26 رمضان ذاكرة المواجهات والمعارك المصيرية لاجل فلسطين والأمة

mainThumb

25-03-2025 01:34 PM

شهدت أرض فلسطين معارك ومواجهات مصيرية ليس في إطار حركة الفتوح الاسلامية والتحرر من الاستعمار والاحتلال الأجنبي فحسب، وإنما على مستوى مواجهات ومجابهات استراتيجية مصيرية بحق الأمة ومنطقة الشرق ككل، ولأن شهر رمضان كان شهر الفتوحات ومعارك النصر العظيمة، فقد شهد هذا الشهر العديد منها، معركة حطين بتاريخ 26 رمضان 583 هجرية( 5 كانون الأول 1187م)، ومعركة عين جالوت بتاريخ26 رمضان 658 هجرية(4 أيلول 1260م).

فالاولى هي حطين التحرير من براثن الاحتلال الافرنجي، وقد كانت هذه المعركة بقيادة صلاح الدين الايوبي، حيث توجه على اثرها الجيش الاسلامي لدخول مدينة القدس بعد معاناة أهلها ومقدساتها من احتلال لمدة تسع عقود، وقد كانت هذه المعركة الفاصلة شاهد على أهمية الاعداد والاستعداد ووحدة الأمة ونبذها للفتن والخلافات تمهيداً لمواجهات التحرير والنصر، فكانت خطط صلاح الدين الايوبي العسكرية والاستراتيجية وسياسته السلمية التي أعقبت المعركة ملهماً ومنارة للأجيال والشعوب بإمكانية النصر والخلاص من الظلم اذا توحدت كلمتها وجمع صفها، والثانية هي معركة عين جالوت درع الأمة والمحافظة على هويتها ، فقد كانت بعد هجوم وحشي من قبل المغول (التتار) والذي بدأ بشكل هدد الأمة وهويتها الحضارية، وكان الانتصار في المعركة مهماً في حماية القدس خاصة بعد تعرضها للاحتلال مرتين بعد انتصار وتحرير صلاح الدين الايوبي لها، وتحديداً المرة الأولى عام 1229م والمرة الثانية عام 1240م، وبمجيء عام 1291م كانت بلاد الشام قد تحررت على يد المنتصرين في عين جالوت من آخر معاقل الافرنجية.

ان الانتصار في هذه المعارك يحمل الكثير من الدروس والعبر، سواء ما يتصل منها أو بالاستعداد وبناء الأجيال وتعزيز وعيها بحقوقها، والأهم التركيز على رفع معنوياتها بامكانية النضال والصمود مهما زاد بطش العدو وقوته الظالمة، كما أن معركة القضاء على خطر ما يمكن تسميته امتداد امبراطورية بريرية التتار في معركة عين جالوت، تزامن في تاريخه من حيث وقوعه في رمضان مع معركة اسلامية مهمة وهي معركة نهاوند بتاريخ 26 رمضان 21هجرية(641 م)، والتي كانت مفصلية في القضاء على التوسع والخطر الساساني الفارسي على الحدود الشرقية للأمة الاسلامية، وقبلها كانت في رمضان أيضاً غزوة بدر الكبرى التي هزمت الشرك.

ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أن رمضان الصمود والنصر كان سجلاً خالداً ومشرفاً ورمزاً لوحدة الامة ومجابهتها للاخطار والتحديات، واستطاعت فيه أمتنا هزيمة جبروت وطغيان امبراطوريات كبرى انذاك، لذا فاننا على يقين وثقة مطلقة اليوم بأننا على قدر كبير من قوة مواجهة بربرية العصر الحديث والمتمثلة بعنجهية وعدوان الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي ومخططاته العابرة للحدود والمهددة للأمة ومقدساتها وحضارتها.
وستبقى القدس ومقدساتها ورسالتها الحضارية في السلام والمحبة والصمود والرباط، شعلة للعالم كله حتى وان زاد ظلام الاحتلال، هذا الاحتلال الذي لايقيم وزناً للشرعية الدولية والاخلاق الانسانية النبيلة، ولا يؤمن الا باساطيره المزيفة الواهية، ويحكم بالاستناد لشريعة الغاب ويضرب بكافة القوانين والاعراف الدولية عرض الحائط .
وسيبقى الاردن شعباً وقيادة هاشمية صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس السند لاهلنا في فلسطين والقدس، وستبقى رسالة الاردن وقيادته الهاشمية للأمة بالوحدة وللعالم بالسعي للسلام والزام اسرائيل بالشرعية الدولية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد