دروس مستفادة لمواقف تاريخية في المباريات

mainThumb

29-03-2025 03:01 PM

عندما تشتد الأزمات بين الأفراد او الجماعات والدول تظهر هنا قدرة العقلاء والحكماء في ادارة هذه الأزمة او تلك بالحكمة والمسامحة والترفع والالتزام بالقيم الموروثة والاخلاق الحسنة والنوايا الطيبة والمصلحة العليا ولو كانت على حساب بعض التضحيات البسيطة
ففي سبعينيات القرن الماضي قبيل مباراة رسمية في بطولات أوروبا للهوكي على الجليد بين الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا في براغ العاصمة التشيكية كانت هناك قرارات لمسؤولين تصب في هذا الاتجاه ،
وكانوا قد التقوا في عام 1969 في العاصمة السويدية ستوكهولم وانتهت المباراة بفوز تشيكوسلوفاكيا على الاتحاد السوفيتي وخرج مظاهرات مليونية في براغ احتفالا بالفوز
ولكن كان ذلك تعبيرا عن احتقان سياسي بعد محاولة دوبشيك الانقلاب على الكتلة الشرقية والاتحاد السوفياتي عام 1968 انتهت بتدخل عسكري سوفياتي باسم حلف وارسو لقمع المحاولة
وكانت شعارات المحتفلين بالفوز بمباراة الهوكي عام 1969 احتجاجات ضد الجيش السوفيتي الذي واصل احتلال البلاد بعد غزو حلف وارسو في أغسطس السابق.
وفي الليلة الأولى، بدأ المشجعون المحتفلون في إظهار استيائهم من الإشراف العسكري بصوت عالٍ وهم يهتفون "لم تكن هناك دبابات لذلك خسروا
وفي الليلة التالية، أحضر العديد من المتظاهرين لافتات صنعوها تُظهر نتيجة المباراة الثانية (4-3)، وهتافات تقول "تشيكوسلوفاكيا 4 - قوات الاحتلال3
ولذلك عند اللقاء الاخر في براغ بعد ذلك بسنوات قليلة قدم جهاز المخابرات السوفياتية KGB تقريرا للدولة والحزب أنه إذا فاز الاتحاد السوفييتي في المبارة على تشيكوسلوفاكيا في ارضهم في براغ ستكون هناك مظاهرات وعنف واحتجاجات
وجاءت التعليمات للمدرب السوفييتي انذاك بخسارة المباراة وعدم الفوز بها كقرار سياسي
ولكن تاثير الفودكا ليلة المباراة على المدرب والفريق أدى الى شحن الفريق للفوز وشرب الأنخاب بصحة ستالين وخالف المدرب التعليمات
وفاز السوفييت وقامت المظاهرات والاحتجاجات العنيفه ضد الاتحاد السوفييتي في براغ وتم تكسير وتحطيم الصالة الرياضية
ومباشرة جاءت طائرة من موسكو خطفت الفريق وأودعتهم السجن وصدرت قرارات بحرمانهم من اللعب سنوات طويلة وحرمان المدرب من التدريب لعشر سنوات ،
ولذك يرى بعض المسؤلين ان التضحية بالفوز في مباراة كرة قدم او غيرها في الدوري المحلي او بطولة اقليمية او دولية حقنا لدماء طفل بريء يحضر مباراة للاستمتاع او لحفظ وحدة وطنية في بلدان تنخرها امراض المجتمعات بالطائفية والعنصرية والمذهبية وغيرها وبين دول تربطها اواصر الاخوة والصداقة والتاريخ والثقافة أسمى وأكبر من كاس او بطولة لا يتعدى تأثيرها حدود الملعب وسويعات بعد انتهاء المباراة وتبدا رحلة جديدة لمباراة اخرى قادمة ،
فهل يتعظ الكبار من التاريخ ولا ينجرون وراء الموتورين وهواة الفتنة على المنصات الرقمية بكل اشكالها للفوز بمباراة كرة قدم
والله المستعان على كل من يعبث بأمن وامان هذه الامة وأوطانها
وتقبل الله طاعاتكم في هذا الشهر الفضيل وكل عام انتم بالف خير بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد