بعد النجاة من الموت .. صاحب أذان نهاية العالم يروي التفاصيل

mainThumb
الشيخ محمد جازي عبد الله الزعبي

24-03-2025 06:26 PM

إربد – السوسنة – هبه الربيع - نجا المؤذن الأردني البارز الشيخ محمد جازي عبد الله، المعروف عالمياً بـ" صاحب أذان نهاية العالم " من حادث سير مروع في محافظة إربد شمال الأردن، أمس الأحد، بعد انقلاب سيارته خلال عودته إلى منزله، ما تسبب بإصابته برضوض بسيطة، وفقاً لروايته.
وأكد عبد الله في حديثه لـ"السوسنة" أن حالته الصحية العامة جيدة، معرباً عن امتنانه للدعوات التي تلقاها من محبيه حول العالم عقب الحادث.
ويُعتبر الشيخ محمد جازي عبد الله (38 عاماً)، الذي وُلد وترعرع في إربد، أحد الأصوات التي صاغت الهوية الأردنية الحديثة في مجال التلاوة والأذان. بدأ مسيرته مؤذناً في مسجد الحي وهو في سن مبكرة، قبل أن تلفت موهبته أنظار وزارة الأوقاف الأردنية، التي عينته عام 2006 ضمن مشروع "الأذان الموحد"، والذي يهدف إلى توحيد نغمات النداء للصلاة عبر اختيار مؤذنين متميزين بأصواتهم العذبة وأدائهم المتزن.
ويروي الشيخ محمد جازي عبد الله، الذي يُلقب أيضاً بـ"فخر مؤذني المملكة"، تفاصيل شغفه بمقامات التلاوة، موضحاً أن إتقان المقامات الصوتية كان شرطاً أساسياً للانضمام إلى مشروع الأذان الموحد. ويقول: "اختيار المقام المناسب لكل صلاة هو سر التأثير. فأنا أستخدم مقام العجم ليوم الخميس لنشره البهجة، ومقام الرصد المهيب لصلاة الجمعة، بينما ألجأ إلى مقام الحجاز في صلاة العشاء لروحانيته التي تعيد السامعين إلى الزمن القديم". ويضيف: "في الفجر، يكون مقام أثر الكرد هو الأنسب لهدوء الوقت وروحانيته".
اشتهر الشيخ محمد جازي عبد الله بشكل واسع بعد تسجيله أذاناً لصلاة العشاء في المسجد الهاشمي بإربد، باستخدام مقام الحجاز، والذي نُشر على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "النداء الأخير للصلاة" أو "أذان نهاية العالم". تجاوزت مشاهدات المقطع 200 مليون خلال فترة وجيزة، وسط تفاعل عالمي أثار تساؤلات عن هوية صاحب الصوت. وتحدثت مديرية أوقاف إربد عن الفيديو في منشور رسمي، مشيدة بأداء عبد الله، الذي وصفته بأنه "صوت يعبر عن جمال الروح الأردنية".
وعبر عبد الله عن أمله في تسجيل القرآن الكريم بصوته، وأن تصل تسجيلاته إلى كل بقاع الأرض، لكن أمنيته الكبرى تبقى "الصلاة في المسجد الأقصى المبارك بعد تحريره". كما كشف عن تأثير صوته في حياة الكثيرين، مستذكراً قصة شاب أرسل له يقول إن أذانه بمقام العجم كان سبباً في التزام أصدقائه بالصلاة بعد سنوات من الإهمال.
بالإضافة إلى لقب "فخر المؤذنين" من قبل زملائه، حصل عبد الله على تقدير رسمي لاختياره مؤذناً موحداً لمحافظة إربد عام 2022، ما ساهم في انتشاره العالمي. ويؤكد أن تعليقات المتابعين، التي وصفت أذانه بـ"الخالد"، دفعتته للاستمرار في تطوير أدائه، مع التركيز على الجانب الروحي الذي يربط المستمعين بالعبادة.
رغم الصدمة التي خلفها الحادث، يعتبر عبد الله أن النجاة منه "مصدر إلهام لمواصلة رسالته". ويختتم حديثه بالقول: "الأذان ليس مجرد نداء للصلاة، بل جسر بين الأرض والسماء، وأنا ممتن لأنني جزء من هذا الجسر".
هكذا، يحمل صوت محمد جازي عبد الله، من محافظة إربد الصغيرة، رسالة إيمانية تجوب العالم، مُذكِّراً بالموروث الإسلامي العريق، ومُثبتاً أن الجمال الصوتي يمكن أن يكون أداةً للهداية في عصر التكنولوجيا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد