تحقيق بريطاني يكشف تعذيبًا وحشيًا للأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال

mainThumb
غزة

30-03-2025 02:26 PM

وكالات - السوسنة

كشف تحقيق أجرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن مستوى غير مسبوق من العنف والتعذيب الذي تمارسه سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين.

وأورد التحقيق تفاصيل صادمة عن تعرض الأسرى لاعتداءات جسدية وحشية، شملت الركل والضرب بمسدسات الصعق الكهربائي وأدوات حادة، إضافة إلى الاعتداءات الجنسية.

وأشارت الصحيفة إلى حالة أسير تعرض لطعنات عميقة في الأرداف ومناطق حساسة، ما أدى إلى إصابته بثقب في الرئة وكسور في الأضلاع وتمزق في المستقيم، ما استدعى تدخلاً جراحياً عاجلاً.

وأكد التحقيق أن العنف الجنسي والاعتداءات القائمة على النوع الاجتماعي تمت إما بأوامر مباشرة أو بتشجيع ضمني من القيادات العسكرية والمدنية الإسرائيلية، في حين رفضت إسرائيل التعاون مع الأمم المتحدة بشأن هذه الانتهاكات، متهمة معدّي التقرير بالتحيز.

ووثّقت الصحيفة شهادات لأسرى تحدثوا عن التعذيب الوحشي، الذي شمل الحرمان من النوم، والإيذاء الجسدي الشديد، وسوء المعاملة الطبية. كما كشفت تقارير تشريح جثث بعض الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا أثناء الاحتجاز عن استخدام مفرط للقيود وآثار اعتداءات عنيفة أدت إلى نزيف داخلي وإصابات قاتلة.

ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء الإسرائيليين، الذي أشرف على تشريح العديد من جثث المعتقلين، أن الإصابات المسجلة تمثل "مجرد غيض من فيض"، مشيراً إلى أن بعض الأسرى كانوا يعانون من كدمات، وكسور في الأضلاع، ونزيف داخلي، ما يدل على تعرضهم لصدمات عنيفة أثناء احتجازهم.

كما تطرّق التحقيق إلى الانتهاكات التي حدثت في معتقلي "سديه تيمان" و"عوفر"، حيث أدلى حارس إسرائيلي بشهادة مسربة تؤكد استخدام العنف الممنهج ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الجنود كانوا يبحثون عن فرص لتعذيب الأسرى.

ووصفت الصحيفة وسائل التعذيب المستخدمة، بما في ذلك تشغيل الموسيقى الصاخبة بشكل مستمر في غرف احتجاز تُعرف باسم "الديسكو"، لإضعاف المعتقلين نفسياً قبل التحقيق، حيث أكد معتقلون تعرضهم لهذا الأسلوب لفترات طويلة، ما أدى إلى انهيارهم جسدياً ونفسياً.

كما وثّق التقرير استهداف الاحتلال للعاملين في القطاع الصحي في غزة، حيث اعتُقل نحو 250 من الأطباء والممرضين والمسعفين، لا يزال أكثر من 180 منهم رهن الاعتقال. ومن بين الشهداء الدكتور عدنان البرش، جراح العظام المعروف، الذي استشهد في سجن عوفر، والدكتور إياد الرنتيسي، رئيس قسم النساء والتوليد في مستشفى كمال عدوان، الذي استشهد في نوفمبر 2023، ولم تعلن الصحف الإسرائيلية عن استشهاده حتى يونيو 2024.

ووفقًا لناجي عباس، مدير قسم الأسرى في منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في إسرائيل، فقد استشهد نحو 70 معتقلاً فلسطينياً في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر الماضي، وسط انتهاكات متزايدة وغياب أي مساءلة دولية .  

إقرأ المزيد : 






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد