القدس و جراح غزة

mainThumb

30-03-2025 02:02 AM

في يوم القدس العالمي يقف العالم الإسلامي أمام مفترق طرق في خضم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على القدس والمسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم و أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ونية الاحتلال الإسرائيلي تهويد مدينة السلام وجعلها عاصمة لدولته المزعومة، وإذ تهفو قلوب وأفئدة المسلمين في شهر رمضان المبارك ونحن على أعتاب انقضائه، نهاية حرب مجنونة تشنها حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة على قطاع غزة في أطول حرب خاضها جيشه المهزوم، وفي حرب مسعورة لم تبق حجراً على حجر في قطاع غزة المكلومة، يدعوا المسلمون ليعم السلام والأمن ربوع غزة، وحث حكوماتها على اتخاذ خطوات جادة تجاه حرب الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق أهل غزة الأبرياء.
ومع زخم المظاهرات للعديد من المسلمين وفي شتى بقاع العالم نصرة للقدس والمسجد الأقصى، ودعوة المجتمع الدولي إلى وقف نزيف الدم الذي يجري في غزة، يتغطرس المحتل الصهيوني بقوته مدعوما من أقوى قوة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية، يقصف الآمنين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والعجزة، والعالم الذي يدعي الحرية والعدالة والمساواة صامت صمت القبور، وقد تمادت قوات الاحتلال البربرية في غيها وانتهاكها لأبسط مبادئ حقوق الإنسان، وجعلت من غزة كومة من ركام في أبشع تدمير لأرض في العصر الحديث، مع اشتداد الحصار الذي يفرضه على القطاع منذ ما يربو عن ستة عشر عاماً، وزاد في حصاره الظالم فلم يدخل منذ خمسة وعشرين يوماً أي طعام أو مياه أو غذاء لأهل القطاع، رغم مناشدات المنظمات الدولية والأممية ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، وإلا فإن ناقوس الخطر سيدق لمجاعة محققة، كيفما وهم يعيشون شهر رمضان بأقل القليل من الطعام والشراب.
يصادف يوم القدس العالمي حرب التجويع القاسية والقتل و الدمار الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد شعب طالب بحريته واسترداد أرضه، في ذات الوقت يستمر المستوطنون تدنيس باحة المسجد الأقصى وعلى رأسهم كبيرهم المتطرف ايتمار بن غفير وزير الأمن الإسرائيلي، الذي يدير بنفسه تعذيب السجناء الفلسطينيين الأبطال ويسومهم مر العذاب والتنكيل والتجويع، فقد أصبح سلاح منع الطعام والماء عن الفلسطينيين سياسة ممنهجة و مقصودة، أعلنت حكومة نتنياهو وبشكل سافر تجويع أهل غزة وعدم دخول أي طعام لهم، وتزامن مع إعلان الخارجية الأمريكية بأن المساعدات الإنسانية ستتدفق على غزة، إذا اطلقت حماس " الرهائن" بسقطة أخلاقية مدوية، لدولة عظمى! تدعي الحرية والعدالة والمساواة وهي تساوم شعب أعزل جائع بلقمته مقابل كرامته.
فحال القدس من ويلات الاحتلال الإسرائيلي كحال غزة من حصار ورعب وانتهاك لحرمة كل شيء فيها.
خوله كامل الكردي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد