فلسطينيو ألمانيا يحيون يوم الأرض بمظاهرة حاشدة

mainThumb
صورة تعبيرية

29-03-2025 08:46 PM

السوسنة- في مشهد يجسد التزام الفلسطينيين في المهجر بقضيتهم الوطنية، نظّمت الجالية الفلسطينية في مدينة بون وقفة احتجاجية ومظاهرة مركزية بمناسبة يوم الأرض الفلسطيني.

احتشد المئات من أبناء الجالية الفلسطينية في ألمانيا، إلى جانب عدد كبير من المتضامنين الألمان ونشطاء حقوق الإنسان، في ساحة فريدينز بلاتس، حيث عبّروا عن دعمهم للحقوق الفلسطينية.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الانتهاكات المستمرة، لا سيما في ظل التصعيد العسكري الأخير. كما طالبوا الحكومة الألمانية بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، محملينها مسؤولية دعمها العسكري والسياسي غير المشروط.




وشارك في المظاهرة المئات من النشطاء الألمان والفلسطينيين الذين أكدوا في كلماتهم على أهمية يوم الأرض كرمز للنضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال، وربطوا بين هذه الذكرى والتطورات الحالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تتعرض المدن الفلسطينية لحملات عسكرية شرسة وسط صمت دولي مطبق.



يوم الأرض: الصمود في وجه الاستيطان

وخلال الوقفة الاحتجاجية والمظاهرة التي جابت أنحاء المدينة أكد المشاركون على أهمية يوم الأرض ونشروا كتيبات تعريفية بلغات مختلفة للتعريف بماهية يوم الأرض، الذي يُحييه الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام، ويعود إلى عام 1976 عندما اندلعت مواجهات واسعة في الداخل الفلسطيني المحتل عقب قرار السلطات الإسرائيلية مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في الجليل والنقب والمثلث. وأسفرت المواجهات عن استشهاد ستة فلسطينيين وجرح العشرات، لتتحول هذه الذكرى إلى رمز للنضال الفلسطيني في مواجهة سياسات الاستيطان والتمييز العنصري.

واليوم، وبعد مرور 48 عاما على هذه الذكرى، لا يزال الفلسطينيون يواجهون سياسات الاحتلال الرامية إلى تهجيرهم وسلب أراضيهم، سواء في الضفة الغربية أو القدس أو داخل الخط الأخضر. وتأتي مظاهرة بون كجزء من سلسلة الفعاليات التي تنظمها الجاليات الفلسطينية في أوروبا والعالم لإحياء هذه المناسبة والتأكيد على أن الحق في الأرض لا يسقط بالتقادم.

مسؤولية ألمانيا في استمرار معاناة الفلسطينيين

خلال الفعالية، أُلقيت العديد من الكلمات التي شددت على خطورة الأوضاع الحالية في فلسطين، وضرورة أن تتحمل الحكومة الألمانية مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية تجاه ما يحدث.

وأكد رئيس اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية، جورج رشماوي، في كلمته، أن يوم الأرض ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو تأكيد على أن الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم متمسكون بحقوقهم التاريخية، وأن دعم الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح والمال لن يغير من عدالة القضية الفلسطينية. وأوضح أن ألمانيا، التي تدّعي دعم حقوق الإنسان، مطالَبة بمراجعة سياساتها تجاه فلسطين والتوقف عن تقديم الدعم اللامشروط لإسرائيل، خاصة في ظل الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين في غزة والضفة الغربية.

من جهتها، تحدثت إحدى ممثلات منظمة “يوديشه شتيمه” (الصوت اليهودي من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط) عن ضرورة أن يعي المجتمع الألماني حقيقة ما يحدث في فلسطين بعيدًا عن الروايات الرسمية المنحازة. وأكدت أن هناك مسؤولية تاريخية تقع على عاتق ألمانيا تجاه الفلسطينيين، وليس فقط تجاه إسرائيل، مشددة على أن تصدير الأسلحة التي تُستخدم في قتل الفلسطينيين يخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية التي تدّعي ألمانيا التمسك بها.



وقف تصدير الأسلحة

أحد المحاور الرئيسية التي ركز عليها المتحدثون كان دور ألمانيا في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث طالب المشاركون الحكومة الألمانية بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، خاصة وأن التقارير تشير إلى أن ألمانيا تُعد ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة.

وأكد النشطاء أن استمرار هذا الدعم يُسهم بشكل مباشر في تأجيج الحرب، ويفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون الثمن الأكبر. وأشار المتحدثون إلى أن ألمانيا، التي تحمل إرثًا تاريخيًا معقدًا بسبب سياسات الحرب العالمية الثانية، يجب أن تكون أكثر وعيًا بضرورة رفض دعم الاحتلال العسكري والقمعي.

وفي ظل استمرار القصف على غزة وتصعيد الاستيطان في الضفة الغربية، تبقى المسؤولية الأخلاقية والسياسية على عاتق المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي تدعم إسرائيل عسكريًا، لوقف هذه السياسات التي تعمّق المعاناة الفلسطينية.

اختُتمت المظاهرة وسط هتافات قوية وحماسية، حيث ردّد المشاركون عبارات مثل: لا لدعم الاحتلال.. نعم للعدالة والسلام، تحيا فلسطين.. تسقط العنصرية.

اقرأ المزيد عن:








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد