فضيحة محادثة سيغنال تكشف خطط إدارة ترامب في اليمن

mainThumb
صورة تعبيرية

27-03-2025 09:32 PM

السوسنة- نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً أعده بيتر إيفيس وإسماعيل نعار، استعرض فضيحة محادثة على تطبيق سيغنال بين مسؤولين في إدارة ترامب، حيث جرى الحديث عن الخطط العسكرية الأمريكية في اليمن بشكل غير تقليدي. وأظهرت التسريبات ما كانت تأمل الإدارة الأمريكية تحقيقه من خلال الغارات الجوية ضد الحوثيين هذا الشهر.

وأوضح بعض المشاركين في المحادثة أن الهجمات كانت تهدف إلى ردع الحوثيين عن مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر وإعادة فتح ممرات الشحن إلى قناة السويس. وقال مايكل والتز، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، إن "الولايات المتحدة ستضطر لإعادة فتح هذه الممرات سواء الآن أو في المستقبل القريب".

ولكن، قد تواجه هذه الأهداف صعوبة في التحقيق، حيث أشار خبراء في شؤون الشرق الأوسط إلى أن الهجمات الجوية فقط قد لا تكون كافية لهزيمة الحوثيين المدعومين من إيران. كما ذكر البعض أن الحرب ضد الحوثيين قد تتطلب عملية برية معقدة. إلى جانب ذلك، قد تجد شركات الشحن الكبرى طرقًا بديلة رغم التكاليف العالية لتجنب المرور عبر البحر الأحمر، وذلك بعد أن تضررت من الهجمات الحوثية.

 

يقول جيمس هولمز، رئيس “جيه. سي. وايلي للاستراتيجية البحرية” في كلية الحرب البحرية في رود آيلاند، إنه حتى أثناء حرب الخليج عام 1991، كانت القوة الجوية بحاجة إلى دعم من غزو بري. ويضيف: “لا يمكن للطائرات احتلال الأراضي”.

التحليل العسكري يبرز أن الحوثيين قد يستفيدون من الضربات الأمريكية لتعزيز مواقعهم في اليمن وفي المنطقة. فقد دعا الحوثيون إلى التصعيد مع الولايات المتحدة، وهو ما يراه الباحث فارع المسلمي في معهد تشاتام هاوس في لندن سعيا لاستدراج الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية أوسع.

إدارة ترامب وصفت الحوثيين بالتهديد للأمن الأمريكي وحلفائه، وأكدت أن الضربات العسكرية ستكون أكثر فعالية من تلك التي نفذتها إدارة بايدن. وبالتوازي مع الضربات، قامت الإدارة بإعادة تصنيف الحوثيين كـ “منظمة إرهابية أجنبية”.

لكن الهجوم على الحوثيين يواجه صعوبة تاريخية، حيث فشلت عدة محاولات سابقة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية لإجبارهم على الانسحاب. ومع ذلك، تعهد ترامب هذا الشهر بالقضاء على الجماعة، وحذر إيران من الاستمرار في دعمهم.

الهجوم على الحوثيين يواجه صعوبة تاريخية، حيث فشلت عدة محاولات سابقة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية لإجبارهم على الانسحاب

تاريخياً، سعت القوى العظمى إلى حماية الشحن التجاري، لأن أي انقطاع في تدفقات التجارة العالمية قد يؤدي إلى نقص في الإمدادات وارتفاع التضخم، مما يتسبب في دمار اقتصادي واسع. وكان جزء كبير من النقاش في محادثات إدارة ترامب يركز على أهمية فتح ممرات الشحن. وقال هيغسيث إن “استعادة حرية الملاحة” تعد “مصلحة وطنية أساسية”.

لكن رغم الضربات الجوية اليومية التي يشنها الجيش الأمريكي ضد أهداف حوثية، لم يقدم البنتاغون تفاصيل حول الهجمات منذ 17 مارس، عندما أعلن عن ضرب أكثر من 30 هدفاً حوثياً في اليوم الأول. وذكر مسؤولون يمنيون أن هذه الضربات أصابت مناطق سكنية ومباني في صنعاء، العاصمة، ما أسفر عن عدد غير معروف من الضحايا المدنيين.

ومن ناحية أخرى، نجح الحوثيون في إحداث حالة من الرعب لدى السفن التجارية الغربية في البحر الأحمر. ومنذ بدء استهدافهم للسفن في عام 2023، نفذوا حوالي 130 هجومًا على السفن التجارية، وفقاً لبيانات “مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة” لمراقبة الأزمات.

نتيجة لذلك، توقفت سفن الشحن المتجهة من آسيا إلى أوروبا عن عبور البحر الأحمر وقناة السويس، وبدلاً من ذلك اختارت التوجه حول الطرف الجنوبي لإفريقيا، وهو مسار أطول بنحو 3500 ميل بحري ويستغرق 10 أيام إضافية. ارتفعت تكاليف الشحن بشكل كبير بسبب إعادة تنظيم الشركات لمساراتها، لكن خلال أشهر قليلة تكيفت الشركات مع الرحلات الأطول، مما أدى إلى انخفاض أسعار الشحن بشكل ملحوظ هذا العام.

ويؤكد مسؤولو الشحن أنه لن يتم العودة إلى البحر الأحمر إلا في حال التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط يشمل الحوثيين أو في حال هزيمتهم.


اقرأ المزيد عن:








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد