هلال واحد .. وأعياد متعددة

mainThumb

29-03-2025 03:31 AM

كل عام، ومع غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من رمضان، يتكرر المشهد ذاته، تشخص الأبصار إلى السماء بحثا عن هلال شوال، لكن ما تراه العيون يختلف من بلد إلى آخر، تتباين المواقف، وتتفكك وحدة المسلمين أمام هلال لا يعرف الحدود، ليولد العيد في يومين مختلفين، وربما ثلاثة، وكأن الأمة التي تجتمع على صيام شهر واحد تعجز عن الاتفاق على رؤية واحدة.

في زمن الدقة الفلكية، حيث يمكن حساب ولادة الهلال بلحظة لا تحتمل الشك، لا تزال بعض الدول تصر على الرؤية البصرية، معتبرة أنها الامتداد الطبيعي للسنة النبوية. في المقابل، هناك من يرى أن رفض العلم في عصره هو رفض للعقل والمنطق، وأن الإسلام لم يكن يوما دين جمود، بل دين تطور يأخذ بأحدث الأدوات المتاحة.

في مصر، أعلنت رؤية الهلال، بينما في أستراليا صدر قرار مبكر باستحالة ظهوره، أما المغرب فظل على موقفه الراسخ، فلا عيد دون رؤية العين المجردة. وهكذا، في مشهد يتكرر كل عام، يصبح العيد عيدين، وربما أكثر، وتتحول فرحة المسلمين إلى حالة من الحيرة والتساؤل، كيف نعيش في عالم يتوحد على الثانية والدقيقة، بينما لا نتفق على يوم عيدنا؟

ربما الاختلاف ليس في الهلال، بل في العقول التي تراقبه، فمتى يحين اليوم الذي يعلو فيه صوت الوحدة على صوت الفرقة؟ متى يكون للمسلمين مرجعية واحدة تقطع هذا الجدل المتكرر؟

متى يكون هلال الامة واحد ؟






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد