في عيد الأم نستذكر معاناة المرأة الفلسطينية

mainThumb

24-03-2025 04:10 AM

*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

يواصل العالم رفع شعارات حقوقية ويخصص مناسبات إطارها العام الحقوق المحمية بالقانون، ولكن تسقط هذه الشعارات وتصبح فارغة تماماً من غايتها النبيلة عندما يتحدث العالم لغة المصالح فقط، خاصة عندما تقود مراكز القوى الدولية التي تدعي الديمقراطية وحقوق وكرامة الانسان سياسة منحازة للظالم وظلمه، وبالنظر لأماكن الصراع في العالم ندرك أن الحقوق والقانون الدولي للأسف، ليس سوى قانون القوي وشريعة الغاب، ولا شك أن اسرائيل ( السلطة القائمة بالاحتلال) وبما تمثله من نموذج الاستعمار ومعارضة الشرعية الدولية هي اليوم الخطر المحدق بمنظومة الحقوق والكرامة الانسانية ليس ضد الشعب الفلسطيني فحسب بل ضد كل دعاة الحقوق في العالم.
ويوم الأم الذي تحتفل به الكثير من دول العالم بتاريخ 21 اذار من كل عام تقديراً وتكريماً للأم على دورها التربوي في بناء الأجيال والأمم، يتزامن أيضاً مع مناسبات أخرى منها على الصعيد الوطني ذكرى معركة الكرامة الخالدة ، وعلى الصعيد الدولي مناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله أيضاً، وعند مطالعة هذه المناسبات نستشعر الأم ووجودها التربوي فالأم هي مدرسة الكرامة وصانعة أجيال النصر والنضال دفاعاً عن الأردن وفلسطين والأمة، والأم الفلسطينية وبكل أسف هي ضحية التمييز العنصري وحرب الابرتهايد في عصرنا الحديث على يد الصهيونية وحكومة الابرتهايد اليمينية الاسرائيلية .
طوال تاريخ القضية الفلسطينية كانت الأم في صدارة التضحيات فهي الشهيدة والاسيرة والجريحة وأم وزوجة وأخت الشهيد والاسير والجريح، فمنذ السابع من اكتوبر عام 2023م وحتى اليوم ارتقت حوالي 13 الف شهيدة فلسطينية والاف من النساء الجرحى والمعتقلات، في عالم يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة، ومع كل ذلك ما تزال الام الفلسطينية تقدم صورة نموذجية ليس لها مثيل في العالم على الصمود والرباط، وتقوم في ظل حرب ابادة وتطهير عرقية صهيونية شرسة بأعباء كبيرة تتمثل برعاية الاطفال والايتام ، فما بين البحث عن الطعام والمأوى وما بين البحث بألم عن اشلاء الشهداء من الأبناء والأطفال، هي دورة حياة المرأة الفلسطينية، هذه الأم بحق ايقونة الأرض وزيتونتها المقدسة، ما تزال مدرسة في التربية على الرباط في الارض والمقدسات والنضال لاجل الحرية .
وتؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس أن الأم التي أعدت جيش الكرامة الباسل والشهيدة والمرابطة في فلسطين المحتلة، يكون الاحتفال بعيدها بمطالبة مئات المنظمات الحقوقية الانسانية بنجدة المرأة في فلسطين وحمايتها من الابادة وانقاذها من أشرس احتلال عرف في التاريخ الحديث، فعلى العالم الذي يجاهر في الانحياز لاسرائيل ويعلن وقوفه مع الظلم أن يخجل من مشاهد القتل المروعة التي تتعرض لها المرأة في فلسطين ، وعلى الاعلام الحر بكل وسائله وأشكاله فضح الممارسات الاسرائيلية وجرائمها ضد الانسان الفلسطيني بمن فيهم الرجال والنساء والأطفال.
ورغم الجرح الفلسطيني النازف ستبقى الام الفلسطينية رمزاً للصمود والدفاع عن الحق في وجه الغطرسة الصهيونية المتطرفة، وكل يوم ولحظة هي عيد للأم المربية والمناضلة والاعلامية دفاعاً عن الحق الفلسطيني والعربي، تحية اجلال وإكبار وفخر بهذه المرأة الملهمة على صمودها وصبرها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد