اقتصاد الفراوله

mainThumb

28-03-2025 01:20 AM

اتقدم لصحفيه السوسنه بالشكر والتقدير لجهدها الموصول في ربط الصوت
والكلمة للمجتمع فبفضل الصحافة الحرة لبقيت تلك الكلمات حبيسه الاوراق
ان سلسة ما أكتبه ضد مرض التخبط البيروقراطي وهنا سنبدأ في اسلوبه ودرجته
نبدا بالتالي :
أسلوب ممارسه العمليات مسؤول عنها المسؤول الذي يضيف لقراراته اسماء ووصوفات مؤسسية فبدلا ان يقول انا يقومل قرر المجلس وبالحقيقة وراء تلك المستميات فرد فقط
تلاك الممارسات هي لأداة التي يعبر عنها في ارادته بطريقة صناعه وتنفيذ القرار وهي الركن المادي المؤثر ونتائجة هي معيار النجاح في الوصول الى الاهداف وقد اري ان افضل تعبير في ذلك المثل الفرنسي الذي وصف تلك الممارسات التي تنعكس سلبا علي صانع القرار ويؤثر علي المجتمع الاقتصادي والاجتماعي الذي يقول (كالدب في حقل الفراولة ) ان تحقيق جزء من الاهداف مع تدمير باقي الاهداف ليس فيه حكمه انما نتائج اكثر خطورة مثل من ينزعج من جارة لينهي مشكله معه فيرديه قتيلا ليمكث في السجون سنوات عجاف فلا هو حل المشكلة ولا انهي الملف الخلافي وزاد الطين بله وحسب العالم فرويد فان دورة حياه الفرد هي ما تمر به الدول فالناظر في التجارب والمقارنات ستعرف ان العالم يعاني من ازمة قانونية خلقتها عقدة السجادة الحمراء بل أجزم ان قوة المكتب والختم أقوي من صوت الاختراعات والمصانع لما فيها من قوة وهمية تتسلط على فكر الانسان ووجدانه وتشعره بانه القادر على كل شيء كما قال نزار قباني في قصيدة له ( الغي وطنا الغي احكام التاريخ ) خاصة في بلاد الشرق الأوسط فالفكر لم يتغير منذ ولاية معاوية حتي اليوم .
نمر في رحلة استعراضية لما سبق ونري ان ما حصل مؤخرا في تركيا ليس خللا في مركز قانوني وانما اسلوب ممارسة يصب في حقل الفراولة حتي وان كان رئيس بلدية اسطتنبول لدية أخطاء او تجاوزات او انحرافات ان اثبتها القانون فالمتهم بريئ حتي تثبت ادانته وبدلا من استعراض بوليسي مثير ومؤثر على المشهد الاقتصادي هبطت به سعر الليرة والغاء لبرامج السياحة وهبوط سوق الاسهم كان من الممكن وبهدوء استدعاء من النيابة للتحقيق وعبر جلسات القضاء يكون الفيصل في هذه الاتهامات تركيا يسكنها 120 مليون انسان ولها علاقات تجارية دوليه ومختلف مستويات التجارة والاقتصاد هل عندما يحدث مع مسوول آخر مشكلة ستكون النتائج بهذه الطريقة الدرامية ننتقل الي الكيان الذي يصارع ازمة وجود باستهداف اطفال ونساء محققا نصرا وهميا يترك اثرا قانونيا للابد على هذا الكيان المازوم ( مكتفين بشجب تلك التصرفات كمشكلة اطفال في مدرسة ) والعالم صامت يطلب منهم التوقف دون ذكر للتعويضات التي تسبب بها كما فعل مع العراق عندما كونوا جمعيه متضريين حرب الخليج وافلس العراق من ورائها-وهو البلد الغني بمواردة البشريه والماديه
ولان العقل العربي مبرمج علي شخصية ابو عنتر ويحب التغني بها فان ما وصل اليه العراق ما كان ليكون لولا قلة الاستشارات والحكمه والتخبط في صناعه القرار وكما كان العالم ينظر الى التجربة الاقتصادية الامريكية خاصة جيل الستينات بانها تجربة فريدة الا ان ادارة ترامب تمارس نفس التوجهات تاركة الاقتصاد والعالم في تخبط محير وصلت الى اعلان ضم كندا وكأن كندا قطعه من الكيك والتجربة الليبية التي وصلت الي صناعه كل يوم قرار ضد قرار جعل التاجر والفرد في ضبابية وتجاب كثيرة تجاوزت مستوي المركزية والديكتاتورية .
ان المشكلة التي وصل اليها العالم تتمثل في ثلاثة ازمات ادارية الازمة الاولي ان الانسان الفرد لم يعد له قيمة او اهتمام فهو متلقي للقرارات وان لم يقدر عليها فهو مدان ومخالف والازمة الثانية اهمال الاستشارات لانه تلك القرارات اجزم انها تمر بدون مجلس استشارات والازمة الثالثة اعتقاد المسؤول انه المالك للمصير المتفرد به صانعا القرار للفرقعه اللحظية حتي باتت القنوات الاعلاميه تستضيف . فنان ليقول رايه السياسي والهدف جر منافع شخصيه وترند وصولا الي كل فاضي اصبح مفتي يحلل الديانات ويقول راية حتي بات اصاب المحتوي الفارغ سواء كوميديا أو سياسة بلا هدف او اسناد حقيقي متلاعبين في العامه وصولا الي فطاحل العلاج الطبيعي والشعوذه والابراج .
اننا اليوم لسنا في رحلة ما قبل تلك الازمات نحن الان في مرحلة ما بعد تلك الازمات واستراتيجيا لا يمكن اخفاء الازمات الاقتصادية التي تظهر وستظهر لاحقا فاستخدام تعابير الرؤية الاستراتيجية التي تستخدم اليوم والتي تدور حول كلمات مثل رؤية - ندرس - دراسة - اجتماع - توجه لن تحل الأزمات الاقتصادية بل تزيدها سوءا لانها نوايا وليست عملا تنفيذيا له ملامح واقعيه ووالبيروقراطين يختبون وراء تلك الكلمات وينفقون الملايين على نوايا قد تحدث او مشاريع ليست ذات اولوية .واصبحت القرار الذي يستفيد منه الفرد مجرد رؤية طويلة المدي وصناعه قرار مادي ينتج في ساعه .
لقد تحولنا من ادارة الانسان الى تجريم الانسان فالمتسول يجرم ولكن لاأحد يسال عن وضعه وما وصل له والمسبب والاسباب وارتفاع الضرائب دون مبرر سوي جباية لسد رمق الصناديق الخاوية - يستقر بها الحال للنزاع بين الفرد والفرد دون ظهور للمسبب الاساسي والأرقام المرعبه من نسب الطلاق وتخلف التعليم وزيادة المديونيات وتسريح العماله بصمت بمئات الألاف وارتفاع الرسوم معظمها بالاكتشاف دون اعلان هي ممارسة امراض عنجهية البيروقراطية
ان الاقتصاد اليوم في غرفة الانعاش وتردي مستويات الدخل والتكاليف اصبحت باهضة دون قدرات الفرد ومعظم التجار مستمرين فقط لانهم متورطين في الاعمال والبنوك استحفلت على الفردانه الفرد ضحية اقتصاد الفراولة ولكن عند هبوط المؤشر الاقتصادي لن يجدي نفعا عندما تتعامل مع جائع
ان الحل العلاجي هو تشكيل مجلس استشاري لكل مسؤول يمر عليه القرار ويدرسه دراسة جدوي حقيقية ضمن بطاقة أداء متوازن والا سيكون سرطان البيروقراطية مستفحل بلا علاج .جاعلة لاي مؤسسة لها حجم ان تقرر مباشرة دون اكتراث فما عليك الا ان تكون مكتشفا عند مراجعتهم بالقرارات والرسوم الجديدة المتغيرة بشكل منفرد وطبعا ما يسمعي جمعيه مستهلك مستهلكة بلا محتوي أو دور
عندما تجد ان فقير يبث مشكلته في لقاء متلفز يشكو العوز ويسكن بالشارع وفي منطقته جمعيات خيرية لا تسال هذا مثال على مرض البيروقراطية وعندما تجد طالب يحرق طالب في ظل وجود ادارة فهو تخلف ما بعدة وتجد ان 90% من المنظمات والمؤسسات لا ترد على ايميل مستفسر وتتجنب الرد وعندما تجد ان طبيعه الخلافات تحل بشكل دموي فنحن في خطر حقل الفراولة ايها السادة ان طبيعه الشرقي ان يبقي متماسكا امام عائلته دون شكوي وهو يغرق كل يوم وتحول تلك الفواتير على شكل مسؤول تقاعد يظهر لينتقد اداء الحكومة او الشركة التي كان قائدا لها .
اختم هذه المقالة وأنا واثق انها صدي الكلمات لن يكترث به أحد لان الاأذن البيروقراطية لا تؤمن بالدراسات والاستشارات ودراسة النماذج وجذب الحديث منها وتطبيقه واعتقد ان مكتب وورقة وقلم وختم وفنجان قهوة له متعه اكبر من صوت ام كلثوم في سهرة ربيعيه .
لست ابالغ ولا أجامل ان اقول عن خبرة طويلة مع كبري المنظمات في الدراسات الاقتصادية بان معظم المشاكل والازمات سببها مدراء الطبقة الوسطي وبعض البطانه التي تصور للوزاراء أن الامور تمام اصنعوا فلتر للقرارات وستري الحقيقة

 

باحث اقتصادي






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد