن يفرح السكان مع اقتراب العيد، عاشت المدينة حالة من الترقب والخوف، وخاصة مع استمرار الهجمات والعدوان الإسرائيلي على القطاع.

بدلاً من أصوات تكبيرات العيد التي كانت تملأ المساجد منذ ساعات الفجر، كانت أصوات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي هي الطاغية على أجواء العيد، حيث استهدفت الغارات مناطق عدة من قطاع غزة، مخلفة وراءها ضحايا من بينهم أطفال. من ضمن هؤلاء الأطفال، سقطت شقيقتان في غارة على خيمة نازحين غرب مدينة خانيونس، حيث تم تداول صور لهما وهما يرتديان ملابس جديدة، وقد تلطخت بالدماء.

ومع تزايد القصف، اضطر الكثير من المواطنين لعدم الخروج من منازلهم، خشية تجدد الهجمات الإسرائيلية التي رفضت التهدئة. هذا هو العيد الثالث على التوالي لعائلة محمد نعيم في خيمة نزوح، ولكن هذه المرة في مدينة غزة، بعد أن نزحوا في الأعياد السابقة إلى مناطق أخرى.

في ظل الأوضاع الصعبة التي يعانيها القطاع، ركز رب الأسرة محمد نعيم على تأمين الطعام لعائلته بدلًا من شراء ملابس جديدة للأطفال. وفيما يواصل الاحتلال تصعيد عدوانه، لا يزال مصير العائلات الغزية مجهولًا، ويعيش الجميع في حالة من القلق والترقب.

بدلاً من الاحتفال في المنتزهات، تحولت العديد من المناطق الترفيهية في غزة إلى أماكن لإيواء النازحين. إحدى هذه الأماكن هي ساحة الجندي المجهول غرب المدينة، التي كانت ملاذًا للأطفال للعب في أيام العيد، لكنها أصبحت الآن ملاذا للعائلات النازحة.

فيما عبر العديد من سكان القطاع عن مخاوفهم من المستقبل، مثل إبراهيم قاسم، الذي قال إنه لا يستطيع زيارة أقاربه بسبب القصف المستمر، مشيرًا إلى أن الأجواء في غزة لا توفر الأمن والراحة في ظل الطائرات الحربية التي تحلق فوقهم باستمرار.

أكثر من 200 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح من منازلهم في الشمال بسبب الهجمات الإسرائيلية، فيما تتزايد أعداد النازحين مع استمرار الحملة العسكرية. ومن جانبه، حذر برنامج الأغذية العالمي من خطر المجاعة وسوء التغذية الذي يهدد سكان غزة بسبب الحصار المتواصل.

وفي هذا العيد، تتضاءل آمال الغزيين في الفرح، في ظل ظروف حياتية قاسية تزداد سوءًا مع استمرار القصف والتهجير .  

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد